دليل الشاب المجتهد (2): سر الرسالة المشؤومة - حسام السكرى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 2:16 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دليل الشاب المجتهد (2): سر الرسالة المشؤومة

نشر فى : السبت 26 مايو 2018 - 10:10 م | آخر تحديث : السبت 26 مايو 2018 - 10:10 م

عزيزي الشاب الطموح، تلقيت رسالة رفض من مؤسسة تقدمت للعمل فيها رغم أنك تعتقد اعتقادا جازما بأنك الشخص المناسب، بل والأكثر كفاءة. ربما تشعر بالإحباط، فيما يؤكد لك من حولك ما تعتقده من أنك الأكثر كفاءة واللوم سيلقى بالتأكيد على الفساد والمحسوبية.

ربما أتفق معك علي أنك الأكفأ والأصلح. لكن من موقع من بحث في عدد هائل من الشكاوى المماثلة سأكشف لك عن سر: ربما كانوا على حق في استبعادك، وربما كنت على حق في اعتقادك بأنك كفوء.
كيف؟ .. اقرأ للنهاية.

تتلقى المؤسسات الكبرى عادة آلاف الطلبات. يستقبلها عادة متخصصون في التوظيف من داخل الشركة أو من خارجها مهمتهم تخفيض عددها واستبعاد الغير ملائم منها ليصبح العدد معقولا بما يسهل إجراء الاختبارات والمقابلات الشخصية. تحدث المشكلة عندما يتلقون نسخا مكررة من سير ذاتية لم يعتن أصحابها بقراءة أعلان الوظيفة بشكل جيد فيتم استبعاده رغم أنهم بالفعل مؤهلون.

دعني أعطيك مثالا من الواقع. أعلنت مؤسسة كبرى كنت أعمل فيها عن حاجتها لصحفيين، تقدم للوظيفة عدد كبير من الأفراد. جاء في الإعلان أن العمل يتطلب القدرة على ترجمة الأخبار من الإنجليزية إلى العربية. كثير ممن استبعدوا كانوا يؤكدون أنهم ظلموا، وعندما راجعت طلباتهم تبين انهم لم يوضحوا في طلباتهم مدى انطباق الشروط عليهم، ولم يستخدموا نفس الكلمات التي جاءت فيه. أغلبهم اعتقدوا أن سيرهم الذاتية التي جاء فيها أنهم عملوا في غرف الأخبار تعني بداهة أن لديهم خبرة الترجمة المطلوبة. في حين استبعد مسؤولو التوظيف كل الطلبات التي لا يذكر أصحابها بصراحة ووضوح أن لديهم خبرة الترجمة المطلوبة. يمكنك نقل المثال على مجالات أخرى عديدة وليس فقط مجال العمل الصحفي أو الإعلامي.

من هنا يتضح أهمية مسألتين: الأولى أن تفهم أن مسؤول التوظيف لا علم له بافتراضاتك وليس مهتما بها. هو فقط يبحث في طلبك وسيرتك عن الكلمات المفتاحية كما وردت في الإعلان الذي لم تقرأه بشكل جيد. لو وجدها ستقبل وتنتقل للمرحلة التالية ولو لم يجدها ستكون من المستبعدين.
المسألة الثانية هي ألا تستخدم نسخة عامة من سيرتك الذاتية في التقدم لكل الوظائف. طوع سيرتك الذاتية مع كل وظيفة أو مكان لتبرز الخبرات المطلوبة في الإعلان بنفس الكلمات التي وردت فيه.

لاحظ أيضا أن معظم المؤسسات تطلب منك خطابا تقدم فيه نفسك، وتشرح الأسباب التي تدفعك للاعتقاد بأنك الشخص المناسب. كثيرون يهملون تضمين هذا الخطاب ويفترضون أن السيرة الذاتية "تشرح نفسها". مرة أخرى هذا خطأ. هذا الخطاب أهم من السيرة الذاتية لأنه يركز على مدى ملاءمتك للوظيفة.

لا تكتب فقط خطابا يؤكد اهتمامك بالعمل، أو يعبر عن شوقك للالتحاق بالمؤسسة العظيمة. ليس هذا هو المطلوب. المنتظر منك هو أن توضح مدى ملاءمتك للوظيفة بناء على ما ورد في الإعلان. كل سطر فيه ينبغي أن يجد ردا في خطابك. افعل هذا بشكل واضح ولا تكن كهؤلاء الذین ربما كانوا بالفعل مؤهلين للعمل في غرفة الأخبار لكنهم تكاسلوا أو تجاهلوا ما جاء في الإعلان.

من المهم التركيز والاختصار والبعد عن اللغو. حاول ألا تزيد سيرتك الذاتية عن صفحتين، وألا يزيد الخطاب عن صفحة واحدة تجيب على النقاط الواردة في الإعلان باختصار ووضوح.

وإذا كان من نصيحة أخيرة فهي أن تتذكر أن عدد المتقدمين لأية وظيفة هو بالضرورة أضعاف المتوافر من أماكن. بالتالي، ومن الناحية الإحصائية البحتة فإن احتمالات تلقيك لخطاب الرفض أكثر بمراحل من فرص عبورك في هذه المرحلة. تعامل مع خطاب الرفض باعتباره الحدث المتوقع، ومع خطاب القبول باعتباره الخبر السار.

المهم ألا تيأس. الفرص كثيرة وأحدها ينتظرك في مكان ما. واصل المحاولة لتعثر عليها. تفاءل حتى لو جانبك الحظ أكثر من مرة. حاول وسيكون التوفيق من نصيبك إن شاء الله.

اقرأ: الجزء الأول من دليل الشاب المجتهد: bit.ly/mgthd1

التعليقات