ملك ينحنى أمام جمهوره.. - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 3:26 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ملك ينحنى أمام جمهوره..

نشر فى : الإثنين 29 مايو 2017 - 10:35 م | آخر تحديث : الإثنين 29 مايو 2017 - 10:35 م
** منذ أشهر استعد فريق روما، واستعدت العاصمة الإيطالية، لوداع فرانشيسكو توتى.. وعقب انتهاء مباراة روما مع جنوة. تحول الملعب الأولمبى إلى مسرح للبكاء. بكى توتى. وبكى زملاء توتى. وبكى جمهور توتى. ولا أعرف لاعبًا إيطاليًا أحبه جمهوره كما أحب جمهور روما والمنتخب توتى. ومنبع هذا الحب الجارف هو عطاء اللاعب الجارف. وهو انتماء توتى لناديه على مدى 25 عامًا. على الرغم من عروض الاحتراف، وعلى الرغم من كل إغراءات السماسرة والوكلاء والفرق. فقد اختار توتى أن يكون سعيدًا حيث كان وحيث يكون. ووجد فى نهاية طريقة ثمن اختياره الذى لا يقدر بثمن..
** شارك توتى فى مباراته الأخيرة بدلًا من محمد صلاح. ولا أدرى هل هذا من حسن حظ صلاح أم من سوء حظ صلاح.. فقد كان بديله ملك روما فى عصرها الجمهورى. ملك غير متوج على الفريق وعلى العاصمة. وتألق توتى وأبدع حين شارك وهتف له الجمهور وانتظره الجمهور بعد انتهاء المباراة التى فاز بها روما 3/2.. مثلما ظل ينتظره قبل المباراة.. وهو يحمل أرقام فانلته. وسط نهر من البكاء يفيض بالحب والانتماء.. وتحدث الملك وقال: «كل شىء يبدو على ما يرام، يبدو كأننا فى حفلة، وصلنا أخيرًا لتلك اللحظة التى لم أكن أتمناها ولكنها حانت الآن»..
** فى يوم وداع توتى ملك روما تجلت مشاعر الوفاء والانتماء. وهذا النجم الذى يعد إسطورة لم يغضب يومًا حين جلس على دكة الاحتياطى. ولم يتأفف. ولم يشكو مدربه إلى الإعلام. ولم يزايد بشعبيته. ولم يتاجر بحب جماهير روما له. وهو ملك لم يصبه الغرور. ملك لم يتعامل مع النجومية على أنها سلطة.. ملك انحنى للناس ولحب الناس..
*************
** محمد الننى المحترف فى آرسنال الإنجليزى هو أول لاعب مصرى ينال شرف الصعود إلى منصة الشرف باستاد ويمبلى لاستلام ميداليات كأس إنجلترا بعد فوز آرسنال على تشيلسى 2/1 فى المباراة النهائية. وكان الننى شارك كبديل فى الوقت بدل الضائع..
تعليقًا على مشاركة الننى قال خبر لوكالة الأنباء الألمانية: إن اللاعب كتب اسمه بحروف من ذهب.. وقال البعض الآخر: إن الننى دخل التاريخ.. أليست تلك مبالغات. فماذا لو أن الننى شارك من البداية أساسيًا وسجل هدفًا أو صنع هدفًا أو منع هدفًا.. ماذا لو كان هو مسعود أوزيل فى المباراة نفسها؟
** الننى لاعب موهوب. ومجتهد واحترافه فى آرسنال مشرف. ومشاركاته تعددت مع فريقه.. وأنا أحب الننى الذى ظلمه الجمهور كثيرًا أثناء كأس الأمم الإفريقية. لكنى أكره المبالغات. أخشى من تلك المبالغات. أراها سببًا فى سلب التاريخ قيمته الحقيقية لأننا لم نترك شيئًا للتاريخ كى يسجله.. بعد أن جعلنا كل شىء تاريخيًا..

 

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.