قطار الثورة فى المحطة رقم (1) - جمال قطب - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قطار الثورة فى المحطة رقم (1)

نشر فى : الجمعة 29 يونيو 2012 - 8:55 ص | آخر تحديث : الجمعة 29 يونيو 2012 - 8:55 ص

بين الشك واليقين، وبعد تأخر غير مبرر غادر قطار الثورة (الجراج) ووصل إلى محطة رقم (1) وذلك بانتخاب د.مرسى رئيسا لجمهورية مصر عبر انتخابات هى الأكثر نزاهة منذ قيام الجمهورية فى مصر، نعم وصل قطار الثورة للمربع رقم (1) أى أول محطة فى طريق تحقيق أهداف ثورة يناير، ليس باعتبار مرتبة المنصب وأثره، إنما باعتبار ذلك من أوضح الرموز لزوال دولة الظلم، وبداية عهد جديد سوف يحاول كل المخلصين وما أكثرهم من شرفاء مصر أن يجعلوه ليس جديدا فحسب بل جديدا ومجيدا ومعلما للبشرية كلها حقوق الإنسان من أين تبدأ؟ وكيف تسير؟ وما هى سرعتها المقررة لها؟

 

نعم فقد مر أكثر من 500 يوم على سقوط رأس النظام المفسد، وقطار الثورة لم يتحرك فيها خطوة معقولة، بل ما تقدم القطار خطوة إلا وتراجع خطوتين، حيث كان التقدم عشوائيا من ناحية، ومتعجلا من ناحية ثانية، وفوق ذلك فقد أراد البعض أن تكون الحركة «محلك سر» ليبقى القطار منضبطا على ساعاتهم وليس على ساعة الثورة والمجتمع والتجهيز الضرورى لإعداد القطار «للرحلة الأولى».

 

(2)

 

إن محطات قطار الثورة ليست مناصب ولا سلطات، ولكنها اجراءات ينتظرها الجميع، ومن العيب والتقصير أن يتأخر القطار كل هذا الوقت دون أن يقطع مسافة معقولة فى طريق الثورة، والمسافة بين المحطة (1) وما بعدها تبدأ بإسقاط حزمة من قوانين العهد الفاسد وأن يتولى سرعة إسقاطها المجلس الأعلى للقوات المسلحة كسلطة تشريعية والرئيس المنتخب كرأس للسلطة التنفيذية، وأبرز هذه القوانين قانون الضريبة العقارية، وقوانين جباية رسوم النظافة دون أدنى خدمة؛وتعديل عقود الإذعان الحكومية إلى عقود رضائية فى (المياه، الكهرباء، التليفونات) وكذلك لابد أن يتقدم المجلس الأعلى للجيش والسيد رئيس الجمهورية إلى الجمعية العمومية لقضاة الاستئناف والنقض بضرورة إعداد مشروع قانون السلطة القضائية متضمنا انتخاب النائب العام ومساعديه من بين أعلى درجات القضاء وبواسطة جميع مستشارى الاستئناف والنقض.

 

(3)

 

وقد بدأت بضرورة تمكين القضاء من إصلاح ذاته والتدليل على قدراته أنه يستطيع حماية ذاته من نفسه أولا، ثم يحمى المواطنة وحقوق الإنسان، ثانيا ويبقى حارسا للعدالة، بعد أن يتخلص من تلك البقع التى لحقت بثوبه وإن كانت قليلة تراها العين المجردة

 

كذلك فإن أسرع وأهم محطات قطار الثورة هى محطات قريبة التناول ليست بحاجة إلى جهد التخطيط والتشريع، بل هى مسألة توفر الإرادة الثورية، والرغبة فى إخراج الشعب من أعتى أزماته وهذه المحطات هى:

 

● الطعام الجيد الرخيص استيرادا فوريا لينتعش المصريون حتى يستطيع الانتاج المصرى أن يغنى الأمة، وهذا أمر ميسور معروف لا يحتاج إلا لإجراءات منع الاحتكار والتربح، وتوفير ما يحتاجه الناس (وأسواق السودان والحبشة والصومال تبحث عن مشترٍ للحوم الجيدة والرخيصة وذلك حتى يتم انعاش الثروة الحيوانية فى مصر.

 

● الأمن الداخلى الذى يجب أن يغطى فورا كل شبر من أرض مصر وأن ينطلق العمل الأمنى من عقيدة «ضبط الجناة» إلى عقيدة «منع الجناية أفضل من ضبط الجناة» ولذلك اقتراحات جيدة وسريعة وغير مكلفة.

 

● الطرق والمواصلات وما أصاب العاصمة والمدن والمراكز من فوضى وعشوائية والخروج السريع الأمن من تلك الأزمة هو الذى يحتاج إلى وقت بعض الشىء، لكن ثمرات العمل يمكن أن تظهر فى أيام وأسابيع دون إضرار بأى طرف.

 

● النظافة وجمع القمامة، تلك الفضيحة الكبرى التى استدعى لها المفسدون شركات أجنبية تجرح الكرامة، وتتربح، وتزيد الطين بلة.

 

● خطة سريعة للخروج الآمن والمنتج من أزمات 50 منطقة عشوائية وهذه القضية قضية ثورة وإرادة ومسئولية سريعة يمكن للجيش والرئيس المنتخب سرعة إخراج الوطن والمواطنين من تلك الأزمات.

 

(4)

 

ولقد خصصت هذه المحطات الخمس للرحلة رقم «1» المنوط إنجازها بقطار الثورة المتصدى لقيادته «المجلس الأعلى للجيش بقدراته الهائلة، والرئيس المنتخب بإرادة شعبية» ولا ننسى أن هذه القيادة المشتركة مدعومة دعما شعبيا واسع النطاق بما لا يقل عن 25 مليون مواطن لهم حق الانتخاب قد تجاوبوا وحضروا وحملوا قيادة الجيش مع الرئيس النتخب سرعة الإنجاز..

 

فهل إلى خروج من تلك الأزمات المزمنة من سبيل؟

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات