لن تُحگم من لاظوغلى - مصطفى النجار - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 8:51 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لن تُحگم من لاظوغلى

نشر فى : الجمعة 26 يوليه 2013 - 11:40 ص | آخر تحديث : الجمعة 26 يوليه 2013 - 11:40 ص

لما تلاقى حد من الثوار وبيقولك ثورة 25 يناير طلع روح حبيب العادلى اللى جواك واعمل معاه الواجب عشان ينسى 25 وقوله 30 يونيو هى الثورة اللى نضفت مصر من 25 يناير).

هذا ما كتبه أحد ضباط الشرطة على صفحته وهو يتساءل بسخرية (احنا هنرجع نحكم البلد من لاظوغلى ولا من المبنى الجديد فى مدينة نصر؟!).

عادت بى هذه الكلمات إلى عهد بائد كانت مصر تدار فيه بالفعل من مقر جهاز أمن الدولة بلاظوغلى، حيث كان أمن الدولة يتحكم فى كل شىء بدءا من تعيين عامل البوفيه إلى تعيين الوزراء وإدارة الانتخابات وجميع الملفات.

كان ضباط أمن الدولة يرون فى أنفسهم الحكام الحقيقيين لمصر ولم تكن هذه مبالغة لأن نظام مبارك استند على آلة القمع والإرهاب للسيطرة على المصريين حتى اندلعت ثورة 25 يناير وكسر الثوار حاجز الخوف لدى ملايين المصريين وصار الخوف عكسيا، حيث أصبح الطغاة والجلادون يختبئون خوفا من أن تنالهم يد القصاص العادل وتعثرت الثورة ولم يحدث أى اصلاح وهيكلة لمؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة الأمنية التى كانت سببا رئيسيا فى اندلاع الثورة.

وتسلم الإخوان الحكم ليكملوا الفشل الذى اتسمت به الفترة الانتقالية وزاد السخط الشعبى على حكم الإخوان وتجسد فى غضب هادر عبرت عنه الحشود الثائرة التى نزلت الشوارع والميادين يوم 30 يونيو، استغل بعض كارهى الثورة سخط الثوار على الإخوان وتسللوا للمشهد عبر حجة العداء للإخوان وهم فى باطنهم يكنون كراهية وحقدا بلا حدود على الثورة نفسها.

وبمجرد نجاح الموجة الثورية فى 30 يونيو واسقاط نظام الإخوان كشف هؤلاء أوراقهم ووجوههم القبيحة التى لم تكن مفاجئة لنا وبدأوا فى الانقضاض لتشويه الثورة والثوار وبلغ الوقاحة ببعضهم أنهم صاروا يقولون إن 30 يونيو هى ثورة على 25 يناير التى كانت مؤامرة.

بدأت على الفور حملة منظمة تقف وراءها جهات نعلمها جيدا ونعرف مصادر تمويلها لتزييف التاريخ واقناع المصريين بالندم على ثورة 25 يناير بالتزامن مع حملة اغتيال معنوى مركزة للقضاء على رموز ثورية وسياسية تمتلك مصداقية لدى الشعب ولها تأثير واسع فى قطاعات مختلفة من المصريين لوأد أصواتهم وارهابهم فكريا، أصبحت الاستباحة هى سمة المرحلة.

وانطلقت أقلام مغمورة وأصوات مشبوهة تؤدى هذا الدور باجتهاد وتستدعى فى ركابها ذئاب عصر مبارك الذين بدأت الشاشات والصحف تمتلئ بأحاديثهم وتزييفهم وغسلهم لقذارة النظام السابق معتمدين على جسر عداء الإخوان وخطورتهم لإقناع الناس بما يقولون.

●●●

لم نكن يوما من السذج حتى نعتقد أن أعداء الثورة سيكونون يوما من محبيها، لذلك قبل نزولنا يوم 30 يونيو ودعوتنا للمصريين للنزول كان موقفنا واضحا ومعلنا وفى مقالى (وأنت تتظاهر الثورة بوصلتنا) المنشور بالشروق يوم 28 يونيو نبهت الجميع لذلك وكتبت (بوصلتك الثورة، لذا فأنت ضد عودة النظام السابق وضد بقاء النظام الحالى وضد عسكرة الحياة السياسية، تذكر دائما أنك الثورة ومهما زاد حولك الخلط وفقدان الاتجاه وتبدل المواقف وسقوط المبادئ قل لهم: الثورة بوصلتنا).

لذا ثمة محددات لقراءة المشهد يجب أن يعلمها الناس ونسجلها للوطن والتاريخ.

أولا: ثورة مصر الحديثة ثورة واحدة هى ثورة 25 يناير التى تبعتها موجات ثورية متتابعة آخرها 30 يونيو، ولن تكون انتفاضة الشعب فى 30 يونيو ثورة على الثورة كما يروج الواهمون بل استكمال واصلاح للمسار الثورى الذى عطله البعض وانحرف به عن مساره وستظل ثورتنا مستمرة حتى تحقق أهدافها فى تحقيق تغيير جذرى فى الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

ثانيا : الكتلة النوعية الحرجة التى صنعت الموجات الثورية هى الثوار الحقيقيون ومن انضم اليهم من المصريين أما الوهم الذى روجه الإخوان وأذيال نظام مبارك أن 30 يونيو هى ثورة أبناء مبارك على ثورة يناير كذب محض فالثوار هم من قادوا دفة التغيير والحشد وتبعهم الناس الذين كان أغلبهم من المصريين اليائسين المحبطين الذين لا يريدون عودة النظام البائد ولا بقاء حكم الاخوان.

أما عن بعض المدلسين الذين يريدون اقناع الناس وإيهام أنفسهم أنهم صناع المشهد الثورى فلن يصدقهم أحد ولو كانوا يصدقون أنفسهم ندعوهم الآن للدعوة للاحتشاد فى الميادين ولن يلبى دعوتهم أحد لأن الثوار لا ينزلون يؤيدون ولأن عموم المصريين لا يلبون إلا دعوة الثوار الحقيقيين الذين يثقون فيهم حين يدعون للنزول.

ثالثا: اعتقاد البعض أن الثوار سيصمتون عن أية محاولات لأحياء النظام البائد واعادة انتاجه خيال مريض، فالثوار لم ولن يملوا حتى تتحقق أهداف الثورة كاملة، واعتقاد البعض أن ثوار يناير يمكن تصفيتهم أو اغتيالهم معنويا تمهيدا لصناعة مشهد جديد معاد للثورة هو أيضا اعتقاد ساذج ويجب أن يعلم الجميع أنهم لم يعودوا يتعاملون الآن مع ثوار يناير السابقين ممن وصفوا قبل ذلك بالشباب الطاهر والبرىء

هؤلاء الثوار أثقلتهم الأيام ودماء رفاقهم التى سالت والمعاناة خلال عامين فصارت لهم اليوم مخالب ستنهش بالحق كل واهم يعتقد أن الزمان سيعود للوراء وليس من مصلحة أحد العبث مع هؤلاء بأى شكل لأن الثمن سيكون قاسيا، احذروا من ليس لديهم حسابات وليس لديهم ما يخسرونه لأنهم لا يخافون وتذكروا دوما أن من فتحوا صدورهم للرصاص وتحدوا القمع لفتح باب الحرية هم الثوار وليس من نزلوا الشوارع بعد أن أصبح النضال آمنا وبلا ثمن يدفع.

رابعا: لا مصالحة مع من تلطخت يداه بدماء المصريين سواء من نظام مبارك أو نظام الاخوان أو النظام الجديد، الكل سواء أمام القانون، لكننا لن نوزع صكوك الوطنية على أحد ولن نصنف أحدا ونميز بين رءوس الاستبداد والفساد وبين ملايين المصريين ممن اختاروا أى نظام قبل ذلك وانحازوا إليه فهم أبرياء والكل مدعوون اليوم لتجاوز الماضى وتوحيد المصريين دون أن يصر أى طرف على اصطحاب سيئات الماضى ورموزه معه.

●●●

رؤيتنا واضحة لا غبش فيها ولا التباس، من يركب معنا سفينة الثورة والتنمية والبناء للوطن مرحبا به ومن يعادى ما مات المصريون من أجل أن يتحقق فليراجع نفسه، الثورة لن تموت وستحكم مهما طال الزمن وإنا على العهد لأوفياء.

مصطفى النجار عضو مجلس الشعب السابق
التعليقات