العدو رقم ١٣ للسيسي - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 12:36 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العدو رقم ١٣ للسيسي

نشر فى : الأحد 28 أغسطس 2016 - 9:10 م | آخر تحديث : الأحد 28 أغسطس 2016 - 9:10 م
يوم الثلاثاء الماضى كتبت فى هذا المكان مقالا بعنوان «أخطر ١٢ عدوا للسيسى». بعدها فوجئت بردود أفعال متنوعة، مؤيدة ومعارضة، من وزراء ومسئولين وأصدقاء وزملاء وقراء.

غالبية ردود الأفعال كانت تقترح إضافة أعداء آخرين للقائمة، وبعضها يطالب بحذف أعداء معينين، والبعض الثالث يرى عدوا أخطر من عدو آخر.

ولكل هؤلاء أجبت وأجيب بأن هذه القائمة تعبر عن وجهة نظرى الشخصية، وبالتالى فهى ليست قرآنا منزلا وغير ملزمة لأحد، وهى يمكن أن تكون صحيحة أو خاطئة أو بين بين!!!.

تحديد قوائم الأعداء والخصوم والتحديات مسألة نسبية وتتعلق بأمور كثيرة منها الزاوية التى تنطلق منها، والمبدأ أو المعتقد الذى تؤمن به، وحجم إلمامك بالتطورات المحيطة، بل وبالزمان الذى تتكلم فيه.

بعض الأصوات الإخوانية مثلا، لم يعجبها ــ وهذا أمر طبيعى ــ أن أضعها ضمن القائمة، وأحدهم بعث لى برسالة خلاصتها أن النظام هو أكبر أعداء نفسه، فى حين أن بعض الأصوات الفلولية قالت إن الإخوان هم العدو رقم واحد وما كان ينبغى أن أؤخر ترتيبهم إلى رقم ١١.

مرة ثانية: ما كتبته هو اجتهاد شخصى طبقا لتصوراتى الخاصة ولا أستطيع أن ألزم به أى شخص، أكتب ما أراه صوابا، وهو يقبل الخطأ وأحترم كل الاجتهادات الأخرى.

لكن وللموضوعية، وبعد قراءة كل التعليقات والآراء وإعادة التفكير، أعتقد أنه يمكن إضافة عدو كبير ربما سهوت عنه أو لم أعطه ما يستحقه من تقدير وخطورة وأهمية..

هذا العدو هو عبارة عن تيار كبير يعتقد أنه يدافع ويحب السيسى، لكنه الأكثر خطرا عليه ربما من بعض أعدائه.

معظم هذا التيار موجود فى أماكن كثيرة لكنه أكثر نشاطا فى دوائر الإعلام. بعض أفراده بمجرد أن يقولوا إنهم يدافعون عن الرئيس، فهم يسيئون إليه. هم النموذج الأكثر صدقا للمثل الشعبى «الدبة التى تقتل صاحبها»، بعضهم يحب السيسى فعلا وليس تمثيلا أو نفاقا، لكنهم مكروهون لدى غالبية الفئات الشعبية. بعضهم منافقون، لكل العصور، ومنهم من أيد حسنى مبارك حتى عصر الجمعة ١١ فبراير ٢٠١١ ومحمد مرسى حتى مساء ٣ يوليو ٢٠١٣، ولو كان لحق السادات لأيده حتى ظهر ٦ أكتوبر ١٩٨١، وكذلك جمال عبدالناصر حتى مساء ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠.

وللموضوعية، فعدد من هؤلاء أدى دورا مهما فى الحشد لـ٣٠ يونيه، وفى الأيام الصعبة طوال عام ٢٠١٤، لكن، وبعد أن هدأت الأمور، واستقرت الأحوال للنظام، فإن الزمن تجاوز معظم أطروحاتهم وصار بعضهم نقطة ضعف واضحة تحسب على النظام وليس لصالحه.

بعض أهل الحكم يقول: «ولماذا تحسبون هؤلاء على الدولة والحكومة، وإننا لم نكلفهم بأن يفعلوا ما يفعلون؟»!!!.

يا سلام.. بالتجربة ثبت أن الدولة حينما تريد أن تقول لشخص توقف فإنه يتوقف، وبالتالى فالرأى العام ليس مخطئا حينما يحاسبها على أمثال هذه النماذج الفجة فى التأييد الأكثر فجاجة؟

تحتاج الحكومة وكل أجهزتها للانفتاح على كل الآراء بما فيها الآراء المعارضة مادامت تعمل تحت سقف القانون والدستور.

الحكومة هى التى تخسر حينما يسود اعتقاد بأن هذه النماذج ــ خصوصا فى الإعلام ــ هى التى تتحدث باسمها وتتحرك بأمرها..

أعداء السيسى والحكومة وربما مصر فى الداخل والخارج معروفون، لكن العدو الأخطر هو الذى يكون «كامنا» ويتعامل مع الجميع باعتباره من أهل البيت.. خطورة هذا العدو أكبر بكثير من بقية الأعداء. هو مثل الفئران التى تواصل قرض وتخريب خشب السفينة، فيتفاجأ الجميع بأنها على وشك الغرق.. وبالتالى فالأمر يحتاج إلى شبكة لاصيطاد الفئران أو فى أسوأ الأحوال ألا يسمح لها بالخروج من الجحور!!!.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي