إلى صنصال! - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 8:02 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إلى صنصال!

نشر فى : الأحد 28 فبراير 2016 - 11:35 م | آخر تحديث : الأحد 28 فبراير 2016 - 11:38 م
تنبأ لنا الروائى الجزائرى المهاجر وصديق إسرائيل، بوعلام صنصال، عبر صفحات «لوفيغارو» اليمينية بمستقبل مماثل للوضع السورى الراهن.

لا أدرى إن كانت أمنية صنصال نابعة من حقد ما على البلاد، لكن ما أعتقده أن الجزائر لن تعرف أسوأ مما عاشته منذ الاستقلال حتى اليوم، وحتى وإن كانت التهديدات تصب علينا من كل الجهات، ومن المملكتين الجارة الشقيقة، والشقيقة البعيدة، لأننا لم نسر فى سياسة الأخيرة التدميرية للمنطقة العربية، وقد استهدفتنا اقتصاديا من خلال لعبة أسعار المحروقات القذرة، فإن الجزائر لن تكون أبدا سوريا، لأنهم حاولوا أن يجعلوها عراقا آخر سنوات التسعينيات،. لكنها صمدت فى وجه إرهاب داعشى، حاول حرق البلاد وفشل بفضل أحفاد جيش التحرير الذين أذاقوا غلمان عباسى مدنى الويل. وقد فشلوا أيضا فى جر الجزائر على خطى «الربيع العربى»، مثلما تمنى ذلك ساركوزى وعراب آل صهيون برنار هنرى ليفى، وفشلوا لأن الدبلوماسية الجزائرية على كل نقائصها كانت أكثر حكمة وأصدق نظرة للأوضاع، وفهمت مسبقا بفضل خبرة رجالها، أن العملية التى ألبست لباس المطالب الديمقراطية ما هى إلا مخطط رهيب لتدمير بلدان المنطقة وقتل عدد أكبر من أبنائها، وتفتيت أوطانها حتى لا تشكل أى تهديد مستقبل لإسرائيل، وحتى لا تزاحم شعوبها، شعب الغرب الجشع على ثروات الأرض.

وصمدت الجزائر، ليس لأن الرئيس سارع لامتصاص الغضب بنوع من الإصلاحات التى تأجلت طوال المدة الأخيرة، وإنما لأن الجزائريين يعرفون أن البدائل التى تفرضها فرنسا وأمريكا، ليست إلا تلك التى حاربتها طوال عشرية الإرهاب، فوقفوا رغم الانتقادات أمام رياح الربيع التدميرى، وما هى إلا شهور حتى تأكدت تخوفات الجزائر فى ليبيا وفى تونس ومصر وسوريا لاحقا.

ربما يريد صنصال وباقى الغربان الناعقة أن يتلذذ بخراب الجزائر، وهو يضمن لنفسه ولأبنائه إقامة هانئة على شواطئ السين، وصداقة مع الصهاينة دفع ثمنها بكائية أمام حائط المبكى، لكن ليطمئن قلبه، فهناك من الخراب فى الأوطان الأخرى ما يكفيه، ومن المآسى ما يلهم خياله الموبوء، فقد يفتك بمزيد من الحقد وبيع الذمة، نوبل!

أما نحن فمستقبلنا، لن يكون أسوأ مما عرفناه من أزمات منذ الاستقلال إلى اليوم، عشرية من الفقر والجهل وعشرية من الأمل الكاذب وعشريات من الأزمة الاقتصادية والمديونية، تلتها عشرية من الإرهاب والخراب. والعشرية الأخيرة تأرجحت بين البحبوحة المالية والوعود والفساد، لكنها لم تحرك الجزائر بين الذين ذاقوا ما هو أمر من عشرية الفساد، عشرية الموت والاغتصاب والدمار.

وبالتالى لن يكون ما ينتظرنا أسوأ، رغم حزام النار المحيط بنا وتهديدات الأشقاء والأعداء من كل جانب، فالجزائر لن تكون سوريا ولن تكون يمن أخرى «لأشقائنا» من المملكة وهذه ليست أمنية!

حدة حزام
  
الفجر – الجزائر
التعليقات