مشروع كورنيش الإسكندرية – الحقيقة الغائبة - هيثم ممدوح عوض - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 4:38 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مشروع كورنيش الإسكندرية – الحقيقة الغائبة

نشر فى : الإثنين 28 نوفمبر 2016 - 11:05 م | آخر تحديث : الإثنين 28 نوفمبر 2016 - 11:05 م

مشروع كوبرى الكورنيش حال اكتماله سيمثل بدون أدنى شك إضافة متميزة للبنية الأساسية لمدينة الإسكندرية وسيقضى أو يقلل من التكدس المرورى عند مدخلى شارعى المشير أحمد إسماعيل والمعسكر الرومانى. فى السنوات الأخيرة وخاصة فى أشهر الصيف نتيجة لعدم وجود تقاطعات حرة عند مدخلى هذين المحورين ونقطتى الالتفاف عند مصطفى كامل وكليوباترا. عشرات الحوادث والتصادمات كانت تحدث كل يوم عند هذه البؤر الأربع. الجميع بالإسكندرية يعرف جيدا أنه وقت الذروة يتوقف المرور تماما بشارع المعسكر الرومانى الممتد لأكثر من 700 متر من طريق الحرية إلى الكورنيش ويسبب توقف المرور التام بالكورنيش، نتيجة لتكدس السيارات عند مدخل المعسكر الرومانى، ونفس الشىء يحدث بحدة أقل عند مدخل شارع المشير أحمد إسماعيل. من المؤكد أن المشروع خلال فترة الإنشاء له آثار سلبية نتيجة وجود ازدحام مرورى خانق وغير محتمل، ولكن حال اكتماله فإن الوضع المرورى سيكون أفضل وبمراحل مقارنة بالوضع قبل بداية المشروع ولن تأخذ الرحلة من كيلوباترا إلى ستانلى فى وقت الذروة أكثر من دقيقتين مقارنة بـ 15 دقيقة حاليا.

الجميع بالإسكندرية يتذكر ما كانت تعانى منه المدينة على محور الكورنيش من سنة 1986 إلى 1988 عند تنفيذ مشروع خطوط الصرف الصحى الرئيسية وكذلك من 1994 إلى 1999 عند تنفيذ المراحل الخمس للتوسعة. المشكلة الأساسية الحادثة حاليا تتمثل فى:
عدم قيام الأجهزة الرسمية الحكومية بعقد جلسة استماع قبل بداية المشروع وعدم حدوث مشاركة مجتمعية وتقديم دراسة تقييم تأثير بيئى قانونية قبل بداية الإنشاء. إضافة لعدم وضع خطة متميزة لتخفيف الآثار السلبية أثناء إنشاء المشروع من تحديد محاور بديلة. هذا إلى جانب عدم توضيح الجدول الزمنى للمشروع حيث أعتقد أن مشروعا بهذا الحجم من الصعب جدا الانتهاء منه قبل 31 مايو القادم، بل هناك احتمال لامتداد الأعمال خلال فترة الصيف. والمشكلة الضخمة ستظهر عند بدأ مراحل صب الخرسانة المسلحة وانتقال مئات السيارات إلى موقع المشروع حال عدم وجود محطة خلط مؤقتة فى الموقع، وإن وجدت المشكلة ستكون قائمة ولكن بحدة أقل نتيجة نقل مواد الخلط إلى موقع المحطة. وأخيرا، فإن وجود نشاط سياحى وخدمى فى منطقة بقلب الإسكندرية سيمثل عبئا مستداما على البنية الأساسية بهذه المنطقة. تسييس موضوع هندسى وخدمى أمر غريب وغير مفهوم وقصر الحديث عن اليخوت والدولفين خارج السياق الأساسى من تخفيف الازدحام المرورى وحل أكبر مشكلة تكدس مرورى على المحور الأكبر بالمدينة.

الخلاصة أنه مشروع عملاق له آثار سلبية مؤقته خلال فترة الإنشاء ولكن التأثيرات الإيجابية واضحة وملموسة ومستدامة. وإن الغد لناظره قريب.

هيثم ممدوح عوض استشارى دراسات تقييم التأثير البيئى وأستاذ الهيدروليكا بجامعة الإسكندرية
التعليقات