تمديد المفاوضات مع إيران دليل على الرغبة فى الاتفاق معها - إيال زيسر - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تمديد المفاوضات مع إيران دليل على الرغبة فى الاتفاق معها

نشر فى : الخميس 27 نوفمبر 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 27 نوفمبر 2014 - 8:00 ص

• كما هو متوقع لم تتوصل جولة المفاوضات النووية الحالية بين الدول العظمى وإيران إلى اتفاق أو منعطف. لكن على الرغم من ذلك، وافق الطرفان على مواصلة الحوار، وستعاود المفاوضات بينهما خلال أسابيع. خلال هذه الفترة ما تزال العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران سارية المفعول، لكن الرسالة التى خرجت من غرفة المحادثات والموجهة إلى الإيرانيين والأسواق الاقتصادية فى العالم واضحة، وهى أن الدول العظمى مهتمة بالحوار، والأهم أنها معنية بالتوصل إلى اتفاق يبدو أنها ستتوصل إليه فى نهاية الأمر. ومن الواضح أنه ليس هناك من يريد مواجهة عسكرية لم تعد مطروحة على جدول الأعمال.

• يبدو أن الإدارة الأمريكية التى تقود اتصالات الدول العظمى مع طهران مصرة على التوصل إلى اتفاق. وثمة من يقول إنه فى نظر البيت الأبيض، «اتفاق سيئ، أفضل من عدم الاتفاق»، على العكس تماما من موقف إسرائيل القائل بأن «عدم الاتفاق أفضل من اتفاق سيئ».

• طوال العقود الأخيرة انتهجت الإدارات الأمريكية سياسة «الاحتواء» حيال إيران، ومغزاها العملى ممارسة ضغط سياسى واقتصادى من دون توقف،

وتهديدها باستخدام القوة ضدها بهدف كبح اندفاعها إلى السلاح النووى، ولجم العدوان الإيرانى على المنطقة وفى الخليج الفارسى والعراق وفى منطقتنا.

• وتعود هذه السياسة الأمريكية إلى اعتقاد متخذى القرارات فى واشنطن أن إيران عدوة وأنها تشكل خطرا على المصالح الأمريكية وليس فقط الإسرائيلية فى المنطقة، ونظرا إلى كونها جزءا من المشكلة يجب العمل ضدها ولا يمكن اعتبارها شريكا فى حل مشكلات المنطقة.

• لكن على ما يبدو طرأ تبدل على هذه النظرة، ففى نظر إدارة أوباما تحولت إيران إلى جزء من الحل وهى تعتبر اليوم لاعبا إقليميا مهما من الصعب على الأمريكيين من دونه مواجهة ما يعتبرونه مشكلات حقيقية للولايات المتحدة فى المنطقة ــ والمقصود تحديدا ليس الاندفاع الإيرانى النووى، بل انهيار الدولتين السورية والعراقية وتمركز تنظيم داعش فى مناطق واسعة من أراضى هاتين الدولتين، مما يشكل خطرا على الولايات المتحدة مثل التهديد الذى شكلته القاعدة بزعامة أسامة بن لادن.

• ليس من المستغرب والحال كذلك، أنه إلى جانب المحادثات العلنية مع إيران بشأن الموضوع النووى، تجُرى الولايات المتحدة ومعها عدد من حلفائها، حوارا سريا وغير مباشر مع طهران بشأن مشاركتها أو مساهمتها فى المسعى الأمريكى من أجل اعادة الاستقرار إلى المنطقة ومنع تمركز العناصر الإسلامية الراديكالية فيها. وبمعنى آخر، لدى الاختيار بين مواجهة الخطر الإيرانى وخطر داعش، اختارت الإدارة الأمريكية مواجهة الخطر الثانى. أما القول بأنه كان يتعين على الولايات المتحدة القتال على جبهتين- محاربة داعش كما لو أن الخطر النووى الإيرانى غير موجود، ومحاربة إيران وكأن داعش غير موجودة ــ فهو أمر يتخطى قدرات الولايات المتحدة.

باحث فى معهد دايان لدراسات الشرق الأوسط

«يسرائيل هَيوم»

نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينيةرضى

إيال زيسر  عميد كلية العلوم الانسانية في جماعة تل ابيب
التعليقات