مرة أخرى: قبل أن تنقرضوا - وائل قنديل - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 8:52 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مرة أخرى: قبل أن تنقرضوا

نشر فى : الأحد 27 مايو 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 27 مايو 2012 - 8:00 ص

الجميع إلى جحيم إن لم ننقذ الثورة، وهى الآن تخنق ويريدون مواراتها الثرى.. الاختيار الآن بين ثورة أو لا ثورة.. بين مصر جديدة ومصر مباركية مترهلة متآكلة متحللة.

 

نحمى الثورة من القتل أولا ثم نتعارك على الماضى.. ومرة أخرى الكرة فى ملعب الإخوان فى لحظة تشبه كثيرا لحظات الأسبوع الأول من فبراير الثورة، عندما كان الميدان واحدا موحدا متوحدا.. حتى وإن كان التحالف الآن هو تحالف الملجأ أو المضطر، فإنه واجب وفريضة.

 

قبل مليونية 20 أبريل الماضى كتبت «أحبوا بعضكم قبل أن تنقرضوا» واليوم أعيد نشر الكلمات ذاتها ولن أزيد:

 

ما المشكلة فى أن تتعدد المنصات فى ميدان التحرير، وما هى الأزمة حين تتنوع المطالب والغايات والمقاصد من الصعود إلى الميدان مجددا فى لحظة بدت فيها الثورة وكأنها تحارب معركتها الأخيرة ضد محاولات المحو والإبادة؟

 

إن مجرد اللقاء بالميدان فى حد ذاته شىء إيجابى ومطلوب، حتى وإن اختلف القادمون إليه حتى الاشتباك، وإن تباينت اللهجات فوق المنصات مادامت اللغة واحدة، وكما كان الراحل نزار قبانى يصرخ فى العرب حين كان مجرد جلوسهم فى قاعة واحدة مكسبا حضاريا وسياسيا «أحبوا بعضكم قبل أن تنقرضوا» ذلك أن مجرد التقاء الجلابيب بالجينزات والعمامة بالكاب، هو فى حد ذاته مشهد جميل ومفعم بالتفاؤل، ويبعث على الأمل فى إمكانية عودة الروح.

 

لقد تعددت الأسباب والميدان واحد، ورغم كل التقاطعات والتجاذبات والتباينات تبقى هناك قواسم مشتركة تصلح لكى تكون عيشا وملحا لكل المصريين المصرين على الاحتفاظ بثورتهم على قيد الحياة، ومن اليمين إلى اليسار، ومن الإسلامى إلى العلمانى، ومن الليبرالى إلى المحافظ، هناك ما يصلح لكى يصنع حلما مشتركا، وهدفا، بل أهدافا واحدة.

 

إن التصدى لمحاولات انقضاض فلول مبارك على المشهد مرة أخرى هو قضية إجماع بين كل شركاء الثورة الحقيقيين، حتى وإن بدوا فرقاء فى لحظة ما. كما أن اليقظة لخطورة أن يتحكم العسكر فى وضع الدستور القادم، وفرض رئيس بعينه على البلاد والعباد هذا إن أجريت الانتخابات أصلا هو أيضا أحد المشتركات الحيوية بين القوى الثورية، المدنية منها والتى تتخذ الإسلام السياسى نهجا.

 

كما أن استحضار أرواح شهداء كانوا يزرعون الميدان حياة وأملا حتى شهور مضت، وتذكر الدماء التى سالت، هو كذلك عنصر مهم لكى يخلع أهل الميدان أردية الخلاف ولو مؤقتا.

 

إن الخروج إلى الميدان أمس كان واجبا ثوريا بامتياز، مع خالص الاحترام للقاعدين والمتقاعدين من شيوخ وشباب كان فضل الميدان عليهم عظيما، عندما عبروا فوقه إلى البرلمان، فلما تبوأوا مقاعدهم صاروا يفتون من منازلهم بشأن صحة المشاركة فى مليونيات الثورة من خطئها.

 

ولا يستطيع أحد أن يؤاخذ المطلين على الميدان من شرفة حساباتهم الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعى على تقاعدهم، لكن أن يقرر أحدهم الاستعلاء السفيه، ويحط من شأن العودة إلى الميدان، بكل ما فيها من خلافات تصل لحد الاشتباك أحيانا، فهذا ما لا يجوز، خاصة إذا كان من بين هؤلاء من كان قد اتخذ قرارا مبكرا بالاعتزال والاكتفاء بالجلوس فى استوديو تحليلى معلقا ومنظرا.

 

وإذا كانت الشهور الماضية قد شهدت اتساعا فى هوة الخلاف بين أهل الميدان، فإن مجرد تواجدهم معا فى لحظة واحدة يعد بادرة خير يمكن

البناء فوقها، وتبقى مسألة معالجة الخرق مرهونة بمدى إخلاص الراتق للثورة ومهارته.

وائل قنديل كاتب صحفي