يا سبحان الله.. انفجرت ماسورة التعليقات والاتهامات والشبهات لمجرد أن لاعبا من أندية الدورى العام قام بالتوقيع على عقود انتقال لناديين فى شهر واحد، وكأننا أمام قضية جديدة أو حادثة فريدة لم تتكرر طوال السنوات الماضية، تبادل الاتهامات بين الأهلى والزمالك على أحقية كل منهما فى انضمام اللاعب، واللاعب نفسه أعرب عن حبه للزمالك ثم فجأة وبعد إهانته من لاعب الزمالك أحمد عيد عبد الملك، قررعدم الاستمرار فى هذا العشق الأبيض، ليعلن على الملأ أنه أهلاوى منذ نعومة أظافره، ولا عجب فى هذا التغيير السلوكى، حيث إننا فى زمن كرة القدم المصرية ونلعب فى مصر ولهذا فكل شىء مباح حتى ولو تم تكسير جميع اللوائح المحلية والدولية، المهم أن يفوز أحد الناديين بالصفقة ثم يتم عرض اللاعب للبيع أو الإعارة مرة أخرى لعدم صلاحيته فى الفريق، وكم من لاعب فى الناديين كان مصيره الرحيل قبل أن يلعب وبعد أن كانت قضيته ملء السمع والبصر فى وسائل الإعلام المختلفة، لا أحد فكر فى تعديل هذا السلوك، ولا أحد قال للاعب اقرأ قبل أن توقع.

القضية يا سادة ليست فى توقيع اللاعب لناديين أو التلاعب بالناديين، بل القضية أكبر من ذلك ولم نكتب عنها لأول مرة، بل كتبنا عنها كثيراً وفى كل مرة نجد نفس السلوك ونفس الاتهامات ونفس الاعتذارات ولم يتغير من الأمر شيئا.

القضية يا سادة هى الجهل باللوائح الخاصة بشئون اللاعبين ولائحة الاتحاد الدولى، كما أنها أكبر من ذلك حيث إن اللاعب يقوم بالتوقيع على عقود فى نشوة الفرح التى تنتابه للانضمام إلى أحد قطبى الكرة المصرية دون أن يقرأ ما بداخل العقود وما له من حقوق وما عليه من واجبات، هذه هى القضية الأهم والأجدى بالمناقشة، فهل قرأ اللاعب عقده مع الزمالك، وهل عرف اللاعب حقوقه وواجباته، وهل أدرك اللاعب قيمة أن يوقع على عقدين لناديين مختلفين فى نفس الفترة من الانتقالات الموسمية، وهل عَلِم اللاعب أنه من الممكن أن يرحل عن الأهلى بعد الموسم الأول دون أن يكون له مطالب أو حقوق، وأين وكلاء اللاعبين الذين من أهم مهامهم التى يحصلون مقابلها على أموال طائلة هى حماية اللاعب وحفظ حقوقه، أم أنهم كما أصبحوا سر تعب وشقاء اللاعبين الذين وثقوا فيهم فباعوهم لمن يدفع أكثر دون النظر إلى حقوق لاعبيهم أو تأمينهم من غدر الزمان.

القضية شائكة ومسلسل مكرر سوف نجده فى المواسم القادمة، إننا ندرك أنه لا شىء يتغير.

وإلى لقاء فى الموسم القادم فى نفس الشهر ونفس المكان ونفس القضية إذا كان فى العمر بقية ...!