حوار مع طلاب إعلام بنها - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:55 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حوار مع طلاب إعلام بنها

نشر فى : الخميس 28 أبريل 2016 - 9:45 م | آخر تحديث : الخميس 28 أبريل 2016 - 9:45 م
ظُهر السبت الماضى، زار «الشروق» مجموعة من طلاب وطالبات قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة بنها، برفقة الدكتور عبدالله زلطة رئيس قسم الإعلام بالكلية فى إطار المشروعات التدريبية الميدانية للقسم.

الطلاب فى الفرقة الثالثة، عددهم يقترب من العشرين، بينهم ثلاثة طلاب فقط، شأن ما يحدث فى غالبية أقسام وكليات الإعلام فى مصر، التى صارت شبه محتلة بالكامل من الطالبات، فى حين ان معظم العاملين فى نهاية المطاف هم من الذكور، وتلك مفارقة تحتاج إلى شرح وتفسير، لأنها تكاد تكون علامة تجارية مصرية!!

الطلاب مفعمون بالحماس، وبطبيعة سنهم فهم مندفعون، ويتمنون أن تصبح الأمور مثالية فى كل شىء من أول القضاء على الإرهاب نهاية بإصلاح التعليم.

الملاحظة الأساسية التى خرجت بها من نقاش استمر أكثر من ساعة مع هؤلاء الطلاب أنهم ناقمون على كل شىء تقريبا فى المجتمع، وبسبب ذلك فهم يحملون الحكومة المسئولية، ويعتقدون أن المشاكل يمكن حلها بكبسة زر!!

لديهم يقين راسخ بأن الحكومة فاسدة ومستبدة، وهى التى قتلت ريجينى، وتسببت فى الأزمات الاقتصادية وباعت جزيرتى تيران وصنافير للسعودية، وحصلت على أموال المساعدات العربية والدولية ووضعتها فى جيوب أعضائها. الخلاصة أن الصورة لدى غالبية هؤلاء الطلاب قائمة، بعضهم قال لى إنهم لا يصدقون أساتذتهم حينما يحكون لهم عن نصف الكوب الملىء.

قلت لهم إن طبيعة عملهم المستقبلى كصحفيين وإعلاميين تحتم عليهم القراءة الجادة والمعمقة والتحلى بالصبر وطرق كل الأبواب حتى يكونوا صورة كاملة عن كل مشكلة وقضية وموضوع، وأن أسوأ أنواع الصحفيين هو الذى يسير فقط وراء شخص أو هيئة او جماعة أو حكومة، من دون الاستماع إلى كل الآراء والأفكار والمعلومات.

قلت لهم إن الحكومة لديها أخطاء قاتلة فى ملفات كثيرة، خصوصا فى طريقة تعاملها فى هذه الملفات، قبل الحديث عن مضمونها.

لكن من الظلم أن يتم تحميلها مسئولية فشل التعليم والصحة وانهيار كل الخدمات العامة فى البلد، مثلما يكون من الظلم تحميل حكومة الإخوان مسئولية الفشل عن هذه المشاكل لأنها لم تمكث فى السلطة إلا عاما واحدا.

الحكومة الحالية وكل حكومات ما بعد ثورة يناير ٢٠١١ ورثت أوضاعا كارثية لا يمكن تخيلها، لا يمكن حلها بين يوم وليلة، لكن المؤكد أن الفشل الحكومى الأبرز هو عدم وجود خطة واضحة محددة ومجدولة وقابلة للتنفيذ والمتابعة للخروج من هذه الأزمات. قلت للطلاب أيضا إن أموال المساعدات العربية ذهب جزء كبير منها إلى تسيير أوضاع الأحوال منذ ٢٥ يناير، من أول دفع مرتبات الموظفين إلى تمويل شراء المواد البترولية وبعض واردات السلع الأساسية، نهاية ربما بتمويل بعض المشتريات العسكرية اللازمة لتكون مصر قوية فى وجه الأخطار الوجودية التى تهدد المنطقة بأكملها.

لكن من المؤكد أن الطلاب محقون فى التساؤل عن جدوى بعض المشروعات الكبرى، وهل كانت ظروف البلاد تحتم تنفيذها الآن أم كان يمكن تأجيلها؟!.

سأل الطلاب كثيرا، وتحدثوا بحرقة، والمؤكد أن الحكومة خسرت جبهة الشباب بصورة شبه كاملة.. ولا يمكن أن نلوم الطلاب بالطبع رغم اندفاعهم وتأثرهم الكامل بشبكة التواصل الاجتماعى، لكن على الحكومة أن تسأل نفسها: لماذا خسرت هذا القطاع العريض والأهم هل لديها خطة واضحة وفعالة لاستعادتهم؟؟.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي