العرب ٢٠١٤.. الفلسطينى يواجه آلة القتل الإسرائيلية وحيدًا - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 10:38 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العرب ٢٠١٤.. الفلسطينى يواجه آلة القتل الإسرائيلية وحيدًا

نشر فى : الخميس 28 أغسطس 2014 - 7:30 ص | آخر تحديث : الخميس 28 أغسطس 2014 - 10:10 ص

بقبول حكومة إسرائيل وقبول حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى «للهدنة الدائمة» بوساطة مصرية يتوقف (ولو إلى حين) عدوان آلة الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وتتوقف جرائم الإبادة/ جرائم الحرب/ الجرائم ضد الإنسانية التى أسقطت أكثر من ٢٠٠٠ من الشهداء وآلاف المصابين ودمرت المقومات المادية للحياة. الآن تأتى لحظة تحليل الواقع الفلسطينى والإقليمى والدولى الذى أحاط بالعدوان الإسرائيلى، وحساب التداعيات وثنائيات المكاسب - الخسائر، والتفكير الموضوعى فى مستقبل فلسطين وحق شعبها فى تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وحل قضية اللاجئين، والعمل المنظم على توثيق جرائم الإبادة والحرب الإسرائيلية وتقديم المتورطين بها من رسميين وسياسيين وعسكريين وأمنيين إلى العدالة الدولية.

واجه الشعب الفلسطينى فى غزة العدوان الإسرائيلى بمفرده وبسلاح فصائل المقاومة - وكنت من الذين تمنوا منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلى أن تنتفض كل فلسطين سلميا ضد الاحتلال والاستيطان وعبث أوسلو التفاوضى الذى سمح بالتهام الأرض وبحصار وجرائم مستمرة واختزل السلطة الفلسطينية فى وكيل أمنى للمحتل.

واجه الشعب الفلسطينى فى غزة العدوان الإسرائيلى وسط حالة معتادة من اللافعل الدولى، ووضعية غير مسبوقة عمادها تزاوج اللافعل العربى الرسمى مع صمت الحكومات المطبق، وتطور محزن تمثل فى تجاهل عموم الشارع العربى للأيام الخمسين للعدوان - إذا ما استثنينا الأردن وبعض الفعاليات المحدودة فى مصر وتونس والمغرب.

وفى مصر، اقتصر الدور الرسمى على جهود الوساطة لوقف «الأعمال العدائية بين الطرفين» والعودة إلى هدنة ٢٠١٢ دون رفع لحصار قطاع غزة، وتواصل التنصل من فتح معبر رفح وتقنين ذلك بسيادة مصرية خالصة. أما الإعلام الحكومى والخاص فى مصر، فقد شهد ترويجا كارثيا لخطاب كراهية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة وسقوطا للكثير من الكتاب والصحفيين والشخصيات العامة فى تبنى مقولات تجريم حركات المقاومة التى اتهمت زيفا بالتسبب فى «الاعتداءات الإسرائيلية» .

هوجمت حركات المقاومة أيضا فى الإعلام الحكومى والخاص المصرى بادعاء تآمرها على مصر مع أطراف إقليمية عربية وغير عربية ومع التنظيم الدولى للإخوان المسلمين - وكل ذلك على خلفية التنازع الداخلى المصرى بين منظومة الحكم/ السلطة وبين جماعة الإخوان المسلمين التى تحسب عليها حماس وفصائل إسلامية أخرى. وتصاعد ذلك إلى تخوين وتشويه للأصوات المصرية التى تضامنت مع فلسطين، وطالبت بتحمل منظومة الحكم/ السلطة فى مصر لمسئوليتها الوطنية والعربية بالعمل على وقف العدوان الإسرائيلى دون تورط عسكرى مصرى وبفتح معبر رفح بسيادة مصرية خالصة لإنهاء حصار القطاع دون إغفال لضرورة فتح كافة المعابر الأخرى لغزة، واشتركت فى الجهود الشعبية للإغاثة الطبية والإنسانية

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات