مطلوب رسالة حازمة من القمة العربية لإيران - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:39 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مطلوب رسالة حازمة من القمة العربية لإيران

نشر فى : الجمعة 27 مارس 2015 - 9:10 ص | آخر تحديث : الجمعة 27 مارس 2015 - 9:10 ص

على العرب أن يبعثوا عبر قمتهم العربية برسالة واضحة لا لبس فيها إلى إيران، خلاصتها «أنتم جيراننا وأخوتنا فى الدين والإنسانية.. أهلا وسهلا بكم إذا احترمتم قواعد الجيرة ومبادئ الدين، لكن إذا تصرفتم باعتباركم قوة استعمارية تريد الهيمنة وفرض (فرسنة المنطقة)، فلن نسمح لكم».

جزء من الرسالة العربية وصل إلى إيران فى منتصف ليل الأربعاء ـ الخميس، حينما أغارت المقاتلات العربية على قواعد ومواقع للميليشيات الحوثية فى عدة مناطق باليمن، لكن بقية الرسالة ينبغى أن تكون واضحة وعاجلة.

من الواضح أن ما دار من مفاوضات بين أمريكا وإيران بشأن الصفقة النووية، قد أغرى طهران بالتمدد فى المنطقة، والحصول على ما اعتبرته كعكة ينبغى التهامها فورا والتطلع للمزيد.

من الواضح أيضا الخدمة المجانية التى قدمتها تنظيمات القاعدة وداعش والنصرة وسائر التنظيمات السنية المتطرفة إلى إيران. كل هذه التنظيمات تعتقد أنها تتصدى للتطرف الشيعى، لكن من المفارقات أن إيران لعبت بكل هذه الحركات وطوعتها لخدمتها.

إيران هيمنت على سوريا والعراق ولبنان واليمن، ويبدو أنها كانت تستعد للهيمنة على كل الجزيرة العربية.

الرسالة التى يفترض أن تخرج من القمة العربية فى شرم الشيخ إلى إيران هى أن العرب لن يسمحوا بتنصيب دمية إيرانية فى صنعاء أو عدن حتى لو تخفت فى ثياب على عبدالله صالح الذى باع بلاده والمنطقة من أجل الكرسى والعودة للانتقام.

الرسالة العربية لطهران يجب أن تكون واضحة، وهى أنهم لايختلفون مع إيران الشيعية بل مع إيران وطموحاتها الفارسية ضد المنطقة.

على العرب أن يُذكـِّروا إيران بأنه لافارق عمليا بين إيران الشاهنشاية وإيران الخمينية، كلتاهما تريد الهيمنة.. الأولى باسم الإمبراطورية، والثانية باسم الإسلام.

إيران الشاة احتلت الجزر الإماراتية الثلاث، وهددت أمن البحرين والسعودية، وإيران «الإسلامية» كررت نفس الأمر، بل وتوسعت وتحاول الآن احتلال كل المشرق العربى.

الرسالة العربية ينبغى أن تُذكـِّر إيران بأن كل ما كانت تقوله وترفعه من شعارات عن تصديها «للشيطان الأكبر أو الأصغر أى أمريكا وإسرائيل » كان مجرد لغو، وأن هدفها الرئيسى هو احتلال البلدان العربية.

على العرب أن يُذكـِّروا إيران بأنها لم تطلق رصاصة واحدة ضد العدو الصهيونى، وأن الحرس الثورى الذى شكلته فى بداية «الثورة الإسلامية» عام ١٩٧٩ وفيلق القدس لتحرير عاصمة فلسطين، لم يحارب إلا السنة للأسف فى العراق ثم سوريا وأخيرا يقوم بتدريب الميليشيات الحوثية فى اليمن.

الوضع كان ملتبسا فى العراق وسوريا، لأن إيران أوهمت كثيرين بأنها تحارب التكفيريين والمتطرفين من القاعدة وداعش والنصرة. والسؤال لماذا تدعم إيران الحوثيين فى اليمن؟ ولماذا تدربهم على السلاح؟ ولماذا تكدس هذا السلاح؟ وماذا تحمل الطائرات الإيرانية الأربع لصنعاء كل يوم؟.

الرسالة العربية لإيران ينبغى أن تكون حازمة وحاسمة، وهى أن تورطها فى محاولة الهيمنة الفارسية سوف يدفع ثمنها الجميع، الإيرانيون والعرب معا، وأن مصلحة إيران الحقيقية أن تقيم علاقات حسن جوار مع العرب، وأن تتوقف عن سياسة الهيمنة.

الرسالة العربية عليها أن تتخلص من أى خطاب طائفى أومذهبى، وعدم التورط فى وصف الصراع فى المنطقة باعتباره صراعا مذهبيا بل هو صراع سياسى قومى، حيث تحاول دولة جارة هى إيران فرض وزرع ميليشيا مذهبية على حكم اليمن، والقفز على التركيبة السياسية والقبلية والاجتماعية فى البلاد، وتحويل اليمن إلى قاعدة لزعزعة استقرار السعودية وكل منطقة الخليج، تمهيدا للسيطرة الكاملة على كل المشرق العربى.

رسالة العرب لإيران ينبغى أن تكون واضحة، وهى أننا لن نسمح لكم بالهيمنة على المنطقة، وأن سياستكم الراهنة لايستفيد منها إلا إسرائيل وكل أعداء شعوب المنطقة.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي