التحدى التالى لإسرائيل: الصواريخ الدقيقة الموجهة من غزة - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 8:54 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التحدى التالى لإسرائيل: الصواريخ الدقيقة الموجهة من غزة

نشر فى : السبت 28 أكتوبر 2017 - 9:25 م | آخر تحديث : السبت 28 أكتوبر 2017 - 9:25 م

يعتقد عدد كبير من كبار الضباط العسكريين فى إسرائيل، أن أكبر تحد تطرحه إيران فى هذه الأيام هو إمكانية الإنتاج الذاتى لصواريخ دقيقة وموجهة من خلال إضافة أجهزة ومكونات أخرى إلى الصواريخ البسيطة، بحيث تصبح أكثر قدرة على إصابة الهدف بدقة. ويشكل هذا الأمر مصدر قلق كبيرا بالنسبة إلى إسرائيل نظرا للعلاقات الوثيقة التى تربط إيران بحزب الله وتحسن علاقتها بـ«حماس».

إن المعرفة المطلوبة من أجل تطوير هذه الصواريخ موجودة، والصناعة العسكرية الإيرانية متقدمة فى هذا المجال. وتنوى إيران بالإضافة إلى توسيع وجودها فى المنطقة إنتاج صواريخ فى سوريا، كما أنشأت مصنعا فى لبنان من أجل تحويل الصواريخ القديمة وجعلها موجهة وأكثر دقة.

ولا تقتصر الخطة على الساحتين السورية واللبنانية، إذ تريد إيران بناء مصانع مشابهة فى اليمن من أجل حلفائها الحوثيين، الذين لا يزالون يسيطرون على مناطق عدة من اليمن بما فيها العاصمة صنعاء، ويخوضون حربا ضد التحالف الذى تقوده السعودية.

على هذه الخلفية، تراقب إسرائيل ما يجرى فى غزة بكثير من الاهتمام. ومع عودة الحرارة إلى العلاقات مع «حماس»، فعلى الأرجح أن تسعى إيران إلى إنتاج صواريخ دقيقة فى غزة أيضا. أخيرا وخلال زيارة قام بها إلى طهران وفد من كبار أعضاء الحركة، صرح مستشار وزير الخارجية الإيرانى بأن «إيران ستعطى حماس كل ما تريده».

حتى الآن لم تبدأ أعمال ملموسة فى لبنان واليمن وغزة لإنتاج الصواريخ الدقيقة، لكن الخطة موجودة. ووفقا لتقارير أجنبية، فإن الهجمات التى يشنها الطيران الإسرائيلى فى سوريا تهدف إلى منع انتقال المواد والأسلحة التى تساعد حزب الله وإيران فى جهودهما.

علاوة على ذلك، تشعر المؤسسة الأمنية بالقلق حيال إمكانية انتشار قوات إيرانية أو مؤيدة لها فى هضبة الجولان. فى الوقت الحالى تنتشر فى هضبة الجولان مجموعة من العناصر: ففى بعض المناطق يسيطر جيش النظام (ولا سيما فى شمال الجولان ووسطه)، وهناك مناطق أخرى واقعة تحت سيطرة تنظيمات المتمردين على طول الحدود ووسط الجولان، ويسيطر جيش خالد بن الوليد المتفرع من داعش على مناطق فى جنوب الجولان.

يحاول النظام السورى استعادة السيطرة على مناطق فى الجولان. وتحدثت تقارير عن قصف كثيف للنظام بالقرب من بلدة بيت جان، فى سفح جبل الشيخ. ويبدو أن الرئيس السورى بشار الأسد يواصل تقدمه البطىء نحو السيطرة على المزيد من المناطق من خلال حصار القرى وقصفها حتى تعلن استسلامها.

ثمة دور أساسى تلعبه روسيا فى هذه المعركة. وهدف روسيا هو التوصل إلى اتفاق من أجل استعادة سيطرة نظام الأسد على الحدود مع الأردن وإسرائيل. ونظرا إلى أنه ليس من مصلحة روسيا تصعيد الوضع مع إسرائيل، فإن من مصلحتها الضغط على إيران وحزب الله من أجل تخفيف وجود قواتهما فى هذه المناطق. لكن المشكلة أن روسيا لاتزال بحاجة إلى هذه القوات للقضاء نهائيا على المتمردين.

على الرغم من التقارير التى تحدثت عن تدهور العلاقات بين روسيا وإيران وحزب الله ونظام الأسد، فإن التعاون بين جميع هذه الأطراف لا يزال مستمرا بسبب وجود مصلحة مشتركة بينهم هى ضمان بقاء نظام الأسد. لكن من الواضح أيضا أن لكل طرف مصالح وتطلعات مختلفة.

ترغب روسيا فى الاحتفاظ بمرفأ لها على الساحل السورى فى البحر المتوسط. وتسعى إيران من خلال توسعها فى سوريا إلى إنشاء قاعدة لها ضد إسرائيل. قد يكون الأسد أصبح مدينا لطهران أكثر من الماضى، لكن بخلاف الرأى السائد فهو لم يفتح أمامها جميع الأبواب ولم يقدم لها جميع الأرصدة.

يشكل حزب الله عنصرا مهما أيضا فى هذه المعادلة من خلال توظيفه العديد من إمكاناته فى الحرب الأهلية السورية. لقد كلف «حزب الله» تورطه فى الحرب فى سوريا أكثر من 2000 قتيل، أى أكثر ثلاث مرات من عدد القتلى الذين سقطوا للحزب فى حرب لبنان الثانية.

فى السنوات الماضية تحدثت تقارير عن سحب حزب الله قواته من سوريا، لكن الحزب لا يزال هناك. لكن يبدو أن حزب الله بدأ يفكر فى اليوم التالى لانتهاء الحرب فى سوريا، وهو على ما يبدو ليس معنيا بالاستمرار فى وجوده الكثيف فيها، ولا يمانع من التخفيف من وجوده، فالوجود الإيرانى فى المنطقة إلى جانب الوجود الروسى المحدود سيكون ملائما لحسن نصر الله الذى لن تكون لديه مشكلة فى وضع عناصره فى مراكز مراقبة فى هضبة الجولان. وهذا أمر لا بد أن يكون موضع اهتمام كبير فى إسرائيل.

التعليقات