رسالة من أبوالغار حول القناة والمعلومات - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 9:37 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رسالة من أبوالغار حول القناة والمعلومات

نشر فى : الجمعة 28 أغسطس 2015 - 3:30 ص | آخر تحديث : الجمعة 28 أغسطس 2015 - 3:30 ص

عقب نشر مقالى فى هذا المكان، صباح السبت الماضى 22 أغسطس، تحت عنوان« قناة السويس.. من المقصر فى عرض المعلومات؟»، تلقيت رسالة بالبريد الإليكترونى من الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، جاء فيها الآتى:
قرأت مقالك عن مشروع تطوير قناة السويس وسعدت بقراءة رأى الخبيرين شيرين حسن ويحيى غريب. وأنا أتفق معك على أن أكبر جزء من المشكلة، هو نقص المعلومات وخاصة للشعب المصرى وخبرائه، وتوافرها للأجانب عن طريق الشركات الأجنبية التى شاركت فى المشروع، وهو أمر غريب. ولكن هناك أمورا أخرى أكثر أهمية، وهى أن مشروعات مصر العملاقة ليست لها دراسة جدوى معروفة تمت مناقشتها على الأقل من الخبراء فى مختلف الاتجاهات، وهذا الأمر فى منتهى الخطورة، وهو بالفعل ما حدث فى توشكى التى عارضها بوضوح خبراء مصريون عالميون، وعلى رأسهم الراحل الدكتور رشدى سعيد، وتم تنفيذه حتى يتوج مبارك بمشروع ضخم، وضاعت تسعة مليارات جنيه من فقراء المصريين.
الأمر الثانى، هو عدم مناقشة الخبراء من مختلف الجهات فى البدائل المتاحة، وهل كان تعميق القناة بمبلغ ربما أقل مما صرف على التطوير الحالى يمكن أن يزيد من مرور الحاويات ذات الغاطس الكبير، وبذلك تحدث زيادة حقيقية وكبيرة فى إيراد القناة؟.
الأمر الثالث، هل كان القرار السياسى بضغط مدة الإنشاء إلى عام واحد قرارا سليما؟، وما هى الزيادة فى التكاليف الناتجة عن هذا القرار؟
الأمر الرابع هو، هل كان التعميق وحفر الأنفاق وإنشاء البنية التحتية لمشروع شرق القناة أكثر فائدة من المشروع الذى تم؟.
كل هذه النقاط يجب مناقشتها قبل أخذ القرار، حتى نقلل من احتمال المطبات الاقتصادية بسبب قرارات سياسية وبدون سماع وجهات نظر مختلفة.
أنا لا أختلف على أهمية المشروعات العملاقة، وعلى وطنية أصحاب القرار ولاخبرة وكفاءة الاقتصاديين والمهندسين الذين قاموا بالمشروع، ولكن فى الأغلب كنا سنتفادى بعض الأخطاء وهذا درس للمستقبل.

انتهى كلام الدكتور أبوالغار، وأتفق معه فى معظم ما ذهب إليه، وأضيف أننا نعانى من مشكلتين متناقضتين، الأولى، هى شح معلومات الحكومة، ويقابلها سيلان من الآراء غير العلمية أو غير المتخصصة فى الكثير من القضايا. وسمعت خبيرا بحريا مرموقا يقول إن من يريد مناقشة قناة السويس الجديدة وتقييمها ومستقبلها لابد أن يكون متخصصا أو فاهما ومتابعا على الأقل لتطورات النقل البحرى.

أتفق مع هذا الرأى، وسنفترض أن غالبية المواطنين ليسوا خبراء فى الملاحة البحرية حتى يتحدثوا ويفتوا فى هذا الموضوع المتخصص، والسؤال هو: لماذا لم تبادر الحكومة وتستضيف كل الخبراء الحقيقيين فى هذا الشأن وتستمع إليهم وإلى حججهم المؤيدة والمعارضة على الأقل لكى « تريح دماغها من غلاسة بعض الإعلاميين والناشطين»؟!.

مرة أخرى، نحن لا نتحدث هنا عن الهواة أو المشككين أو أصحاب « نظرية إن طشت الغسيل أوسع من القناة»!، نحن نتحدث عن الخبراء وأهل الاختصاص الفعليين فى هذا المجال. الحمد لله أن القناة تم إنجازها فى موعد قياسى، وأنها ساهمت فى رفع الروح المعنوية للمصريين، وسيكون لها دور مهم فى تحصين الأمن القومى لمصر مستقبلا، لكن نتمنى أن نتعلم الدرس فى المشروعات الكبرى المقبلة، ويمكن لهيئة قناة السويس من الآن أن تبادر وتتصل بكل المختصين والمهتمين بمشروع تنمية القناة وتناقشهم وتستمع إلى كل حججهم وأفكارهم وتحفظاتهم، فربما قدموا نصائح أو اقتراحات لإنجاح المشروع، أو على الأقل فلن يخرج أحد بعد ذلك ويقول « لم نكن نعلم!!!».

عماد الدين حسين  كاتب صحفي