..ونضالٌ مزيّف - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 6:07 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

..ونضالٌ مزيّف

نشر فى : الخميس 26 يونيو 2014 - 8:45 ص | آخر تحديث : الخميس 26 يونيو 2014 - 8:45 ص

تماما، كما أن هناك ديمقراطية مزيفة، هناك نضال مزيف من أجلها، نخسر بسببه الكثير ولا نربح شيئا، ويباعد بيننا وبين الجماهير التى صارت واعية بما فيه الكفاية، وأصبحت تدرك ما يضرها وما ينفعها، جماهير لديها طلبات، ومتطلبات، ليست بالضرورة ما يعتقد البعض أنها تجعل الجماهير تقف خلفهم، وغالبا العكس هو الصحيح، فما يطالب به (مناضلون) هو آخر ما تفكر فيه الجماهير، لذا تزداد الفجوة، يوما بعد آخر، بين قادة العمل العام، وبين بسطاء المواطنين، الذين دعموا كثيرا من قادوهم خلال السنوات الماضية، دون أن يجدوا صدى لهذا الدعم، أو حتى إعلان طلباتهم الحقيقية، والمشكلة الأخرى التى صارت تغضب الجماهير، تلك الطريقة المتعالية من البعض تجاههم، إلى جانب وصفهم بالجهل وعدم معرفة مصلحتهم، وأحيانا تصل الأمور إلى سباب علنى، ثم يتساءل زعماء لماذا انفضت الجماهير من حولنا؟.

أحد قادة العمل الحزبى فى مصر حاليا، ومن النشطاء الذين كانوا فى مقدمة الصفوف من قبل الثورة، أعلن أن الجمهور ابتعد عن النشطاء وقيادات ثورة يناير، وأن بسطاء الناس بدأوا فى اتخاذ مواقف معاكسة لما كانوا يقومون به قبل عام واحد فقط، هذا القائد وصف لى نظرة الجماهير إليهم قبل الخامس والعشرين من يناير، كيف كانت عطوفة ومتضامنة معهم، وأحيانا كانت العيون ترغب فى النطق والهتاف بما كانوا يهتفون به، نفس أصحاب هذه النظرات إلتحمت مع النشطاء وقادة الثورة فى أيام يناير وفبراير المجيدة، فلماذا تبدلت نظراتهم ومواقفهم الآن؟ كذلك حكى لى أحد أعضاء جماعة الإخوان المبتعد عن كل شىء والمنعزل كليا عن المشهد العام، أنه أدرك الفارق يوم أن هتف هو ومن معه (يا أهالينا انضموا لينا) كما كانوا يهتفون فى بدايات الثورة، فبدلا من التضامن معهم كانوا يشاهدون، استياء حقيقيا لدعواتهم التى اعتقدوها كلمة السر التى تحرك الجماهير.

المعايير اختلفت كليا، بعد عجز الثورة عن تحقيق مطالب الجماهير، وأخطاء الثوار المتكررة، كما أن النضالات المزيفة باتت مكشوفة وواضحة أمام الرأى العام، فكل من يحاول أن يصنع بطولات على حساب الجماهير صار مذموما ومحسورا، باهتا وأحيانا ملعونا، فالأصل لكل من يتخذ مواقف نضالية، يقوم بها ولا يطالب أحد بثمنٍ أو بعائد، بل من منطلق إيمانه بها ورغبته فى تحقيق ما يطالب به، فوفقا لأحد أصدقائنا خبراء السياسة (الجماهير لا تطلب مناضلين) وأن (النضال) عمل تطوعى، فهو جهد بلا عائد، بالطبع كل هذا لا ينفى عن كل مناضل شريف قيمة ما يقوم به، وينفى عن كل مناضل مزيف كل قيم النضال المحترمة، وللأسف الشديد، فقد ازدحمت ساحتنا السياسية أخيرا بهذه النوع الكريه من هؤلاء «المناضلين».

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات