مصطفى عبدالرحمن.. حزب النور مُجسدًا - نادر بكار - بوابة الشروق
الأربعاء 17 أبريل 2024 12:38 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصطفى عبدالرحمن.. حزب النور مُجسدًا

نشر فى : الثلاثاء 27 أكتوبر 2015 - 8:50 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 27 أكتوبر 2015 - 8:50 ص

صيدلى شاب لم يتجاوز الثلاثين من عمره يعول أسرة سداسية الأعضاء؛ صعيدى المولد قاهرى الدراسة، انتقل بأسرته للعمل فى شمال سيناء قبل سنوات.. يبرز اسمه بين الرعيل الأول المؤسس لحزب النور، ويعرفه زملاؤه قائدا شابا نافذ التأثير فى أوساطهم رأيا وعملا، ويتناقل جيرانه بالثناء صفات نبله ودماثة خلقه وسعة افقه ويأتمنه قادته على قيادة حزب ٍهو الأكثر جماهيرية والأعظم تأثيرا فى بقعة ٍمن الأرض هى الأخطر بين كل ربوع الوطن.. ذلكم هو د. مصطفى عبدالرحمن الذى اغتيل مطلع الأسبوع رميا برصاصة غادرة كان ينتظرها محتسبا طيلة عامين كاملين أو أكثر.

ليس استدرارا لعطف ولا سردا لبطولة مختلقة ولا غلوا فى حب وتعظيم ولا مراءاة بطاعة أخى وصديقى المغدور، حينما أخبرك أن مصطفى قد قضى نحبه أمام باب منزله متوجها لأداء صلاة العصر، قبل ساعات من إدراكه الإفطار مع أهله إذ كان صائما...إنما أخبرك وفاء بحقه واستكمالا لمشهد ــ أردت الدلالة عليه ــ ستكتمل لك عما قليل ملامحه.

قلت لك كان ينتظر الغدر.. مع كل صباح ومساء كان ينتظر أن يطاله تهديد القتل الذى وصله بصيغ مختلفة متعددة، كان يخبرنا بذلك ويسبق الإخبار تأكيده الشخصى على أنه لا يبالى وأنه ماض فى طريقه.. التفاصيل يصعب أن أسردها هنا لدواع كثيرة منها الحرص على أن يسلك التحقيق مجراه ليحاول الكشف عن الجُناة!

كان مرشحا لحزب النور فى شمال سيناء رغم كل ما يحيطها من مخاطر ورغم حساسية وضع حزب النور هناك مواجها فكريا لجماعات التكفير ومدافعا شرعيا عن حُرمات المصريين أمام كل من رفع عليهم السلاح.. كان بإمكان مصطفى رحمه الله أن ينأى بنفسه عن حقل الألغام هذا ولن يلومه من زملائه أحد، كان بإمكانه أن يغادر العريش إلى القاهرة ليجد عشرات الفرص تنتظر شابا نابغا طموحا مثله ــ نعم عشرات الفرص فأنا لا أتحدث عن شاب أخرق أو فاشل ــ كان بإمكانه حتى ألا يظهر فى الصورة بهذا الوضوح ويكتفى بعمله ورعاية أسرته ويغلق على نفسه باب داره آمنا غير مهدد.

قال السُفهاء من الناس أنتم وقود داعش وبيئتها الخصبة فأتت دماء مصطفى تشهد على ظلمهم.. وقالوا وجه آخر للإخوان فأتت شماتة الإخوان فى قتله تفضح كذبهم.. وقالوا لكم ميليشيات تحميكم فأتته الرصاصة وحيدا أعزل ترد بهتانهم... وقالوا تفككتم وتخلى عنكم أبناؤكم فأتى ثباته ليشهد لنا قبل أن يشهد له على فسادهم وتفرق كلمتهم.

مصطفى ــ رحمه الله ـــ مثال يختصر وضعية حزب النور فى هذا الوطن.. حرص على مصلحة مجتمعه قبل مصلحته.. لم يسلم من أذى سفائهم ولا من بطش سادتهم.. لم يجبن عن مواجهة ٍولم يرم نفسه فى تهلكة.. ثم إذا حصحص الحق وفى بالذى عليه كاملا غير منقوص... وعند الله غدا تجتمع الخصوم.