العالم فى نيويورك - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 3:33 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العالم فى نيويورك

نشر فى : السبت 27 سبتمبر 2014 - 7:55 ص | آخر تحديث : السبت 27 سبتمبر 2014 - 7:55 ص

صباح الثلاثاء الماضى كنت ذاهبا إلى مقر البعثة المصرية فى الأمم المتحدة. وهى بالصدفة تقع مقابل البعثة الأمريكية، وعلى ناصية نفس الشارع هناك البعثة التركية.

هذه المنطقة بها غالبية مقرات البعثات الدولية الممثلة فى المنظمة الدولية، وتواجه مبنى الأمم المتحدة المترامى الأطراف، الذى شهد هذه الأيام ما يشبه موسم الحج لمناسبة الدورة رقم ٦٩ للجمعية العامة للأمم المتحدة.

فى شوارع نيويورك وبالتحديد فى جزيرة مانهاتن ترى صورة مصغرة لكل العالم. كل الألوان والأعلام والبشر من كل قارات العالم.

فى حديقة فندق نيويورك بالاس، حيث كان يقيم الرئيس وجدت نفسى وجها لوجه مع روبرت موجابى، رئيس زيمبابوى، الذى حير وأتعب كل أوروبا وأمريكا إضافة إلى شعبه أيضا! فى هذا الفندق أيضا كان الملك عبدالله عاهل الأردن وزوجته الملكة رانيا. وفى مساء اليوم التالى وجدنا أمامنا سيرجى لافروف وزير خارجية روسيا ورئيس وفدها لقمة الجمعية العامة. اعتقدنا أنه داخل لمقابلة السيسى. بدأنا «نشمشم» بلغة الصحافة بحثا عن الخبر، وفى النهاية عرفنا أنه جاء لحضور حفل استقبال أقامته سفارة إسبانيا، وشاهدنا الملكة تدخل قاعة الاحتفال.

فى حديقة الفندق كان يجلس أحيانا خالد حنفى وزير التموين، وأشرف سالمان وزير الاستثمار، وخالد فهمى وزير البيئة، واللواء عباس كامل، مدير مكتب رئيس الجمهورية إضافة إلى كبار الصحفيين والإعلاميين المصريين، خاصة نجوم التوك شو وأصحاب المحطات الفضائية، وبعضهم يبحث عن تدخين سيجارة فى هذا المكان المفتوح لأن التدخين ممنوع فى أى مكان داخل الفندق بما فيه الغرف الخاصة.

فى صباح اليوم نفسه كنت واقفا أمام فندق ماريوت، وكان معى الصديقان خالد صلاح وتوماس جورجسيان، وفجأة وجدنا آن باترسون السفيرة الأمريكية السابقة فى مصر تهرول باتجاه فندق وردروف استوريا، حيث يقيم جون كيرى وزير الخارجية الأمريكية وكبار مساعديه. وفى هذا الفندق يقيم أيضا الرئيس الأمريكى غالبا عندما يأتى لإلقاء كلمته فى الجمعية العامة، ويلتقى فيه أيضا مع رؤساء الدول والحكومات. وهو المكان الذى شهد لقاءه مع السيسى.

موسم الجمعية العامة هو الأسوأ بالنسبة لرجال الشرطة فى المدينة فدرجة التأهب تصل إلى أقصى درجاتها مع ست درجات من الحماية. لكن للموضوعية يتم الأمر بسلاسة منقطعة النظير.

نظام الشوارع فى نيويورك مختلف لكنه سهل جدا وأى عنوان عبارة عن رقم فى تقاطع شارعين، الأول شارع بأسماء أشخاص، والآخر شارع بأرقام. فى كل التقاطعات هناك رجل الشرطة ينظم المرور، الذى لا يحتاج إلى تنظيم، لكنه يساعد فى الأساس المارة ويرشدهم إلى العناوين خصوصا للزائرين والغرباء وما أكثرهم فى هذه المدينة، التى تضم ربما أكبر نسبة جنسيات فى العالم أجمع. وفى أحد الشوارع كانت سيدة تعبر بطفلها الصغير ثم جعلته يحيى جندى الشرطة. الطفل مبتسم والجندى مبتسم والحياة تسير بصورة طيبة.

الأمن جيد جدا لكن الأمر لا يخلو من لصوص كثيرين والتحذير أو النصيحة التى يقدمها لك الجميع ألا تحتفظ بأموال كثيرة فى جيبك أو أشياء ثمينة، لأن الأمر لا يخلو من هجامة يقومون بـ«تثبيتك».

فى يوم الخميس نزلنا لنقابل الرئيس السيسى فى فندقه. مشينا فى الشوارع أنا ومحمد عبدالهادى علام وعلاء حيدر، وفجأة هطلت الأمطار وبغزارة وليس لدينا ثقافة أن تكون معنا المظلة. وبالصدفة قابلت لميس الحديدى تسير ممسكة بالمظلة ومعها فريقها المساعد. المرور بطىء والتاكسيات لا تقف أيضا. سرنا على الأقدام ودخلنا على الرئيس، ونحن مبتلون تماما.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي