اللهم اكف العرب شرَّ قممهم العربية..! - صحافة عربية - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 10:27 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اللهم اكف العرب شرَّ قممهم العربية..!

نشر فى : الأحد 26 مارس 2017 - 9:00 م | آخر تحديث : الأحد 26 مارس 2017 - 9:00 م

يساورنى القلق كلما دعا العرب أنفسهم إلى مؤتمر قمة عربية ولذلك أدعو الله أن يكفى الشعوب العربية شر قممهم ومؤتمراتهم؛ لأنه تاريخيا ارتبطت الكوارث التى تحيق بالوطن العربى بعدد من القمم العربية فما إن ينعقد مؤتمر قمة عربية هنا أو هناك إلا وتعقبه بأشهر قليلة كارثة تهز أوتاد ما يسمى أو يدعى زورا بالنظام العربى.. ولذلك فإن السنوات التى تنقطع فيها مؤتمرات القمم العربية ربما تكون أهدأ حالا وأحسن عائدا على شعوب المنطقة من السنوات التى تعقب مؤتمرات القمم العربية..!
وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن مقاطعة مصر كانت من قرارات ونتائج مؤتمر قمة بغداد 1978، كما أن احتلال بيروت ومذبحة صبرا وشاتيلا فى حزيران 1982 تلت بأشهر قليلة مؤتمر القمة العربية فى فاس نوفمبر 1981، وعلى الصعيد الشخصى كانت أول قمة عربية أشاهدها هى قمة بغداد فى 1990 وبعدها بثلاثة أشهر أفاق العرب على الصدمة الكبرى باحتلال الكويت بحجة الوصول للقدس! وانعقد مؤتمر شرم الشيخ فى 1 مارس 2003 فلم تمض ثلاثة أسابيع حتى انطلقت عملية الغزو الأمريكى للعراق واحتلال بغداد! وسعى الراحل معمر القذافى كثيرا لأن تكون ليبيا مركز القرار العربى فاستضاف قمة سرت فى نهاية مارس 2010 فلم ينته العام إلا وقد دشن البوعزيزى فى تونس شرارة الثورة والفوضى العربية التى امتدت بعرض وطول الوطن العربي! ثم عادت بغداد مرة أخرى لاستضافة قمة 2012 وأعقبها ظهور داعش والميليشيات الشيعية المتطرفة وإعلان قاسم سليمانى أشبه بالمندوب السامى عن العراق!
لا يمكن لأحد أن يتفاءل بمؤتمر قمة عمان 2017 الذى سيعقد فى نهاية هذا الأسبوع رغم الجهود التى تبذلها المملكة الأردنية الهاشمية للملمة الجراح إلا أنها لا تملك وسيلة إلى ذلك إلا بأسلوب «عفا الله عما سلف» وهى ذات الطريقة العربية التى أثبتت فشلها طوال أكثر من 50 عاما! وما يجعل الأمور أكثر تعقيدا أن العرب الذين قاوموا كثيرا حضور غير العرب لاجتماعات القمم العربية وكان آخرها موقف الأمير الراحل سعود الفيصل حتى من مجرد قراءة رسالة روسيا إلى قادة القمة إلا أنهم رضخوا أخيرا ووضعوا مقعدا للمندوب الروسى مثله مثل ذات المقاعد التى تتحدث الفارسية والتركية والإنجليزية بلسان عربى مبين فلا حول ولا قوة إلا بالله..

عكاظ ــ السعودية
محمد آل سلطان

التعليقات