(التوافقيون).. سرًا - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 8:10 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

(التوافقيون).. سرًا

نشر فى : الثلاثاء 28 فبراير 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 28 فبراير 2012 - 8:00 ص

حتى هذه اللحظة فإن الخريطة النهائية لمرشحى الرئاسة لم تتضح بصورة كاملة، وتظل مفاجآت اللحظة الأخيرة واردة.

 

والمؤكد أن بعضا ممن يملأون الدنيا ضجيجا الآن ويشغلون الإعلام ليل نهار لن يكونوا موجودين فى السباق الحقيقى، سواء لفشلهم فى جمع التوكيلات الشعبية أو النيابية أو لإدراكهم المتأخر أن فرصهم شبه معدومة.

 

وحتى تأتى اللحظة الموعودة ويغلق باب الترشيح فسنظل نستمتع ببعض لحظات الكوميديا مثل السيدة التى أعلنت قبل أيام ترشحها وثقتها بالفوز بمنصب الرئاسة وأمثالها كثر.

 

ستتوقف الجعجعة قريبا ولن يبقى إلا اللاعبون الكبار. وهؤلاء منهمكون الآن فى لعبة البحث عن تحالفات وصفقات، كلهم أو لنقل معظمهم ــ حتى لا يغضب أصدقائى منهم ــ يتمنون أن ينطبق عليهم صفة المرشح التوافقى.

 

وبما أن كلمة «توافقى» صارت تحمل معانى سيئة وأحيانا بذيئة على تويتر وصفحات الفيس بوك، أسارع فأقول إنها ليست بالمعنى السلبى، بل أقصد أن يكونوا محل إجماع القوى الساسية الرئيسية.

 

مرشحون كبار كثيرون استنكروا كلمة توافقى حينما تحدث البعض عن ترشيح د.نبيل العربى أو منصور حسن، لكن هؤلاء المرشحين «المستنكرين» سعوا إلى أطراف كثيرة ومنها المجلس العسكرى وحاولوا الحصول على تأييده.

 

هؤلاء قالوا كلاما معسولا للمجلس العسكرى فى الجلسات المغلقة وعندما خرجوا للنور صاروا أسودا ضارية و«لحسوا» كل ما تعهدوا به.

 

بعض المرشحين الكبار أيضا زاروا قادة الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية والدينية الكبرى للحصول على تأييدهم أو بركاتهم، ولم يهاجمهم أحد باعتبار أنهم يفعلون ذلك بحثا عن التوافق.

 

وفى المقابل فإن أحد المحسوبين على التيار الإسلامى قال كلاما فى حق الأقباط، لو أنه صادق فيه ما كان لدينا مشكلة تطرف دينى بالمرة.

 

المؤكد أيضا أن لاعبين أساسيين كبارا هاجموا الإخوان والسلفيين، لكنهم جلسوا معهم، بعضهم حاولوا وبعضهم سيحاولون فى المستقبل فعل ذلك، بعض هؤلاء قال كلاما أكثر من معسول لهذا التيار وأقسم لهم بأغلظ الإيمان أنه سيكون حريصا على الشريعة أكثر منهم.

 

أحزاب تدعى الليبرالية وتتحدث ليل نهار عن الديمقراطية والدولة المدينة تقول فى الجلسات الخاصة أن مصر لا يصلح لها إلا الحكم العسكرى، وأن الجيش ينبغى ألا ينسحب من الحياة السياسية الآن حتى لا تقع البلاد فريسة سهلة للتيار الدينى.. وبعض هؤلاء خرج علينا ليطالب بأن يبقى المجلس العسكرى فى الحكم عامين على الأقل.

 

أن يسعى مرشح للحصول على دعم الأحزاب والقوى السياسية فهذا طبيعى، وأن تتفق هذه الأحزاب والقوى السياسية على دعم مرشح محدد أو حتى إقناعه بالترشح فهذا ليس عيبا أيضا بل هو عمل يتكرر فى معظم الانتخابات فى كل مكان بالعالم.

 

العيب فقط أن يلعب البعض ألعابا قذرة «من تحت الترابيزة»، أو يعقد صفقات «مضروبة أو مشمومة» بمعنى أن يعلن شيئا للجمهور وينوى أن يفعل شيئا مخالفا.

 

الفكرة التى أريد أن نفكر فيها بعمق هى أن الفترة المقبلة ستشهد الكثير من «المعارك الدخانية الكبرى»، وسنجد وجوها متحولة ومتلونة لكثير من المرشحين، وسنشاهدهم يقولون كلاما معسولا وسيكثرون من تقبيل كل من يقابلهم خصوصا الأطفال الصغار على طريقة عادل إمام عندما طالب المرشح جميل راتب أن «يبوس الطفل من بقه».

 

علينا ألا نركز كثيرا فى سؤال من سيدعم من، ومن توافق أو تنافر، المهم ما هو برنامج كل مرشح بالتفصيل ولمن سينحاز فى المجتمع؟.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي