أمريكا ورئاسة السيسى - سمير كرم - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 7:58 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أمريكا ورئاسة السيسى

نشر فى : الأربعاء 25 ديسمبر 2013 - 8:40 ص | آخر تحديث : الأربعاء 25 ديسمبر 2013 - 8:40 ص

ليس من العسير بأى حال أن ندرك أن العلاقات بين مصر وأمريكا بالغة الأهمية للبلدين، وأن ندرك فى الوقت نفسه أن العلاقات بين مصر وأمريكا فى الوقت الحاضر هى مسئولية الفريق اول عبدالفتاح السيسى. تشهد على هذا حقيقة أن لقاءات المسئولين العسكريين الامريكيين الذين تتوالى زياراتهم لمصر تكاد تقتصر على السيسى. وينطبق هذا بصفة خاصة على لقاءات القادة العسكريين من البلدين. ومعظم هذه اللقاءات يتم فى القاهرة.

وعلى الرغم من ان التفاصيل تغيب عن البيانات التى تتلو هذه اللقاءات إلا أنه من الممكن أن نؤكد ان أهم انجاز حققه الفريق السيسى فى مجال هذه العلاقات هو انه تمكن من الحفاظ على اهمية هذه العلاقات والطابع الودى الذى تحتفظ به على الرغم من وجود خلافات ــ نعم بالتأكيد خلافات ــ بين الدولتين كانت لها سيطرة على العلاقات الثنائية خلال الفترة الاخيرة. خلال الفترة من يوم 25 يناير 2011 الى الآن. ولقد مرت العلاقات الثنائية باختبارات صعبة كان اكثرها صعوبة اختبار اخراج الإخوان من الحكم. ولا يشك أحد فى أن الجيش ــ بعد المظاهرة الشعبية العظمى التى ضمت اكثر من ثلاثين مليون نسمة من الشعب المصرى يوم 30 يونيو 2013 ــ أدى الدور الاهم فى الوصول بهذه المظاهرة الشعبية الى نتائجها الحاسمة.

ومن هذه النقطة يمكن الاستنتاج بأن السيسى أدى أهم أدواره وصعد ــ ربما من حيث لم يدر ولم يرد ــ الى ذروة غير مسبوقة كمرشح للرئاسة المصرية المقبلة. وما دمنا فى صدد العلاقات المصرية ــ الأمريكية لابد من ان نستنتج أيضا ان امريكا تدرك هذه الحقيقة. وقد بدأت البوادر الاولية للظهور، مؤكدة أن الجانب الأمريكى يناقش هذا الموضوع فى اجتماعاته على مستوى مجلس الأمن القومى الامريكى، وكذلك فى إطار الكونجرس الأمريكى. وقد أبدى وفد النواب الامريكيين الذى زار مصر مؤخرا اهتماما باجراء محادثات ــ أيضا ــ مع الفريق اول السيسى فاجتمع به «وناقش معه عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك فى ضوء علاقات التعاون بين البلدين».

هل انتهت مشكلة الإخوان كما تصورها الجانب الأمريكى ولم تعد ترد ضمن المناقشات بين الطرفين؟ ربما تكون الاجابة ذات بعدين، بعد تعتبره أمريكا خاصا بها تناقشه فى اجتماعاتها الخاصة فى مجالسها الرسمية وغير الرسمية، وبعد آخر اسدل الستار عليه وهو البعد الذى كان يناقش مع الجانب المصرى إبان الأزمة فى العلاقات.

•••

إنما لابد من التأكيد بأن الانجاز الذى حققه السيسى فى مسألة العلاقات مع الإدارة الأمريكية يتمثل فى فتح ابواب العلاقات مجددا مع روسيا ــ بما فى ذلك باب صفقات الاسلحة ــ ردا على الموقف الامريكى الرافض لطلبات مصر، دون ان تؤدى هذه الخطوة الاستراتيجية الى رد فعل امريكى غاضب او انفعالى. إن الجانب الامريكى لم يرد بغضب لأنه ادرك من نتائج محادثاته العديدة مع السيسى أن الغضب لا يفيد ولن يؤدى الى أى درجة من التراجع من جانب مصر. هذا هو الانجاز الأكبر الذى حققه السيسى عمليا فى المحادثات مع الامريكيين. على ألا ننسى

ان الموقف الأمريكى من قرار مصر هذه المرة هو الموقف نفسه من قرار روسيا بإمداد مصر بالسلاح. لكن ما يهم هنا هو ان نرى بوضوح الدور الذى أداه السيسى تحديدا على نحو أدى فى وقت واحد الى موافقة روسيا على عقد اتفاق مع مصر وموافقة أمريكا على عدم الاعتراض على هذا الاتفاق.

وهذا بحد ذاته انجاز كبير. إنما هل يمكن اعتباره الإنجاز الاكبر الذى حققه السيسي؟ هذا ممكن فى ضوء حقيقة باقية هى ان الولايات المتحدة تشكل بالنسبة لمصر المشكلة الخارجية رقم واحد وذلك فى ضوء حقيقة اساسية هى أن موقف أمريكا إزاء مصر يتسم ــ حتى الآن وبعد الانتهاء الجزئى من مشكلة الإخوان ــ بتناقض واضح فلا تزال أمريكا مترددة بشأن ما اذا كانت تتخذ قرارا باستمرار المعونة الامريكية لمصر أو خفضها أو حتى انهائها. وإذا ما القينا نظرة على هذا الموقف الأمريكى فإننا نتذكر الآن ان دول العالم تتوالى فى اتخاذ قرار فتح الابواب امام مواطنيها لزيارة مصر كسياح. وهذه شهادة مهمة بأن مصر عادت الى اوضاعها الطبيعية. أما أمريكا فلا تزال مترددة.

ويحق لنا أن نتساءل الآن: هل تبدو امريكا سعيدة بالوضع الراهن فى مصر، أم انها كانت تفضل ان ينتصر الاخوان؟

•••

لقد استمعت امريكا بما يكفى الى السيسى، فهل تفكر فى مسألة اقترابه يوما بعد يوم من منصب الرئيس؟ هل نتوقع من امريكا التى لا تتردد فى التدخل فى الشئون الداخلية للدول ــ صديقة كانت أو لم تكن ــ أم تطرح هذا التساؤل على السيسى شخصيا؟

من المؤكد أن رد السيسى على أى مسئول امريكى أيا كان مستواه على مثل هذا السؤال لن يختلف عن تصريحاته التى ادلى بها لتذاع على الرأى العام المصرى والعربى. ولكن كيف يفكر الأمريكيون فى السيسى كرئيس؟.

سمير كرم  كاتب سياسي مصري
التعليقات