راموس.. تحت الصفر - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:49 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

راموس.. تحت الصفر

نشر فى : الأحد 27 مايو 2018 - 9:50 م | آخر تحديث : الأحد 27 مايو 2018 - 9:50 م

** لم يكن الأمل كافيا. لم تكن الشجاعة كافية. ففى النهاية فاز الفريق صاحب الخبرة. فاز الريال باللقب للمرة الثالثة على التوالى. وخسر ليفربول تفوقه فى نصف الساعة الأولى بإصابة صلاح وما ترتب عليها من آثار سلبية تلقائية على زملائه.. وكما قال يورجين كلوب تعليقا على الإصابة: «خسر صلاح.. وخسر ليفربول.. وخسر منتخب مصر».!

** قبل تلك الإصابة كانت مدرجات الملعب الأولمبى فى كييف تشتعل بحوار صاخب بين أنصار الفريق الأحمر وبين أنصار الفريق الأبيض.. يعكسه صراع بين ديناميكة شباب ليفربول وضغطه.. وبين خبرة الريال وقدرته على تهدئة الإيقاع.. وفى لحظة من لحظات الهجوم الأحمر اقترب جزار يدعى راموس ورث عرش الحماقة من زميله السابق بيبى، اقترب من محمد صلاح، ولأن صلاح أسرع، وأصغر سنا، وأخف وزنا، وأكثر رشاقة، كاد أن يتجاوز راموس فقام كابتن ريال مدريد بحركة مصارعة مع صلاح وسحبه أرضا وهو يمسكه بيده التى يظنها خفية، أرضا ليصاب صلاح.. كان ذراع راموس مكشوفا ومشهودا عبر الكاميرات.. وخرجت صحف أوروبا كلها وهى تسجل تلك اللقطة التى لعب فيها الشر لعبته، وهى لعبة العاجز وقلة حيلته.. لقد فعل راموس ذلك لإيقاف صلاح بيده بعدما عجز قدمه.. فعل راموس ذلك لإيقاف صلاح بعد أن عجز عقله وجسده!.

** سكتت المدرجات لحظة سقوط صلاح.. وخيم الشك وهو يغادر الملعب.. وعاد الأمل بعودته القصيرة.. ثم غادر الأمل مع مغادرة صلاح وسط دموعه وحزن الملايين وغضبهم أمام الشاشات لدرجة أن راموس فاز بكراهية غير مسبوقة فى مصر والعالم العربى.. والعنف ليس جديدا على راموس.. فهو سلاحه، مع أصحاب المهارات.. تراه يفعل ذلك مع ميسى.. وتراه يفعل ذلك مع من يملك فى قدميه أكثر مما يملكه هو فى عقله.. ولو كان راموس يستحق درجة فى هذه المباراة، فإنه لا يستحق صفرا فقط.. وإنما درجة ما تحت الصفر. هو فعلا راموس تحت الصفر!.

** بخروج صلاح تحولت المباراة.. تحرك الريال كأنه ارتاح.. تحرر كأنه كان مقيدا.. طار مارسيللو إلى الأمام كأنه كان حبيسا فى قفص.. وقد عاد الجناح الأيسر للريال مصدرا للخطر والتهديد.. وإذا كان كريم بنزيمة سجل هدفا بمساعدة لوريوس كاريوس فإن جاريث بيل سجل هدفا جميلا.. ثم أضاف الثانى له والثالث لفريقه بقذيفة أخذت يد كاريوس، أو خانت يد كاريوس ليفربول.. والحصيلة أنك تعود وتشك فيما يسمى بلعنة زيدان حتى لو كانت هراء وتخريفا.. أو تعود وتفتش عن شمهورش وشقيقه جامايكا، وأم نجيب فى المدرجات، حتى لو كان الأمر كله نكتة ومداعبة..!

** لا شك أن جاريث بيل هو رجل المباراة.. وأظنه سيكون رجل ريال مدريد القادم.. وكان مارسيلو من أخطر وأفضل لاعبى الفريق.. لكن ماذا عن الرجل الذى يدعى كريستيانو رونالدو؟ لم يظهر فى هذا اللقاء.. لم يفعل شيئا.. لم يشكل خطورة.. فتحدث بعد الفوز بما يوحى بأنه سوف يفجر قنبلة فى تصريحات قادمة بشأن مستقبله مع الريال.. ولا يمكن أبدا إنكار موهبة وقدرات رونالدو، ولا يمكن أبدا إنكار أنه لاعب سوبر، ولاعب عصامى صنع نفسه باحترافية مذهلة.. لكنه لا يقبل أبدا بالخروج مهزوما ولو كانت الهزيمة بواسطة زميل له فى الفريق.. فقد اعتاد على أن يتوج دائما الأول.. والأفضل.. وصاحب الهدف الأجمل..!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.