السيدة صاحبة طوق الورد - محمد موسى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 9:43 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السيدة صاحبة طوق الورد

نشر فى : الأربعاء 28 يناير 2015 - 8:25 ص | آخر تحديث : الأربعاء 28 يناير 2015 - 8:25 ص

ولما كانت الذكرى الرابعة، وجدت ثورة يناير معظم أحبابها فى السجن، مع علاء عبدالفتاح وأحمد ماهر وأحمد دومة، أو قتلى بالمجان على الأرصفة، فى قضايا تقيد ضد مجهول.

ووجدت الثورة خصومها يتبادلون أنخاب البراءة، وفوقها أحيانا قرض هدية من بنوك أهل مصر.

مشهد مقتل شيماء الصباغ يعنى أن الثورة التى غيرت الكثير فى عقل ووجدان المواطنين، لم تغير شيئا من قناعات المسئولين. الثورة مستمرة إذن.

«كانت الشرطة أمام رصيف مكتبة الشروق فى ميدان طلعت حرب، توجه أعيرتها النارية إلى شيماء ورفقائنا فى حزب التحالف. سالت الدماء من رأس شيماء، فحملتها إلى الناحية الثانية عند الممر المجاور لمقهى ريش كافيه، وجلست بها على الأرض».

سيد عبدالعال، عضو حزب التحالف، وشريك المرحومة شيماء فى جريمة محاولة وضع زهور للشهداء، فى ميدان التحرير.

قبل المشهد بلحظات بدأت العملية العسكرية، كما ورد فى شهادة الزميلة نانسى عطية. «ظهرت مجموعة من العساكر الملثمين تقبض على أى فرد وتلقيه فى المدرعات، ثم شاهدت أحد الشباب يحمل الفتاة صاحبة «طوق الورد» ويتجه نحوى، بدأت أصرخ مستغيثة بسيارة إسعاف دون جدوى، وسط صراخ لا أعرف مصدره».

المشهد الكابوسى نتيجة طبيعية للشحن الأمنى الذى يغذيه إرهابيون يحملون ضدنا السلاح والمتفجرات من سيناء إلى الوادى. وهم مجرمون فى حق الشعب مرتين، مرة لأننا لسنا خصومهم ليزرعوا لنا القنابل فى وسائل النقل وعند النواصى، وثانيا لأنهم يوفرون الذريعة لنظام سياسى، أصبح يرى أن القمع هو أسرع الطرق للاستقرار.

وزير الداخلية توقع أن الطب الشرعى سيثبت أن الشرطة لم تقتل أحدا بمظاهرات السبت، ونسبت صفحة الجهاز الإعلامى للداخلية لشقيقة شيماء أن قاتل أختها «هو أحد زملائها وليست الداخلية»، ثم أضاف أن إحدى صديقات شقيقة شيماء نشرت ما قالته الأخت، فتم تهديدها وإجبارها على حذف ما نشرته.

هناك من يهدد شقيقة شيماء بمعرفة الداخلية وتحت نظرها، فترد الداخلية بمجرد بيان «شبه رسمى» على فيسبوك. إلى من تشكو إذن شقيقة شيماء إذا كانت الداخلية نفسها تشكو؟.

الذى قتل شيماء معروف، كما كتب علاء الأسوانى على تويتر، القاتل «هو من قتل الجندى وجيكا والشيخ عماد وسواهم من الشهداء، ولا داعى إذن للمسرحيات المعتادة لأنها صارت سخيفة ومملة».

«شيماء المسالمة ما حملت سوى أطواق ورود لأرواح الشهداء الذين فتحوا بوابات المستقبل لمصر، دون ان يتحقق شىء جدى من احلامهم للوطن». مقطع آخر من شهادة أحمد السيد النجار، فى عدد الأهرام يوم الاثنين، طالب فيها بإلغاء قانون التظاهر، وقال إن دماء شيماء فى رقبة الرئيس المنتخب والداخلية.

واختار الدكتور أبو الغار أن يشكو الرئيس إلى نفسه، «لو كان البرلمان موجودا لقام بتشكيل لجنة للتحقيق، واستجواب وزير الداخلية، وربما إقالته».

لا يوجد برلمان، ولم يصدر عن الرئيس أدنى رد فعل.

كان طوق الورد هو الشاهد الوحيد على انطفاء ملامح وجهها البرىء إلى الأبد، كما تتذكر نانسى عطية، «لفظت الفتاة الثائرة آخر أنفاسها، بعدما جفف الهواء البارد الدماء على الوجه، وترك بقعة حمراء قانية، تلمع فى شارع طلعت حرب.»

لن تضيع دماء سندس وشيماء، ولا من سبقوا، فمنذ أربعة سنوات كسر المصريون حاجز الخوف إلى الأبد.

محمد موسى  صحفي مصري