الخضراوات فى زمن «اللحمة» - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:01 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الخضراوات فى زمن «اللحمة»

نشر فى : السبت 26 سبتمبر 2015 - 10:10 ص | آخر تحديث : السبت 26 سبتمبر 2015 - 10:10 ص

قد يبدو الأمر إلى حد ما غريبا إذا ما كان حديثى اليوم عن الخضراوات بينما نحن فى أيام «اللحمة».

الواقع أننى كثيرا ما ألجأ لبعض الحيل الصغيرة إذا كان مقصدى التأصيل لفكرة تتعلق بصحة الإنسان. من تلك الحيل أن أصرف انتباه من أحادثه من مرضاى عن شكواه الظاهرية التى جاء من أجلها إلى سببها الأساسى الذى غالبا ما يكون بعيدا تماما عن ذهنه. من يشكو من «النهجان» عند صعود السلالم ليس بالضرورة مريض قلب، الاحتمال الآخر ربما كان الأنيميا وقلة الوزن ربما أيضا كان السمنة الزائدة.

درجنا على التدليل على مظاهر الغلاء بثمن كيلو اللحم وكيف أنه فى ارتفاع دائم نظرا لأهمية اللحوم التى تأتى على قمة لائحة الطعام فى بلادنا. فهل بالفعل اللحوم أهم ما يجب أن يتناوله الإنسان؟ هل عدم تناولها يعد مقياسا حقيقيا للحرمان ومؤشرا للفقر والغنى؟ للأسف هذا مفهوم وطنى: صناعة مصرية.

اليوم لا أغالى فأدعو للنباتية إنما أدعو كل من يقرأ تلك الصفحة إلى إعادة النظر فيما يأكل من منظور صحى تماما بعيدا عن تلك المفاهيم التى رسخت فى الأذهان رغم مخالفتها للقواعد العلمية زمنا.

تأتى الفاكهة والخضراوات الطازجة والمطهوة والمجمدة منها الآن مع الأسماك والحبوب الكاملة والمكسرات ومنتجات الألبان فى أهميتها قبل اللحوم التى تراجعت أهميتها نظرا لعلاقتها ببعض أنواع السرطانات إلى جانب سمعة ملف الدهون السيئة. لا أنفى أبدا أهمية بروتينات اللحوم وما بها من فيتنامينات قد لا تتوافر إلا فيها لكن لكل هذا بدائل لها نفس الفائدة بينما تغيب عنها المخاطر.

الآن فى بلاد العالم المتقدمة يصف الأطباء تذاكر طبية خاصة للأطفال تعاونهم على النمو البدنى والذهنى وعلى الحفاظ على وزن مثالى بعيدا عن النحافة المفرطة أو السمنة الزائدة. أحد تلك البرامج المعروفة عالميا ينتهجه مركز هارلم بمدينة نيويورك. كان لى أن حضرت مؤتمرا للتغذية الطبية تابعت خلاله تلك التجربة التى أتمنى لو تجد من يتبناها لأطفالنا فى المدارس الابتدائية والإعدادية. كوب من اللبن وثمرة فاكهة ونوع من الخضراوات قادرون على تغيير حياة طفل مصرى بلا أدنى مبالغة منى أو ادعاء.

لا أعرف فى الواقع لماذا كان الأذان فى مالطة مرادفا للأحلام المستحيلة ولكنى فى الواقع استشعره فيما أكتب الآن وإن كنت أتمنى الخروج من أسر هذا الشعور الغالب المحبط. هذا مشروع قومى مهم لا يقل أهمية عن بناء المدارس. هل هناك منا من ينصت إلى الأذان أما أنها حقا مالطة التى فيها نعيش الآن؟

التعليقات