تساؤلات حول الاستعداد لقيادة المرأة للسيارة - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تساؤلات حول الاستعداد لقيادة المرأة للسيارة

نشر فى : الخميس 26 أبريل 2018 - 9:20 م | آخر تحديث : الخميس 26 أبريل 2018 - 9:22 م

تتطلع النساء فى المملكة العربية السعودية بكل ترقب إلى العاشر من شوال 1439 الموافق الثالث والعشرين من يونيو 2018 لتسلُّم مقود سياراتهن، وإلقاء عهد الاعتماد على سائق أو غيره خلف ظهورهن، والانطلاق نحو حياة طبيعية لا تنتظر فيه امرأة سائقا خرج ولم يعد، أو تتأمل سيارة رابضة أمام المنزل تنظر إليها بسخرية، ولا تحتاج لأن تعيد حساب مدفوعاتها لسائق أجرة، أو أن تريق ماء وجهها أمام زوج أو أخ أو ابن لتقضى مشاويرها والتزاماتها.
هذا الترقب الذى بدأ منذ ثمانية أشهر تقريبا رافقه حساب للمشروعات المرتبطة بالإعداد لهذه الخطوة «العملاقة» من مدارس تعليم القيادة، إلى القوانين التنظيمية الخاصة بعقوبات التحرش، إلى استحداث وظائف مرورية للمرأة، وغير ذلك. فما الذى تم حتى الآن؟ إننى أشعر ببعض التشاؤم من جراء البطء الذى تسير به هذه العملية الإعدادية لقيادة المرأة للسيارة.
لنبدأ بمدارس قيادة السيارة، فقد سارعت العديد من الجامعات للمبادرة بجعل هذه التجربة ضمن حرمها، مع أنى لا أرى ما الارتباط بين الجامعات وتعليم قيادة السيارة، فلم يكن تعليم الرجال لقيادة السيارة مرتبطا بالجامعات، لكن لأتجاوز تفسير هذه النقطة، وننظر فى الجامعات التى تولت هذه المهمة، ابتداء من جامعة الأميرة نورة إلى الإمام إلى جامعة المؤسس فى جدة إلى كلية المانع الصحية فى الدمام، إلى جامعة الطائف وجامعة تبوك، ولم تقدم لنا إدارة المرور أى تفسير لعدم وجود مدارس قيادة فى كل مناطق المملكة، وماذا سوف يكون من شأن النساء فى المدن الأخرى؟
وبعد موضوع محدودية المدارس يأتى موضوع دروس القيادة، مضت ثمانية أشهر ونحن نعتقد أن النساء قد بدأن بالفعل فى أخذ دروس القيادة لاسيما مع التغطيات الصحفية المتوالية على التلفاز والصحف التى تصور النساء وهن يتدربن ويركبن فى مركبات الإيحاء وغيرها، ليتضح لى بعد مزيد من التحقق أن التدريب بدأ لعدد تجريبى محدود، وعدد آخر ممن يعرفن القيادة يأخذن دروسا مكثفة للتدريب على القيادة، ومدارس أخرى مثل كلية المانع، لم يُسمح لهم حتى بالإعلان عن التدريب الذى لن يبدأ إلا مع بدء السواقة نفسها أى بعد شهرين. فماذا يجرى بالتحديد؟ نحتاج لإجابات.
ولننتقل الآن إلى تسعيرة الدروس، فقد أعلنت جامعة الأميرة نورة عن تكلفة 30 ساعة تدريب عملى ونظرى ومحاكاة تصل إلى ألفين وأربع مائة ريال، بالإضافة إلى ضريبة القيمة المضافة. فى حين أن مدارس قيادة الرجال يحصلون على تدريب لا يتعدى خمسة عشر يوما لمن ليس لديه رخصة، برسوم قدرها 560 ريالا للدورة، وفق لوحة وزارة الداخلية المعلنة داخل مدارس القيادة (مرفقة الصورة).
فما الموضوع؟ ولماذا يتحول أى مشروع يخص النساء إلى مشروع استغلالى تقع تكلفته على المرأة؟ ناهيك عن عشرات السنين التى مضت من التكاليف التى تحملتها المرأة دون رحمة.

الرياض ــ السعودية
هتون الفاسى

التعليقات