مبادرات شبابية - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 6:53 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مبادرات شبابية

نشر فى : الإثنين 28 يوليه 2014 - 9:10 ص | آخر تحديث : الإثنين 28 يوليه 2014 - 9:10 ص

على مدى ثلاثين يوما، قدم زميلنا الإعلامى المحترم محمد على خير ثلاثين مبادرة شبابية لمحاربة الفقر ومساعدة المحتاجين، عبر برنامجه الإذاعى «صندوق الخير» على محطة 9090.

مبادرات بسيطة للغاية، يقوم معظمها على جهود شبابية خالصة دون مساندة من جهات حكومية أو حتى مؤسسات أهلية مستقرة.

أغلب القائمين على هذه المبادرات شباب جامعى، قرروا أن يقوموا بعمل إيجابى لمساعدة الغلابة، فى العشوائيات والمناطق الأكثر فقرا، اعتمادا على ما يمكنهم استقطاعه من مصروفهم، وتبرعات أهاليهم والقريبين منهم.

المبادرات متنوعة، بعضها يهتم بتوفير الطعام للأسر الفقيرة، وبعضها بتوفير الدواء أو الملابس أو البطاطين، بل إن منها من يبحث عن الأسر التى تحتاج لـ«تسقيف» منازلها.

يجمع بين هذه المبادرات قواسم مشتركة، أولها أن الحصيلة المتجمعة لدى القائمين عليها محدودة للغاية، بما يعوقها عن تحقيق أهدافها، خصوصا أنها لا تعمل تحت مظلة مؤسسة خيرية أكبر تقدم لها دعما يمكنها من التوسع والانتشار، وثانيها أنها جميعا غير مشهّرة فى وزارة الشئون الاجتماعية، أى أنها لا تعمل ضمن إطار قانونى، وهو ما يعرضها لمخاطر تهدد استمرارها، كما أنه يفتح بابا واسعا للنصب باسمها.

وثالثها، أنها فى معظمها تعمل فى العاصمة، صحيح أن القاهرة بها مايزيد على 1100 منطقة عشوائية، لكن العشوائيات تمددت وتناسلت حتى صارت سمة عامة لمحافظات مصر جميعها.

أما السمة الأهم التى جمعت بين أكثر المشاركين فى هذه المبادرات، فهى إنهم فوجئوا بحجم مشكلة الفقر فى المحروسة، فقد أتاحت لهم هذه المبادرات التجوّل فى مناطق لم تطأها أقدامهم من قبل، أماكن سمعوا عنها فى أفلام خالد يوسف لكنهم لم يتصوروا وجودها على هذا النحو، بل إن بعضهم اكتشف أن الواقع أكثر قسوة وإيلاما مما يرونه على شاشة السينما.

كل من استمعت إليهم من الشباب والفتيات القائمين على هذه المبادرات، أبدى دهشة حقيقية مما رآه، لكنه فى الوقت ذاته، أبدى استعدادا وتصميما أكبر على مساعدة هؤلاء الناس وتحسين شروط حياتهم، وهو ما يؤكد على ضرورة مساندة هؤلاء الشباب ودعم مبادراتهم، واستغلال طاقاتهم الإيجابية وحبهم لفعل الخير، بما يعظّم فوائدها ويوسّع دائرة المستفيدين منها.

ما أقترحه هو أن تبادر مؤسسات خيرية مستقرة مثل مصر الخير أو بنك الطعام أو غيرهما، بتبنى هذه المبادرات الشبابية البسيطة ودعمها، أو تسعى وزارة الشئون الاجتماعية إلى توجيه هذه المبادرات نحو المؤسسات الخيرية التى تعمل فى الإطار ذاته كى تدمج معا، لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من تبرعات أهل الخير.

بالنسبة لى، فقد أكدت هذه المبادرات، رغم بساطتها، على عدة معان، أولها أن مصر بخير، وأن الخير سيظل فيها وفى أهلها بإذن الله إلى يوم الدين، وثانيها أن العمل الأهلى يمكن أن يسهم بنصيب كبير فى تحسين أحوال الناس إذا أحسن تنظيمه، دون أن يلغى ذلك بالطبع الجهد الحكومى فى هذا الإطار.

وثالثها، أن فى شباب مصر خيرا كثيرا، وأن بينهم من يعمل بجد على مساعدة بلده وأهله، عبر جهد حقيقى على الأرض، دون صراخ أو تهويل، لا من خلال الفضائيات ولا بدعم من الجمعيات إياها، ودون أن يضع كوفية حول رقبته أو يسمى نفسه ناشطا سياسيا.

كل عام ومصر بخير.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات