لا تركبوا قطار التطبيع - وائل قنديل - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 2:25 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا تركبوا قطار التطبيع

نشر فى : الأحد 25 ديسمبر 2011 - 9:25 ص | آخر تحديث : الأحد 25 ديسمبر 2011 - 9:25 ص

أخذنا ضجيج المعركة الانتخابية، وهدير مظاهرات رد شرف المسحولات بأقدام العسكر بعيدا عن زلزال سياسى خطير سجلته مراصد السياسة المصرية طوال الأسبوع الماضى، وهو انكشاف الساحة عن اختراق مخيف لجبهة رفض التطبيع مع العدو الصهيونى.

 

البداية كانت حوارا أجراه المتحدث باسم حزب النور السلفى الدكتور يسرى حماد مع إذاعة جيش العدو الصهيونى، قال فيه إن «حزبه حريص على الحفاظ على الاتفاقيات الدولية مع إسرائيل» وكذلك «إننا نرحب بكل السياح حتى الإسرائيليين، فهم مرحب بهم دائما ولا مانع لدينا من قدومهم إلى بلادنا».

 

ولم يتوقف أحد عند هذه القنبلة المدوية بالقدر الكافى، لأن حديث الصناديق والمقاعد كان طاغيا على كل حديث سواه، فضلا عن أن الخطاب السلفى كان مهتما أكثر بقضية مصر والعالم الإسلامى المحورية وهى «ماذا كانت المسحولة ترتدى تحت عباءتها أثناء سحلها على أيدى جنود مصر البواسل».

 

إن ما صدر عن حزب النور السلفى تعليقا على هذه الفضيحة التطبيعية لم ينف ما ورد على لسان المتحدث باسمه لإذاعة العدو، وكل ما قيل على لسان حماد إنه لم يكن يعلم فى بداية الحديث إن محاوره يعمل فى إذاعة جيش العدو، وإنه لم يكتشف ذلك إلا أثناء الحوار.

 

وبصرف النظر عن أن الدكتور حماد لم يقل لنا إنه توقف عن استكمال الحوار عندما أدرك أن محاوره صهيونى.. ولم يصدر بيان استباقى يعلن فيه تعرضه للخديعة، ولم يكذب ما جاء على لسانه، فإن ما يستحق الانتباه والتوقف هنا أن «النور السلفى» يقدم خطابا سياسيا جديدا ومناقضا للموقف الوطنى الرافض للتطبيع على مدار 35 عاما مضت.

 

ولأن الزلازل لا تأتى فرادى فقد انتقلت العدوى إلى «الإخوان المسلمين» وقرأنا تصريحات لأحد مرشحى الجماعة فى سيناء الدكتور عبدالرحمن الشوربجى يعلن فيها أنه «موافق على تصدير الغاز لإسرائيل، على أن يتم هذا بالأسعار العالمية» حسبما نشر موقع اليوم السابع.

 

وإذا كان المتحدث باسم الجماعة الدكتور محمود غزلان علق بأن «الجماعة ترفض المبدأ كليا بتصدير الغاز لإسرائيل سواء بالأسعار العادية أو العالمية، لافتا إلى أن حديث مرشح الحزب بالعريش لا يمثل الجماعة أو الحزب، ولكن يمثل نفسه فقط» فإننا لم نسمع عن إجراء تم اتخاذه ضد صاحب الدعوة لاستمرار تصدير الغاز، مع ملاحظة أن الجماعة ذاتها فصلت مؤسسها الثانى وعضو مكتب إرشادها، الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، عندما رأت من وجهة نظرها أنه خرج عن خط الجماعة.

 

لقد كان الإسلاميون يظهرون أداء أكثر شراسة فى رفض وجود الكيان الصهيونى فى المظاهرات الرافضة للتطبيع طوال العقود الماضية، بل إنهم كانوا يرفدون عداءهم لإسرائيل بخط دينى واضح من خلال هتافهم الشهير «خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد سوف يعود» وهو الهتاف الذى كان يعتبره آخرون فى الجماعة الوطنية مزايدة دينية على قضية سياسية وإنسانية بالأساس.. فماذا جرى لكى يتحول الصقور إلى حمائم لا ترى غضاضة فى القبول بالتطبيع مع المحتل الغاصب وترحب باستقبال قطعان السياح الصهاينة؟

وائل قنديل كاتب صحفي