سبورة ومسطرة - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:27 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سبورة ومسطرة

نشر فى : الإثنين 27 فبراير 2017 - 10:45 م | آخر تحديث : الإثنين 27 فبراير 2017 - 10:45 م
لا يولد الناس أغبياء بل جهلة ثم يجعلهم النظام التعليمى أغبياء «برتراند رسل»

نشرت منذ أيام صورة لإجابة طالب فى ورقة امتحان. يقول السؤال: ما هى أقوى وأكثر قوة مؤثرة فى العالم؟ وكانت الإجابة: الحب. وهى برأيى أجمل وأصح إجابة. لكن المعلمة وضعت خطأ أو علامة (×) عليها بالقلم الأحمر. بالتحديد على كلمة الحب. وكأنها طعنة فى القلب. شعرت بأنها يمكن أن تكون أسوأ بل أقسى معلمة. وتخيلت شعور الطالب وهو يرى رد فعل معلمته. وتساؤلاته الوجودية والإنسانية: هل هى ضد الحب؟ هل الحب وهم من أوهامى؟ هل يجب على ترك الحب وعدم التمسك به ونشره؟ لكن الأهم، هل يعلم المعلم مدى تأثير كلامه وسلوكه على الطلبة، وكيف يشكل عقولهم ويبدل حياتهم، ويصيغ منهج معيشتهم وسلوكهم؟ هل يدرك المعلم كم هو مهم فى تحديد نظرة الطالب للحياة والعالم والمجتمع؟.

التعليم ليس سبورة وقلما ومسطرة. ليس وعاء تملأه. ليس وسيلة تلقين وترديد وتكرار أو حشو دماغ. بل وسيلة فهم وتنمية ذكاء وقدرات على النقاش والحوار وطرح الأسئلة ومهارات الإقناع وصياغة البحث العلمى الصحيح. لكن التربية والتعليم لا تريد إنجاز كل هذا. لا تريد للعقول أن تتفتح والمهارات تتطور والألسنة تنطلق بالنقاش والعيون تبصر الحقائق. التربية والتعليم تريد تخريج أجيال متشابهة ساذجة. حصلت على الشهادات بهدف التوظيف وقبض الراتب ونيل الأمان الاقتصادى للشراء والسفر والاقتناء من دون الاكتراث بالعقل والجوهر... من دون تحديد أهداف حيوية للحياة والمساهمة بتطوير المجتمع والقضاء على سلبياته والنهوض بالأمة والمشاركة بتنمية العالم وتحسين المعيشة.

التربية تريد تفريخ جيل من «القطيع» يؤدى دور المتفرج... لا يفقه. لا يرى. لا يتكلم. لا يسمع. يغض البصر عن السلبيات ليغرق المجتمع زيادة ويجيد إخفاء الحقيقة تحت سجادة «كل شىء بخير»، وتعليق الحلم على شماعة «عش ودع غيرك يعيش». لا تجازف لا تخاطر. فقط عش روتين حياتك وبصرك لأسفل. ضع قفلا على مخك. وانشغل بالسوق واشترِ ما لا تحتاجه.

فوفق دراسة حديثة للأمم المتحدة تفيد بأن الطفل يشاهد فى السنة 40 ألف إعلان تجارى، الهدف منها دفعنا للسوق لشراء ما لا نحتاجه. مما يصب بتشكيلة الجمهور المتفرج المستهلك، الذى تحول مخه لقناة صرف تتلقى الهراء وتخرج كسلا وبلادة وعجزا وغباء. وهو تحالف الإعلام مع النظام التربوى لتجريد الإنسان من عقله. وكلما قل استخدامه لعقله تناساه وضمر. واقتصر على مهامه الرئيسية فقط التى بالكاد تميزنا عن الحيوان الذى تفوق علينا بالتقنيات الحديثة والمهارة التدريبية بالذكاء والسلوك الأخلاقى.

الرأى ــ الكويت
عالية شعيب
التعليقات