** خرج عبدالله سيسيه من الكهف، وسجل هدف النقاط الثلاث للزمالك. هكذا اتجهت الأنظار كلها إلى سيسيه، فأصبح المنقذ، البطل، الهمام، ورأى الجميع أن الدفع به كان تغييرا ممتازا من جانب المدرب فيريرا.. وقد يكون ممتازا فى أنه اشترك مكان طلبة.. وقد تذكرت أن سيسيه هذا كان قبل ساعات من المباراة حديث الساعة والدقيقة فى الإعلام باعتباره أحد اللاعبين المرشحين بقوة للرحيل عن الزمالك.. ويحسب لسيسيه أنه كان فى المكان الصحيح لكى يتلقى تمريرة عمر جابر، لكن صانع الهدف هو أيمن حفنى بتمريرته العبقرية. صنعه بذلك القرار الذى أصدره عقله فى لحظة بالتمرير بكعبه إلى عمر جابر ليهدى سيسيه الأمل فى البقاء أو الرحيل بشرف.. ويحسب للمدرب البرتغالى إشراك يوسف أوباما جيدا بعد الجهد الذى بذله توفيق.
** قدم فريق الصفاقسى عرضا دفاعيا مائة فى المائة ولم يخاطر أو يغامر وكاد يخرج محققا هدفه وهو التعادل، وكان دفاعه منظما وجيدا بمعايير الكرة الإفريقية ومبارياتها، والإشادة بالعرض الدفاعى لا يعنى الموافقة على هذا الأسلوب الذى أفسد متعة الصراع فى مثل تلك المباريات، التى تلعب فيها الفرق مهاجمة على أرضها، ومدافعة خارج أرضها فى روتين لم يتغير منذ نصف قرن تقريبا.
** غاب هدف الزمالك حتى الدقيقة 90، وكان أداء الفريق حائرا فى الشوط الأول. فعندما تواجه فريقا مدافعا مثل الصفاقسى عليك توسيع مقدمة ملعبك بالجناحين، ودفع الوسط للمساندة بالقرب من منطقة جزاء المنافس، واللعب برأس حربة ثانٍ مبكرا دون الانتظار. وبافتراض أن فيريرا قرأ الصفاقسى قبل المباراة لأدرك انه ليس لقاء خالد قمر لاعب المساحات، ولكنه يحتاج إلى لاعب مهاجم فى المساحات الضيقة، لا يحتاج إلى مسافة كى يحلق طائرا أو سابقا دفاعات المنافس.
** تحسن أداء الزمالك كثيرا فى الشوط الثانى ولاحت له ثلاث فرص تهديف. اثنتان من كرتين عرضيتين من الظهير طلبة وهو فى موضع الجناح إلى أحمد توفيق لاعب الوسط المساند المتقدم الذى يطبق قاعدة « لاعب + 1 ».. أى تحقيق زيادة عددية على الأقل بلاعب فى كل خط يشهد صراعا.. ثم كانت الفرصة الثانية بكرة عرضية من حفنى إلى رأس مصطفى فتحى.. والفرصة الثالثة من انفراد لأحمد على.. وهذا ما غاب عن الزمالك فى الشوط الأول، لعدم الإسراع فى التغيير التكتيكى، ومواجهة دفاع الصفاقسى بخطين، أحدهما يقابل الوسط الابيض. والثلاثة المهاجمون المتأخرون خلف رأس الحربة.
** لياقة لاعبى الزمالك جيدة كما وضح من هذا الأداء القوى فى الدقائق الأخيرة من المباراة. وكان مستوى اللياقة على قدر المساواة مع مستوى الإرادة. لكن تبرير تأخر الفوز بغياب باسم مرسى، وأحمد عيد عبدالملك، هو تبرير قديم، ولغة قديمة. وباسم لاشك مؤثر لأنه مهاجم مساحات ضيقة، سريع فى المسافات القصيرة. ومع ذلك لو كان قمر وتوفيق هما الغائبان لصنع الإعلام والمعلق من ذلك الغياب سببا لتأخر الفوز وتأثر أداء الزمالك.. إن هذا التبرير أسميه صناعة الأعذار. وتلك الصناعة أفسدت كل شىء فى حياتنا وليس كرة القدم فحسب.. فاللاعبان اللذان يؤثر غيابهما فعلا فى تلك المباراة، هما أيمن حفنى ومصطفى فتحى لأنهما بمهاراتهما يخترقان سدود الصفاقسى الدفاعية.
** هذا فوز مهم للغاية للزمالك.. وبداية قوية كذلك.