أيتها الأمهات تحركن! - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 1:49 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أيتها الأمهات تحركن!

نشر فى : الجمعة 28 أبريل 2017 - 10:00 م | آخر تحديث : الجمعة 28 أبريل 2017 - 10:00 م

تقول إحدى الأمهات بأسى، إنها وجدت فى مدرسة أولادها الأهلية، ملصقا ينص على أن المدرسة لا تقبل الخطابات الموقعة من الأم فى حال حاجة الطالب للخروج مبكرا، الملصق مكتوب باللغة الإنجليزية ويخاطب الطلاب، وترجمته: «لن يسمح لك بالخروج المبكر إلا بإحضار خطاب موقع من والدك أو ولى أمرك، أمك ليست ولية أمرك».
حين تقول المدرسة للطالب: أمك ليست ولية أمرك ولن نقبل منها خطابا حول شأن يخصك، فإن المعنى الحرفى لذلك هو: أمك (لا شىء)! فأى رسالة تربوية تريد هذه المدرسة أن توجهها لأبناء الجيل!
كتبت تلك الأم فى رسالتها الإلكترونية تنتقد تصرف المدرسة، وتقول ساخرة: «احتقار المرأة فى الصغر كالنقش على الحجر»، لكنها لم تزد على شىء من ذلك!
لو كنت أما لأولاد فى هذه المدرسة لعمدت إلى سحبهم منها، فما حاجتى إلى مدرسة تلقن أولادى أن لا قيمة لرأيى، وأنى لست أهلا لأن أتخذ قرارا مناسبا فى شأن يخصهم!
هذه المدرسة وأمثالها، ليست جديرة بأن نرسل أولادنا ليتعلموا فيها، فهى إما أن يكون القائمون عليها أجانب يجهلون أنظمة البلد ويجتهدون من عند أنفسهم فيقعون فى كوارث تربوية كهذه، وإما أن يكونوا مؤمنين فعلا بأن الأم ليست أهلا لأن تتخذ قرارا سليما بشأن طفلها، وهذه كارثة أعظم وأكبر!
ولو أنى مكان هذه الأم المنزعجة من تصرف مدرسة أولادها، لما اكتفيت بالتهكم على ما ورد فى الملصق المذكور، ولبادرت إلى اتخاذ تصرف عملى يعلم القائمين على المدرسة احترام الأمهات والاعتراف بقيمتهن ومكانتهن. لقد كان بإمكان هذه الأم أن تكون أكثر إيجابية فتعمل على طلب المساندة من كل الأمهات اللاتى لهن أولاد يدرسون فى هذه المدرسة، فيذهبن جميعهن إلى إدارة المدرسة ليخيرنها ما بين تعديل أنظمتها المهينة للأمهات، أو سحب أولادهن منها، فلا خير يرجى من مدرسة تلقن طلابها أول ما تلقنهم تدنى مكانة أمهاتهم!
تسامح النساء وتغاضيهن أمام ما يوجه لهن من إهانات، هو ما يجعل الآخرين يتمادون فى إهانتهن، فغالبا تتساهل النساء مع مثل هذه المواقف ويقفن صامتات بسلبية بالغة، لكن الصمت تشجيع، فلا بد للنساء من تغيير أسلوبهن المتسامح وكسر حاجز الصمت باتخاذ مواقف صارمة وحازمة ضد كل من يتطاول عليهن ويتجرأ على جرح كرامتهن.
لو أن تلك المدرسة علمت أن الأمهات سيثرن فى وجهها، وسيقلبن الأمر ضدها، لما جرأت على تدوين تلك العبارة المهينة لهن.
وقوف المرأة سلبية عند التطاول عليها، يحملها وزر ما تقذف به من إهانات!

عكاظ ــ السعودية
عزيزة المانع

التعليقات