عملية إقصاء عبدالمنعم أبوالفتوح - وائل قنديل - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 3:35 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عملية إقصاء عبدالمنعم أبوالفتوح

نشر فى : الأربعاء 26 سبتمبر 2012 - 8:15 ص | آخر تحديث : الأربعاء 26 سبتمبر 2012 - 8:15 ص

بكل المقاييس لا يمكن تصور أن يتداعى عدد من الرموز الوطنية للنظر فى المأزق الذى تمر به مصر فى وضع دستورها، ويمارسون الإقصاء والإبعاد ضد رجل بقيمة عبدالمنعم أبو الفتوح.

 

وحسب المعلومات المتاحة عن لقاء الأمس «السرى» الذى جمع البرادعى وصباحى وموسى وآخرين، فإنه لم توجه الدعوة لعبدالمنعم أبوالفتوح للمشاركة فى النقاش والحوار.

 

ولو كان هذا اللقاء قد انعقد بين مجموعة من المرشحين السابقين لرئاسة الجمهورية، يصبح غريبا ألا يكون أبوالفتوح مدعوا ومشاركا.. ولو كان منعقدا بين رؤساء الأحزاب والتيارات الجديدة، يصبح لافتا ألا يكون أبوالفتوح ضمن الحضور.. ولو كان قد انعقد بمعيار أنه تجمع لقيادات القوى المدنية والليبرالية فإن غياب أبوالفتوح يصبح مثيرا للدهشة.. ولو كان الاختيار يتأسس على معيار ثورى ووطنى فإنه لا يمكن تخيل أن أبوالفتوح خارج هذه الدائرة.

 

وعليه ومع شديد الاحترام للسادة الذين دعوا وتداعوا للقاء فإن ما جرى هو عملية تهميش وإقصاء لرجل حصد ما يقرب من أربعة ملايين ونصف المليون صوت فى معركة انتخابات الرئاسة، وسجل حضوره الساطع بالكلمة والفعل والموقف فى مسيرة الثورة المصرية منذ انطلاقها فى الخامس والعشرين من يناير، ويقف على رأس تيار سياسى عريض يتأهب لكى يتحول إلى حزب كبير بشكل رسمى خلال الأيام المقبلة.

 

إن المنشور عن اللقاء الذى من المفترض أن يكون قد تم مساء أمس يفيد بأنه يبحث فى مخرج لأزمة كتابة الدستور الجديد، وما يكتنفها من مشكلات وعقبات، وحسب وسائل إعلام قريبة من الداعين له فإنه ربما يذهب إلى تشكيل جمعية موازية لكتابة دستور مواز، فى مواجهة ما يرونه تهميشا وإقصاء من قبل تيارات الإسلام السياسى التى تريد الانفراد بالدستور القادم، غير أنهم فى اللحظة ذاتها التى يتجمعون فيها ضد هذا الإقصاء، يقصون رقما مهما فى معادلة السياسة المصرية هو عبدالمنعم أبوالفتوح، على الرغم من أن الرجل كان ولا يزال من أكثر السياسيين انتقادا ورفضا للمنهج الذى تتم به عملية كتابة الدستور، ناهيك عن أنه بمنأى عن حالة الاستقطاب المريعة التى تضرب القوى الوطنية هذه الأيام، بل أن وجوده كشخصية تجسد قيمة الوسطية فى السياسة المصرية من شأنه أن يضبط إيقاع أى حوار مجتمعى فى ظل هذه الحالة المتبادلة من النفى والإبعاد والإقصاء بين النخب السياسية.

 

ولو نظرت إلى كل محاولات الاندماج والاصطفاف الوطنى التى تمت منذ خلع مبارك ستجد اسم أبوالفتوح قاسما مشتركا فيها، حيث وضعته أشواق المصريين للخلاص والتغيير فى مرحلة مبكرة مع اسم البرادعى كفريق رئاسى، كما حملته الأشواق ذاتها مع اسم حمدين صباحى فى سباق الرئاسة بعد انسحاب البرادعى، وإجمالا لم يغب عن مثلث الحلم المصرى بنجاح الثورة وتحقيق أهدافها.

 

من هنا تأتى الدهشة من غياب أو تغييب عبدالمنعم أبوالفتوح عن لقاء الأمس، فيما حضرت أسماء لها العجب.

وائل قنديل كاتب صحفي