قضية المرأة العربية فى البرلمان النرويجى - صحافة عربية - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 1:59 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قضية المرأة العربية فى البرلمان النرويجى

نشر فى : الثلاثاء 27 سبتمبر 2016 - 11:35 م | آخر تحديث : الثلاثاء 27 سبتمبر 2016 - 11:35 م

دعانى حزب العمل النرويجى إلى إلقاء خطاب افتتاحى فى مجلس النواب، فى إطار جلسة مفتوحة لأعضاء الأحزاب والسياسيين ومجموعة شابات وشابات من أصول عربية ومسلمة فى تلك البلاد. الجلسة التى انعقدت يوم الجمعة الفائت، كانت نتيجة مبادرة شجاعة ولافتة من صبيتين من أصل لبنانى، نانسى الحرز وصوفيا سرور، قررتا الانتفاض على الضغوط الاجتماعية والدينية الخانقة التى تُمارَس على جيل شاب يترعرع بين ثقافتين ومجتمعين متضادين: كيف لا، وهؤلاء يولدون ويتربون فى محيط خارجى يحتفى بالحرية الشخصية والعامة وبالخيارات الفردية، ويحترمها إلى أقصى الحدود، ويولدون ويتربون من جهة ثانية فى إطار عائلى غالبا ما يكون متشددا ومنغلقا ومتمسكا بعادات وتقاليد يعتبرها مقدسة، لكنها تتنافى مع قيم ذلك البلد ومبادئه الراسخة ومع الحد الأدنى من متطلبات الاندماج؟

سمعتُ فى ذلك اليوم شهادات مؤلمة للغاية من فتيات عربيات ومسلمات: قصص عنف وترهيب واعتداء وقمع باسم العيب والشرف والدين والجذور، تجعل المرء يتساءل ما إذا كان حقا فى بلد أوروبى، اسكندينا فى تحديدا!

***

لا أعرف لماذا يصر غالبية العرب على تصدير أبشع صفاتهم معهم عندما يلجأون إلى الغرب؟ لا أعرف من أين يستدرون الصفاقة الكافية ليكونوا، أينما حلوا، «بدهم ياه وتفو عليه». لا أعرف كيف يستطيعون التصدى لِقيمٍ، هم كانوا روادها، كالثقافة والحرية والتقدم. ولكن ما آمله، وما لمسته فعلا فى أوسلو، أن كيل أولادهم، بناتهم تحديدا، طفح. إلى أولئك البنات توجهتُ صباح الجمعة، لأطلب منهن قتل شهرزاد معى، لأجلهن ولأجلى.

أجل، شهرزاد لم تمت بعد. وكم يؤلمنى أن تصدر بعد أسابيع الطبعة الثانية من كتابى/جريمتى، من دون أن يكون قد تغير شىء إيجابى ملموس فى أحوال المرأة العربية. بل الأدهى، أن تشهد هذه الأحوال المزيد من التفاقم والتدهور، مع الصعود الدراماتيكى الرهيب لتيارات التكفير والظلامية، بما تنطوى عليه من إرساء لـ«قيم» جحيمية، دينية ومجتمعية، لم يسبق لأى ظلامية فى العالم أن مارستها فى حق المرأة.

نحن فى حضرة المقتلة المشهدية المفجعة لكل ما يتعلق بالكرامة الإنسانية، فكيف لا نكون فى حضرة المقتلة المشهدية المفجعة لكل ما يتعلق بكرامة المرأة العربية، أمام أشكال التأليه للذكورية البغيضة، فى أشنع صورها وتجسيدتها.

ينبغى لنا أن نواصل المعركة، معركة الدفاع عن كراماتنا الشخصية كنساء، وعن كرامة كل امرأة عربية، وعن كرامة المرأة مطلقا.
ولن نكف إلى أن تعلن المرأة بنفسها انبثاق فجر الحرية.



النهار ــ لبنان
جمانة حداد

التعليقات