يجب التقرب من الأصوات العربية المعتدلة - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:19 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يجب التقرب من الأصوات العربية المعتدلة

نشر فى : الأربعاء 26 يوليه 2017 - 9:05 م | آخر تحديث : الأربعاء 26 يوليه 2017 - 9:05 م
يوجد فى العام العربى من يريد تأجيج النيران التى اشتعلت فى الأسبوع الماضى فى جبل الهيكل [الحرم القدسى الشريف]، بعد الهجوم الإرهابى الذى أدى إلى مقتل شرطيين من حرس الحدود على يد شبان من أم الفحم. لقد نشط القتلة بدوافع من التطرف الدينى الذى لا يعرف الحدود من نتاج الحركة الإسلامية ــ الجناح الشمالى، التى أصبحت خارجة عن القانون لكن لا تزال روحها تحوم فوق بلدات عربية كثيرة فى إسرائيل.
لقد سارع أعضاء الحركات الإسلامية مثل «حماس» والإخوان المسلمين إلى تحويل القتلة إلى ضحايا، والخطوات الوقائية التى اتخذتها الشرطة فى مداخل الحرم إلى عدوان إسرائيلى جديد يجب تحت غطائه خوض نضال ضد إسرائيل. وفى النهاية فإن وجهة هؤلاء الناس هى التصعيد وتأجيج المشاعر لا تهدئة النفوس، هم يريدون الرقص على الدماء ويحاولون الحصول على ربح سياسى.
إن الهجوم فى حلميش هو إلى حد كبير نتيجة هذا التحريض، ويجب أن يدلنا على قوة الراديكالية والتطرف الدينى لدى شباب يتعرضون لتحريض لا يجد من يتصدى له، سواء وسط الزعامتين الدينية والسياسية أو فى الدائرة الاجتماعية التى تحيط بهم.
إلى هؤلاء المتطرفين انضمت بصورة غير مفاجئة قطر أيضا، التى وقّعت فى مطلع هذا الشهر مع الولايات المتحدة اتفاقا مشتركا لمحاربة الإرهاب، لكنها بعد أحداث الأسبوع الأخير سارعت إلى الوقوف إلى جانب الإرهابيين وضد الضحايا.
لكن كان هناك كثيرون فى العالم العربى رفضوا صبّ الزيت على النار، لا بل سارعوا إلى إطفاء النيران المشتعلة. والمقصود هنا أصوات وقوى عاقلة ومعتدلة، تسعى إلى فرض نفسها على الخطاب العربى وعلى العلاقات مع إسرائيل، والتركيز على المشكلات الحقيقية التى يواجهها العالم العربى.
وهذا ينطبق على السعودية ومصر والإمارات الخليجية وأغلبية دول أفريقيا الشمالية. جميع هؤلاء تجندوا لتهدئة الأجواء، وإنزال الفلسطينيين عن الشجرة العالية التى صعدوا إليها، وللتوصل إلى اتفاق تسوية يسمح بإبقاء وسائل التفتيش التى وضعتها إسرائيل على مداخل الحرم.
تعرف السعودية أن المشكلة المركزية التى تواجهها هى محاولات إيران التوسعية ودعمها للإرهاب الشيعى على أرض المملكة وفى شتى أنحاء الشرق الأوسط، وليس «عدوانية» إسرائيل فى الحرم القدسى. من جهتها تحارب مصر عنف حركة الإخوان المسلمين وتطرفها داخل مصر وإرهاب تنظيم داعش فى سيناء. وتعرف العائلة المالكة فى الأردن الخطر، وهى ترى فى إرهاب داعش وتعاظم الوجود الإيرانى فى المنطقة خطرا على استقرار المملكة. جميع هؤلاء يساهمون فى الجهود لحل الأزمة والتوصل إلى تهدئة.
وعلى هامش هذه الأمور من المهم الإشارة إلى أنه وبخلاف السنوات الماضية وبخلاف الأجواء العاصفة فى إسرائيل وفى السلطة الفلسطينية، فإن العالم العربى لم يظهر اهتماما كبيرا بالعواصف التى يريد المتطرفون إشعالها حول الحرم القدسى ومداخله. قد يعود الأمر إلى تعب الشارع العربى من الاهتمام المصطنع بمشكلات غير حقيقية، والأهم من ذلك فهى ليست أساسية بالنسبة إلى جدول الأعمال المزدحم بمشكلات أهم بكثير. كما تدرك الأنظمة العربية أنها لا تستطيع الانجرار وراء هؤلاء المتطرفين الذين يستخدمون إسرائيل مطرقة للحفر تحت الاستقرار الداخلى فى الدول العربية.
نأمل أن تنجح جهود الدول العربية المعتدلة، وأن ينجح الحلف غير المعلن بين إسرائيل والقوى المعتدلة فى العالم العربى فى الالتفاف على الأزمة التى نشبت فى الحرم والتى تهدد بالامتداد إلى أراضيهم. لكن لا تزال هناك حاجة إلى أن تعمل إسرائيل من جهة بحكمة وحزم وتوثق علاقتها بالقوى المعتدلة فى المنطقة المحيطة بنا، ومن جهة أخرى أن تواصل محاربة التطرف الدينى الذى باسمه تحرك القتلة فى الحرم القدسى وفى حلميش، تطرف مصدره الحركة الإسلامية فى إسرائيل التى أصبحت خارج القانون لكن لم تقتلع من الجذور، ومحاربة شركائها فى العالم العربى وعلى رأسهم الإخوان المسلمون وداعش.

إيال زيسر
يسرائيل هَيوم

 

التعليقات