الانجليز أساتذة ولكنهم لا يتعلمون - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 2:19 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الانجليز أساتذة ولكنهم لا يتعلمون

نشر فى : الثلاثاء 28 يونيو 2016 - 8:45 م | آخر تحديث : الثلاثاء 28 يونيو 2016 - 8:45 م
** « you are not fit to wear the shirt »..

أنتم غير لائقين لارتداء الفانلة.. كان ذلك هتاف الجمهور الانجليزى الغاضب ضد لاعبيه فور انتهاء مباراة أيسلندا التى فازت، وكان فوزها أسوأ ليلة تمر على الكرة الإنجليزية بعد 66 عاما من خسارة المنتخب أمام أمريكا صفر / 1 فى كأس العالم بالبرازيل عام 1950.. وحين دقت آلات التيكرز تحمل خبر تلك الهزيمة من مراسلى الصحف الإنجليز فى بلاد السامبا، ظن البعض فى لندن أن النتيجة هى 10/صفر لمصلحة منتخب الأسود الثلاثة، وليس لأمريكا، وأن خطأ مطبعيا وراء خبر النتيجة الأولى.

** هزيمة إنجلترا من أيسلندا مفاجأة، وقنبلة، ولكنها ليست معجزة. وإنما المعجزة أن تفوز أيسلندا بكأس أوروبا. ويبدو أن تقييم النتائج والمنتخبات مشكلة عالمية وليست «شرق أوسطية وعربية ومصرية» فقط.. فقد تبنت صحف ووكالات أنباء فوز إنجلترا الفاصل والحاسم والمؤكد على أيسلندا قبل المباراة استنادا إلى أن الإنجليز هم أساتذة اللعبة، وأن انجلترا هى مهد كرة القدم، وأن منتخب الأسود الثلاثة حصد العلامة الكاملة فى التصفيات الأوروبية، دون النظر إلى المنتخبات المنافسة التى جمع منها العلامة الكاملة، وهى سلوفينيا وسويسرا، وسان مارينو، وأستونيا وليتوانيا.. وأضيف هنا أن إنجلترا التى أصابتها هزيمة وصفت فى صحفها بأنها العار والخزى كانت فى المستوى الأول ضمن التصنيف عند قرعة المجموعات.. وهذا إهداء إلى عازف الربابة صاحب موال التصنيف.

** بالطبع أيسلندا سجلت قنبلة فى تاريخ الكرة الأوروبية.. فهى دولة قد يساوى عدد سكانها عدد مدينة ليستر الإنجليزية وهى تمارس كرة القدم «بارت تايم»، ولاعبو الفريق هواة «بارت تايم».. لكن هذا المنتخب أطاح بهولندا فى التصفيات، وتعادل مع البرتغال وضاع منه الفوز على المجر فى النهائيات. وهو فريق لا يخشى المباريات الكبيرة، فلن يخسر شيئا إذا خسر، وهذا يقوى القلوب والأقدام. فأسوأ أعداء لاعب الكرة هو الخوف من الخصم ومن الضغوط.. ولذلك أصف لاعبى أيسلندا بالمحاربين.. وقد كان احتفالهم مع جماهيرهم بعد معركة اليانز ريفييرا، جميلا وحماسيا، وجاء الاحتفال فى حضور الرئيسين الحالى اولافور راجنار جريمسون، والمنتخب جودنى يوهانيسون الذى سيمارس مهام عمله فى أغسطس القادم.

** صبت الصحف الإنجليزية غضبها على المدرب روى هدسون الذى استقال من منصبه. ونال اتحاد الكرة نصيبه لأنه لم يطرد المدير الفنى بعد مأساة كأس العالم بالبرازيل قبل عامين. وصحيح يتحمل المدرب المسئولية لكن منتخب انجلترا يفتقد منذ نصف قرن للمهارات الدولية، بما فى المهارات من مواهب فردية وجماعية وتكتيكات وتحركات، ولم يتعلم الإنجليز كيف يتغيرون كما فعل الألمان، الذين كانت كرتهم صماء، وآلية، وتستند على القوة قبل العقل، وعلى اللياقة قبل المهارة.. وقد جمعت الكرة الألمانية منذ 14 عاما بين الأربعة.. وللأسف الإنجليز أساتذة ولكنهم لا يتعلمون.. وفى خمسة أيام فقط خرجوا من أوروبا مرتين.. مرة فى السياسة والاقتصاد ومرة فى كرة القدم.

**************

** أفضل تعليق على إعلان ميسى الاعتزال الدولى جاء من غريمة فى الإعلام كريستيانو رونالدو، الذى قال له: «تراجع عن قرارك. فأنا أدرك حجم الضغوط التى تعانى منها. لكنك مازلت قادرا على العطاء مع المنتخب».

أما أصدق تعليق فكان من فيدى رويز المشجع الارجنتينى على تويتر: «خسارة النهائى أمر يحدث فى عالم الرياضة. لكن خسارتك «ميسى» هى الاكثر إيلاما»..!
حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.