وأنت تتظاهر .. الثورة بوصلتنا - مصطفى النجار - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 10:41 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وأنت تتظاهر .. الثورة بوصلتنا

نشر فى : الجمعة 28 يونيو 2013 - 9:05 ص | آخر تحديث : الجمعة 28 يونيو 2013 - 9:05 ص

مصر على موعد مع التغيير، كل ما فى الأفق يؤكد أن هناك موجة ثورية قادمة، قد تكون أكثر قوة واتساعا من كل ما مضى، وقود الغضب القادم هو اليأس والإحباط من نظام حاكم لم يوف بعهوده.

 

وتحلى بالعناد والاستكبار والاستعلاء فى مواجهة ملايين الحالمين بنجاح الثورة، أكمل هذا النظام بفشله وسوء أدائه الإجهاز على الثورة حين قدم الجماعة على الوط، وأدار ظهره لكل الناصحين المخلصين، مغترا بتنظيمه وجماعات أخرى تخلط الدين بالسياسة وتسىء للدين عبر ممارسات لا تمت للدين بصلة.

 

يقول التاريخ إنه لا جماعة تهزم شعبا، ولا تنظيما يبتلع وطنا، ومهما استطال بنيان أى تنظيم يبقى نقطة ماء فى بحر إذا قارناه بحجم الشعب، موجات الغضب الشعبى ستحيط بكل المغرورين والمتكبرين والمغيبين والواهمين وسيفيقون من أحلامهم ليتذوقوا مرارة السقوط.

 

وأنت تتظاهر من أجل الوطن تذكر أن هدفك الأول تمكين الثورة وتحقيق أهدافها، أنت لم تنزل من بيتك للصراع على السلطة ولا تأييد لشخص أو حزب وإنما تشارك لتسترد ثورتك وتحقق أحلام الملايين من المقهورين والمهمشين.

 

لا تسأل أحدا عن انتمائه، فمن رفع علم مصر وهتف بمثل ما تهتف  من أجل الثورة مرحبا به شريكا فى إنجاح الثورة، أما من رفع صورة شخص أو هتف بعودة النظام البائد أو هتف ضد الديمقراطية والدولة المدنية فلا مكان له بيننا.

 

لا تعط لنفسك الحق فى توزيع صكوك الوطنية على أحد، ولا تعاتب أحدا على مواقفه، فكل الناس ترنحت فى حالة الضبابية التى استمرت من بعد الثورة، والكل أخطأ بحسن نية ولكن تعود الثورة لتجمعنا مرة أخرى لنصطف من أجل مصر فلا عتاب ولا لوم ولا مزايدة ولا تشكيك، من يقف بجوارك ومن نزل اليوم غفر له ما مضى.

 

•••

 

يمارسون ضدك الابتزاز ويقولون إن الثوار قد تحالفوا مع الفلول، لا تسمع لما يقولون فهو متناقض مع تحالفهم وتصالحهم وتطبيعهم مع النظام البائد وهم أولى بهذا الكلام منك، كما أنك تعرف الفارق بين رموز الفساد وأعداء الثورة وكارهيها وعبيد البيادات وبين ملايين المواطنين المصريين البسطاء الذين ربما تعاطفوا مع الرئيس المخلوع قبل التنحى أو حين شاهدوه فى قفص الاتهام أو حتى من انضموا للحزب الحاكم السابق خوفا من بطش النظام وبحثا عن الحماية لهم ولذويهم ولكنهم ظلوا شرفاء لم يتورطوا فى فساد ولا إفساد.

 

أما أذيال السلطة وجماعات المصالح ومدمنو السرقة والفساد الذين تربحوا من النظام السابق وعاشوا فى كنف فساده واستبداده وهم يمزقون أجساد المصريين وينهبون قوتهم إما بشكل مباشر وإما بالتطبيل والتأييد والنفاق لهذا النظام، هؤلاء منبوذون منا ولن نسمح لهم باستغلال غضبنا وثورتنا لاختراق صفوفنا وقيادة المشهد وحتى إذا اندس بعضهم بيننا وركب الموجة فعيوننا ترقبه وستلفظه الثورة رغما عنه، لأن الفارق بيننا وبينهم كبير، هم يشتاقون للعبودية والفساد ونحن دفعنا دماءنا وأرواحنا فداء للحرية وللخلاص من النظام الذى يريدون إعادته، فكيف نلتقى؟

 

لا تنزعج من ثوار ما بعد الثورة وإن ارتفعت أصواتهم بالمزايدة فهؤلاء حالة مؤقتة كالفقاعة التى تنتهى سريعا، أما الثوار الأصليون والحقيقيون فبوصلتهم الثورة، لا التباس ولا غبش ولا تردد لديهم، هم يعرفون أن الثورة تغيير جذرى فى الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ويعرفون أن تحقق أهداف الثورة يحتاج الى نفس طويل ونقاء ثورى لا تدنسه القلوب المريضة ولا الأفهام المختلة ولا محدثى الثورة ومدمنى الصراخ والمزايدات.

 

وأنت تهتف وتؤكد سلميتك ونبذك للعنف  تذكر وجوه الشهداء الذين رووا بدمائهم هذه الأرض من أجل كرامتك وحريتك ومستقبلك، لذا فاهتف من قلبك وجدد العهد بالوفاء للشهداء، لا تجعل تعثر الثورة وسخط بعض الناس عليها يصيبك بالوهن أو الانكسار، أنت قائد هذه الجموع وأنت شرارة التغيير التى سمحت لهؤلاء بأن تظهر أصواتهم، فلا تشك فى الثورة ولا ذنب لك أن هناك من اختطفها وانحرف بها عن مسارها، أنت اليوم ستصلح ما مضى، فثق فى نفسك وافتخر دوما أنك ثرت وجهرت بالحق فى وقت كان يختبئ فيه هؤلاء من فرط الخوف والهوان.

 

لولا أنت ما ظهر هؤلاء وأظهروا هذه الشجاعة المستحدثة!! فلا تعبأ بهم ولا بثرثرتهم، أنت لم تخطئ وليس عندك ما تعتذر عنه، بل عليهم هم الاعتذار أنهم سكتوا كثيرا وخافوا كثيرا فى زمن كنت تدفع فيه أنت ورفاقك الثمن، واليوم يحاولون ارتداء ثوب البطولة على حساب الأبطال الحقيقيين.

 

••• 

 

أنت اليوم تريد ازاحة النظام الفاشل وكذلك المعارضة البائسة التى انتهت صلاحيتها وحان وقت التقاعد لرموزها وعواجيزها لأنهم جزء أساسى مما نحن فيه الآن، أنت تشارك اليوم لتمكن جيل الشباب لكى تحكم الثورة ولن تستجير بالنار من الرمضاء.

 

لذا لن تطالب بحكم عسكرى لأن هذا لا يتفق مع ايمانك بمدنية الدولة ومطالب الثورة ولكن إذا تغير المشهد وعادت المؤسسة العسكرية رغما عنك للحكم مؤقتا، لن تهتف ضد جيشك ولن تناصبه العداء ولكن ستطلب منه أن يصلح أخطاء المرحلة الانتقالية السابقة التى دفعت الثورة ثمنها وستكون شريكا ورقيبا فى ترشيد فترة انتقالية قصيرة ونموذجية يتم فيها تهيئة المناخ لبدء بناء مؤسسات الدولة وصياغة دستور يعبر عن الثورة وعن توافق جموع المصريين.

 

بوصلتك الثورة، لذا فأنت ضد عودة النظام السابق وضد بقاء النظام الحالى وضد عسكرة الحياة السياسية، تذكر دائما أنك الثورة ومهما زاد حولك الخلط وفقدان الاتجاه وتبدل المواقف وسقوط المبادئ قل لهم: الثورة بوصلتنا.

 

مصطفى النجار عضو مجلس الشعب السابق
التعليقات