الجامعة العربية.. نكبة أمة - صحافة عربية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 4:05 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الجامعة العربية.. نكبة أمة

نشر فى : الإثنين 27 مارس 2017 - 10:30 م | آخر تحديث : الإثنين 27 مارس 2017 - 10:30 م
منذ وُعينا على هذا الكون ونحن نسمع بالجامعة العربية والأرض بتتكلم عربى، أمجاد يا عرب أمجاد وغيرها من الشعارات فى زمن المد القومى الوحدوى والذى سرعان ما قابله الغرب الاستعمارى ومن ورائه الشعبويون بوأد أول كيان وحدوى حديث، ما لبث أن تمت التصفية الجسدية لمن أراد لهذه الأمة أن تكون أمة جديرة بالحياة بين الأمم وتحفظ كرامة المواطن الذى ظل عقودا يرزح ويئن تحت نير الاستعمار الغربى الذى نهب خيراتها.

خلال العقود الماضية لم تفعل الجامعة معاهدة الدفاع العربى المشترك، بل نجد بعضا من أعضائها يعملون ما فى وسعهم من أجل تفتيت الأمة، بعض العرب هم من طلبوا من صدام مهاجمة إيران خوفا على عروشهم، فكان أن دمرت مقدرات الشعب العراقى، شاركوا بأموالهم وجنودهم فى حرب تحرير الكويت، خوفا على سلطانهم من نظام البعث ليظلوا متحكمين فى قرارات الجامعة العربية. سارعوا وبأسرع من البرق فى تحويل ملف الأزمة الليبية إلى مجلس الأمن لتحقيق رؤى العم سام فى خلق الشرق الأوسط الجديد، فكان تدمير ليبيا والتى لا تزال تتخبط بفعل مساعدة الكثير من العرب للعصابات الإجرامية التى انقلبت على الشرعية فى ليبيا، ليستمر مسلسل نزف الدماء والتدمير الممنهج لمقدرات الليبيين بما فيه ثرواتهم الطبيعية.

فعلوا نفس الشىء مع سوريا، لم يكتب لـ«مخططهم» النجاح حيث لم يتم استصدار قرار أممى بالتدخل فى سوريا، لكن بنى يعرب ما يزالون وعلى مدى أربع سنوات مستميتين فى تقديم الدعم بشتى أنواعه «المادى والبشرى» لعصابات شهد العالم أجمع بمن فيهم ممولو تلك العصابات بإجراميتها، ولأن أعمال الإرهابيين قد تطال مصالح الغرب، فما كان من إخوتنا إلا السير فى نهج أسيادهم الغرب بأن أعلنوها حربا على الإرهاب ولكنهم فى المقابل لا يزالون يدعمون الإرهابيين، ليبعدوا عن أنفسهم ويلات ما اقترفت أيديهم بحق الشعوب التى تغشاها الربيع العربى فحملت كرها قد يستمر لسنين عدة.

إن اجتماعات العرب بشأن القضية الفلسطينية لم تساهم فى تحرير الأرض بل نجد أن العرب عرضوا على الكيان المغتصب «الأرض مقابل السلام» وكلنا يعلم أن عديد الأنظمة العربية تقيم علاقات دبلوماسية وتجارية مع كيان العدو وتستقبل كبار مسئوليه، بينما لم تقدم أى شىء يذكر من شأنه أن يساهم فى تشبث الفلسطينى بأرضه ومن ضمن مقترحاتهم ما أقدموا عليه أخيرا بشأن القضية الفلسطينية الذى يستبعد حق اللاجئين فى العودة.

لم تقدم الجامعة أية مساعدات ولم تقم بأية مشاريع استثمارية فى الدول الفقيرة لأجل المساهمة فى تحسين مستوى المعيشة وخفض معدلات البطالة بينما نجدها تقدم المساعدات السخية عندما يحل غضب الطبيعة ببلدان الغرب والقروض الميسرة للعجم.

اجتماعات الجامعة أشبه ما تكون بمنتديات عكاظ الخطابية، مقررات القمم مجرد حبر على ورق ليس إلا، الأمر ليس بيدها، فأماكن صنع القرار بعواصم الغرب وما على العرب إلا السمع والطاعة وسرعة التنفيذ، اجتمع العرب لأجل ليبيا غالبيتهم «باستثناء الجزائر» أعلن مساندته للشرعية لكنهم لن يفلحوا فى تقديم الدعم اللازم للجيش الوطنى الذى يخوض حربا ضروسا ضد الإرهابيين، لأن الغرب يريد المزيد من سفك الدماء وتسوية ما تبقى من عمائر بالأرض لتكون فاتورة إعادة الإعمار باهظة الثمن، أما لماذا تحفظت الجزائر على مشروع البيان «بالأدراج» فقد يكون إخوان ليبيا قد وعدوها بجزء من أموال الشعب الليبى التى نهبوها على مدى سنوات حكمهم الرشيد وبالتأكيد ستكون هبات مجانية ليست قابلة للرد على غرار ما تحصل عليه إخوان مصر إبان حكم مرسى.

نتمنى من الخيرين من أبناء الأمة أن يخرجوا من عباءة هذه الجامعة التى لم يعد هناك مبرر لوجودها، كما أنها وللأسف أثبتت أنها وعلى مدى عمرها الحافل بالنكسات والهزائم لا تعمل من أجل رقى ورفاهية العرب، بل لجعلهم خانعين للغرب إلى أبد الآبدين.

ليبيا المستقبل
ميلاد عمر المزوغى

 

التعليقات