إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية أداة لابتزاز الفلسطينيين - نافذة - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 5:23 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية أداة لابتزاز الفلسطينيين

نشر فى : الجمعة 26 أغسطس 2016 - 9:10 م | آخر تحديث : الجمعة 26 أغسطس 2016 - 9:10 م
نشر موقع The Electronic Intifada مقالا لـ«على أبونعمة» الكاتب الفلسطينى الأمريكى، حول الإجراءات التعسفية التى تنتهجها السلطات الإسرائيلية إزاء المنظمات والوكالات التى تقدم المساعدات الإنسانية والمعونات إلى الفلسطينيين من أجل مساعدتهم على تجاوز الحصار الذى تفرضه إسرائيل منذ سنوات على قطاع غزة، ويعرض «أبونعمة» ردود الأفعال على مثل هذه الإجراءات وخاصة من قبل المنظمات الحقوقية الإسرائيلية.

يبدأ «أبونعمة» بالإشارة إلى قيام العديد من منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية بإدانة الهجمات التى تقوم بها القوات الإسرائيلية إزاء الوكالات التى تقدم المساعدات الإنسانية بغزة. وقد قامت هذه المنظمات الحقوقية أمثال منظمة «عدالة» و«أطباء من أجل حقوق الإنسان بإسرائيل» و«B’Tselem» بمطالبة الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن إعاقة عمل هذه المنظمات؛ فذلك من شأنه تشويه صورة العمل المهم الذى تقوم به هذه المنظمات بل وصورة المجتمع الإسرائيلى لقيامه بمثل هذه الممارسات القمعية.

وقد أصدرت المنظمات الحقوقية الإسرائيلية بيانا عقب قيام إسرائيل بالقبض على مسئولين اثنين يعملان بإحدى الوكالات الدولية التى تقدم المعونات الإنسانية إلى غزة بتهمة تقديمهما الدعم إلى الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» وليس إلى الفلسطينيين المدنيين بغزة، فما يتم تقديمه لا يخدم إلا مصالح الحركة الإرهابية. وقد أكدت المنظمات الحقوقية الإسرائيلية بأنه حتى وإن صدقت الاتهامات التى توجهها إسرائيل إلى هذين المسئولين فذلك لا يعنى بأى حال من الأحوال التعنت أمام عمل هذه الوكالات، بل لابد من التأكيد على الدور المهم الذى تقوم به والمساعدات التى تقدمها والتى يعتمد عليها العديد من المواطنيين بقطاع غزة. وجدير بالذكر هنا الإشارة إلى أنه ما يقرب من 1.9 مليون فرد يعتمدون بشكل أساسى على المساعدات والمعونات التى تقدمها هذه الوكالات وذلك عقب الانهيار الذى أصاب الاقتصاد الفلسطينى واقتصاد قطاع غزة بشكل خاص عقب التعرض لثلاث اعتداءات عسكرية إسرائيلية متتالية وحصار على القطاع مستمر منذ عشر سنوات.

يشير «أبونعمة» إلى قيام السلطات الإسرائيلية بتوجيه اتهامات إلى الوكالات التى تقدم الإغاثة والمساعدات للفلسطينيين على نحو يثير الشك والريبة؛ فمثلا قامت بإلقاء القبض على «محمد الحلبى» مدير منظمة «World Vision» المسيحية الأمريكية (غير الحكومية) بفرعها بقطاع غزة، وذلك بتهمة قيام المنظمة بتحويل ما يقرب من 50 مليون دولار إلى الجناح العسكرى لحركة حماس. ولم يقف الأمر عند هذا بل قامت السلطات بالعديد من الإجراءات التعسفية إزاء الحلبى أثناء احتجازه كتعذيبه وحرمانه من رؤية محاميه لمدة تجاوزت أسابيع الثلاثة. وقد أكد المسئولون عن هذه المنظمة عشوائية هذه الاتهامات، مؤكدين على أن ميزانية منظمتهم على مدى السنوات الست الماضية لم تتعد بأكملها 22.5 مليون دولار، أى أقل من نصف الأموال التى تدعى السلطات الإسرائيلية قيام المنظمة تحويلها إلى حماس. واستكمالا لهذه الممارسات أعلنت وكالة الأمم المتحدة للتنمية قيام السلطات الإسرائيلية باعتقال أحد موظفيها بقطاع غزة بتهمة التعاون مع حماس.

وفى غضون ذلك، قام مسئولون إسرائيليون بتدشين حملة واسعة النطاق من أجل تشويه عمل الوكالات التى تقدم المساعدات والمعونات الإنسانية بقطاع غزة، متهمين إياها بدعم الإرهاب. ويرى المدافعون عن هذه الوكالات التى تقدم الإغاثة بأن ما تقوم به إسرائيل من ممارسات تجاه هذه الوكالات يتم بشكل ممنهج من أجل إغلاق أى منافذ وطرق يمكن أن يقدم من خلالها المساعدات إلى قطاع غزة ومن ثم زيادة الحصار والمزيد من الابتزاز للفلسطينيين.

يختتم «أبونعمة» بالإشارة إلى رأى الكاتب الإسرائيلى «ميلانى فيليبس»، الذى يؤيد هذه الممارسات الإسرائيلية ويرى أن التمويل من قبل حكومات الغرب الموجه للمنظمات الفلسطينية كمنظمة «World Vision» و«الأنروا» (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) ومنظمة «إنقاذ الأطفال»، ما هى إلا نافذة يتم من خلالها الحصول على أموال يتم استخدامها لقتل اليهود بإسرائيل. وفى السياق ذاته، يطالب أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى الرئيس أوباما بوقف المساعدات الأمريكية إلى غزة لحين وضع ضوابط تحول دون قيامهم باستخدام هذه الأموال فى أغراض تحض على الإرهاب أو تحويلها لمنظمات تدعم الإرهاب كحركة حماس وليس لمساعدة الفلسطينيين وإعمار غزة.
التعليقات