مرت كومضة! - صحافة عربية - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 6:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مرت كومضة!

نشر فى : الجمعة 27 أكتوبر 2017 - 9:05 م | آخر تحديث : الجمعة 27 أكتوبر 2017 - 9:05 م
نشرت صحيفة عكاظ السعودية مقالا للكاتبة «عزيزة المانع» جاء فيه، حين نكون مسافرين ننجز أشياء كثيرة متنوعة فتبدو لنا الأيام طويلة، نحس اليوم أسبوعا والأسبوع شهرا، لكنا حين نعود إلى الوطن ونستأنف حياتنا اليومية المعتادة، سرعان ما يتغير إحساسنا بالزمن، فنعود إلى سيرتنا القديمة حيث نحس بالأيام تجرى مسرعة كأنها فى سباق مع الزمن!

ما الذى يسبب ذلك الاختلاف فى إحساسنا بالزمن؟ بعض الباحثين يفسرون ذلك بأن الإحساس بالزمن يرتبط إلى حد كبير بما تمتلئ به أيامنا، كلما كانت حياتنا تخلو من المثيرات وتسير فيها الأحداث على وتيرة واحدة متشابهة، شعرنا بمرور الأيام مسرعة، فما يجعلنا نشعر بطول الزمن هو ما يقابلنا خلاله من مشاهدات غريبة ومثيرة، وما يحدث لنا فيه من تغيرات وأحداث.

ولعل هذا يفسر لنا إحساسنا بطول الأيام خلال السفر، فنحن غالبا نتعرض أثناء السفر لمشاهدات متنوعة وتمر بنا خبرات جديدة متنوعة، فيترك ذلك أثره على إحساسنا بحركة الزمن.

وهذا يشابه ما يحدث للإنسان خلال مرحلة الطفولة، فالأطفال يحسون بطول الزمن أكثر من الكبار، الأسبوع عندهم كالشهر والشهر كالعام، كثير من الناس يذكرون سنوات طفولتهم بأنها كانت بطيئة فى مرورها وليست كسنوات حاضرهم، ذاك لأن الأطفال ما زالوا فى مرحلة النمو الإدراكى والعقلى ومخزونهم المعرفى محدود جدا، فتبدو أغلب الأشياء بالنسبة لهم جديدة ومثيرة ومحملة بخبرات مختلفة ومعرفة متجددة، فيبطئ إحساسهم بمرور الأيام لكثرة ما تحمله لهم من المدهشات والمثيرات.

إذن، الإحساس بالزمن شىء نسبى، فبقدر ما تتلون أيامنا بألوان متنوعة، يكون إحساسنا بطولها أكبر، ولكن هل من السهل علينا فعل ذلك؟

إن الأيام، غالبا لا تكتسب ألوانا صاخبة تكسوها الإثارة، إلا متى كنا متفرغين خالين من الشغل، فإضافة ألوان جديدة إلى الأيام تعنى أن نكون نحن أنفسنا فى حال تلون مستمرة فنظل ننتقل من حال إلى أخرى. إن من يظل مستمرا فى تعلم مهارات إضافية، أو لغة جديدة، أو استكشاف أماكن غريبة، يضخ فى أيامه كثيرا من الإثارة التى تمحو عنها الرتابة والملل، إلا أن ذلك يتطلب فراغا وخلوا من العمل، ولأن أغلب الناس لا يملكون ذلك الفراغ، فإنهم يضطرون أن يعيشوا عيشة يغلفها الروتين الممل، فطبيعة الحياة تفرض عليهم الانغماس فى العمل والدوران الروتينى مع عجلته بحيث ما يعود هناك أى مجال للتفكير فى شأن غيره.

عكاظ ــ السعودية

 

التعليقات