نواب منتخبون أم محققون؟ - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 9:40 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نواب منتخبون أم محققون؟

نشر فى : الأربعاء 29 فبراير 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 29 فبراير 2012 - 8:00 ص

أكتب بعد أن انتهت جلسات مجلس الشعب يوم الاثنين الماضى والتى شهدت تصويت أغلبية الأعضاء ضد إحالة عضو اتهم محمد البرادعى بتحريض عملاء قوى خارجية فى مصر إلى هيئة مكتب المجلس للتحقيق معه.

 

أراد الأعضاء الذين طلبوا الإحالة، وكنت من بينهم، إغلاق الباب أمام تورط نواب الشعب فى إلقاء الاتهامات جزافا ضد مواطنين مصريين أو ضد مؤسسات مصرية والابتعاد عن خطابات التخوين والعمالة التى مازالت أصداؤها تتردد فى جنبات الرأى العام. فمجلس الشعب ليس بجهة تحقيق قضائية ولا يصح أن يقف أحد أعضائه متهما البرادعى أو غيره من المواطنين بتحريض عملاء أو خلافه. كما لا يصح أن يلوح عضو داخل المجلس بأوراق أو ما يبدو كوثائق مدعيا أنها تحمل دليل إدانة لمواطن لا يشغل موقعا من مواقع المسئولية العامة أو السياسية (فهؤلاء نمارس بحقهم اختصاصاتنا الرقابية ولنا أن نجمع ونسلم الوثائق ضدهم ونسائلهم استنادا لها).

 

فمثل هذه الأوراق، هذا إن كانت توجد فعليا أصلا، مكانها الطبيعى النيابة العامة وليس مجلس الشعب. أما مشهد تهليل بعض النواب بعد رفض المجلس إحالة العضو المعنى لهيئة المكتب وبعد فاصل الاتهامات التى أطلقها وتوجههم له بالتهنئة وكأننا فى معية انتصار مدوٍ فكان مدعاة للشعور بالغربة فى مجلس المصريين المنتخب بعد ثورة أرادت الحرية والكرامة الإنسانية وحقوق المواطنين، كل المواطنين.

 

أعترف أن مجموعة النواب التى طلبت الإحالة أدارت الأمر باحترافية ومهنية اقتربتا فى الدرجة من الصفر، فجاء الدفاع عن قضية عادلة أخلاقيا وسياسيا ضعيفا مسيئا لها. إلا أن مشهد أغلبية الأعضاء كان محبطا بالفعل.

 

النواب المهمومون بالتهليل لاتهامات ليس لها أن تسمع فى مجلس الشعب هم أنفسهم الذين عجزوا عن فرض مناقشة المادة ٢٨ من الإعلان الدستورى والتى تحصن قرارات وأعمال لجنة الانتخابات الرئاسية تحصينا مسبقا. النواب المتقمصون لشخصية المحقق القضائى أو المدعى بالحق العام، وعددهم كبير، عجزوا عن ممارسة اختصاصاتهم الأصيلة ولم يجمعوا توقيعات ثلث الأعضاء لاقتراح تعديل المادة ٢٨ على خطورتها على الانتخابات الرئاسية والبيئة القانونية التى ستجرى بها.

 

هوامش تؤذى يستفاض بها ومتون هامة تهمل!

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات