لا تصدق - كمال رمزي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:24 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا تصدق

نشر فى : السبت 27 يونيو 2015 - 10:10 ص | آخر تحديث : السبت 27 يونيو 2015 - 10:10 ص

الرذلاء الذين أدمنوا مهاجمة المسلسلات المصرية، عاما بعد عام، تعمدوا، هذه السنة، استباق عرضها، فى الشهر الكريم، بموجات من الكلام المغرض، يتخفى تحت أقنعة اقتصادية، وأخلاقية ، وفنية.. الاعتراض على هذا التجريح لا يعنى المطالبة بمنع نقد الأعمال الرمضانية، لكن يهدف إلى وضع الأمور فى موضعها الصحيح، خاصة من الناحية الإنسانية، فالطعن فى المسلسلات لم يأت قبل رؤيتها وحسب، بل أثناء الانتهاء من تحقيقها، من دون مراعاة لمشاعر مجتهدين - قد يصيبوا أو يخطئوا - يحتاجون للتشجيع، أو الصمت على الأقل، وليس لإهالة التراب على أعمال لم تختبر بعد.

المهاجمون ، انزعجوا من عدد المسلسلات الذى وصل إلى «38» مسلسلا، بتكاليف بلغت مليار جنيه.. والحق أن الرقم الأول يبعث على الإعجاب ولا يثير الضيق، ذلك أنه يؤكد، واقعيا، تمتع هذا القطاع من الصناعة، بدرجة مرضية من النشاط، فبحسبة بسيطة نكتشف أن معدلات الإنجاز تبلغ ثلاثة مسلسلات شهريا، بواقع مسلسل كل عشرة أيام، ومثل كل منتج، يتراوح مستواه بين الجيد والمتوسط والردىء.. أما عن مسألة المليار جنيه، التى يجرى الحديث عنها كما لو أنها إهدار لأموال الشعب، فإنه ينطوى على مغالطتين مضللتين. أولاها تتعلق بالمصدر المالى، الذى هو شركات الإنتاج، وثانيتهما، وهى الأهم، تكمن فى عدم الالتفات إلى عائد المليار، الذى هو، بالمنطق والضرورة، أضخم من المليار، وإلا لما تواصل الإنتاج، عاما بعد عام.. بعبارة أخرى، بمعايير الاقتصاد لو أن مشروعا صغيرا تكلف الف جنيه فقط، لم يحقق عائدا يتجاوزه، اعتبر مشروعا فاشلا.. أما إذا تكلف عدة مليارات، وجاء بما يتجاوز الرقم، اعتبر ناجحا، وهذا فى ظنى، ما ينطبق على مسلسلاتنا، فهنيئا، لشركات الإنتاج التى تغامر، مغامرات محسوبة، وهى تدفع أموالا طائلة لنجوم تعلم أنها ستجنى من ورائهم، ما هو أكثر.. اللهم لا حسد.

بتأنق زائف، يزعم البعض أن المسلسلات الجديدة، ما هى إلا تكرار لأعمال قديمة، منسوجة على منوال واحد أو منوالين، لا تخرج عن حدوتة الولد الطيب، الغلبان، يجد نفسه فى قلب عالم قاس لا يرحم، فيتعلم كيف يكون بلطجيا، مجرما، فاسدا.. أو البنت المسكينة، الفقيرة، التى تدفعها الظروف إلى الانحراف.

بنظرة طائر، ترى مائدة رمضان عامرة بالعديد من الاتجاهات والألوان، ترضى معظم الأذواق، فإذا كنت أميل إلى متابعة العلاقة بين الإنسان والمكان، ستجد بغيتك فى «بين السرايات»، «حارة اليهود» ولعشاق الكوميديا، ثمة «لفهة»، «الكبير»، «مولانا العاشق».. المفتون بالأداء التمثيلى الرفيع، وبضمان أعمال سابقة، سيرضيه، غالبا، خالد الصاوى فى «الصعلوك»، ونيللى كريم فى «تحت السيطرة».. وطبعا، لعادل إمام، جمهوره الخاص، الواسع الذى سيلتقيه فى «أستاذ ورئيس قسم».. ولمن يفضل المسلسلات، ثمة «البيوت أسرار»، «زواج بالإكراه»، وفيما يبدو أن الحظ الأوفر سيكون من نصيب المهتمين بالأعمال ذات الطابع التشويقى، البوليسى، حيث الجريمة، المفاجأة تلو الأخرى، المطاردة، الإنقاذ فى اللحظة الأخيرة، مثل «بعد البداية»، «لعبة إبليس».

ما سبق سرده يأتى من باب الأمثلة وليس الحصر، يؤكد، بزخمه، وتنوعه، أن الإبداع المصرى، فى مجال الدراما التليفزيونية، ينبض بالحياة والحيوية، ولا يستحق عاصفة التوبيخ المجحفة التى استقبل بها، ووصفته، فى نوبة إفتراء، بأنه يحض على الإثم والفجور، ويقدم مشاهد خليعة، مثيرة للغرائز.. شخصيا، لم أجد ما ادعاه هؤلاء القوم.. صحيح، هناك بعض الألفاظ الخارجة، تتردد فى بعض الحلقات، يجدر التحفظ عليها، وانتقادها، لكن، أن يصل الرياء بالبعض إلى حد المطالبة بمقاطعة المسلسلات، جملة وتفصيلا، فإن هذا يعد السماجة بعينها، لا يمكن لأحد أن يصدقه، أو يستجيب له.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات