خصوصية النجوم - خالد سيد أحمد - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 3:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خصوصية النجوم

نشر فى : الجمعة 29 يونيو 2018 - 9:45 م | آخر تحديث : الجمعة 29 يونيو 2018 - 9:45 م

الواقعة التى تداولتها وسائل التواصل الاجتماعى، والخاصة بتجمع عدد كبير من المواطنين أمام منزل محمد صلاح، نجم المنتخب الوطنى وهداف نادى ليفربول الإنجليزى، فى منطقة القاهرة الجديدة، تطرح الكثير من التساؤلات حول الحدود الفاصلة بين الاعجاب بشخصية عامة وبين انتهاك خصوصيتها وحقها فى أن تعيش حياة طبيعية من دون ضغوط.

بالتأكيد الجماهير التى «حاصرت» منزل صلاح لمدة 4 ساعات متواصلة، واستدعت تدخل الشرطة لتأمينه وإخراجه هو وأسرته من الباب الخلفى ــ مثلما ذكرت بعض التقارير الصحفية ــ، لم تكن تحمل ضغينة تجاه اللاعب الموهوب، ولم تردد هتافات معادية له، بل على العكس تماما، فقد كانت تردد هتافات مؤيدة ومحبة له، وكان لديها رغبة ملحة فى التقاط بعض الصور التذكارية معه، حتى إنه لبى رغبة البعض فى ذلك.

هذا التجمع الذى حدث بعد قيام مجهول بنشر عنوانه على شبكة الإنترنت بشكل مفاجئ، أثار انقساما على وسائل التواصل الاجتماعى، مثلما ذكر موقع الزميلة «المصرى اليوم»، حيث قال البعض: «من حق محمد صلاح أن يعيش فى بيته مستريح، ومش لازم نستنى كارثة تحصل»، بينما قال البعض الآخر: «أيوة فين المشكلة؟! دى حاجة تفرح مش تضايق... إن حب الناس له حقيقى مش بوستات فيس وبس.. معلش هايتعب شوية لحد ما ربنا يكرمه ويسكن فى حته يبقى فيها شخص عادى.. انت مش بتتكلم عن لاعب عادى انت بتتكلم عن شخص تريند وسبب فرحة للشعب المصرى كله.. انت بتتكلم عن حد جوا القلوب كلها مالوش عدو».

مما لا شك أن الجملة الأخيرة هى مربط الفرس، فعلى الرغم من الخروج المهين لمنتخب مصر لكرة القدم من مونديال روسيا 2018، بعدما خسر مبارياته الثلاث أمام روسيا وأورجواى والسعودية، إلا أن حب الجماهير لصلاح وتقديرهم له لم يتأثر بهذا الأمر، بل على العكس تماما، فقد زادت محبتهم له.

قد يتساءل البعض.. لماذا زادت محبة الناس لصلاح رغم عدم تحقيق منتخب مصر نتائج إيجابية فى المونديال؟ بالتأكيد هناك أسباب كثيرة وراء ذلك، أهمها أن صلاح قدم بالفعل ما يستحق الشكر عليه، وساهم بقوة فى صعود مصر إلى المونديال بعد غياب استمر 28 عاما، وهو الذى سجل الهدفين فى مباراتى روسيا والسعودية، كما أنه كان أكثر بريقا فى رحلته الاحترافية ببريطانيا، بعدما حصل على لقب هداف الدورى الإنجليزى، إضافة إلى تواضعه وحسن سيرته وأخلاقه ومحبته لوطنه وقدرته على أن يكون نموذجا ملهما لكثير من الشباب سواء فى مصر أو دول العالم.

طهذا كله ساهم فى زيادة محبة الناس لهذا اللاعب، لكن ما حدث أمام منزله يعد انتهاكا صريحا لخصوصيته، حيث كان يجب على الجميع عدم الاقتراب منها، لأنه مثل أى شخص فى هذا العالم، يحتاج إلى قدر من الراحة والهدوء والخصوصية.

ربما يرى البعض فيما حدث، أنه جزء من ضريبة الشهرة التى ينبغى على الشخصيات العامة دفعها، وأنه يجب على تلك الشخصيات عدم الشكوى أو الضجر من مثل هذه الممارسات، طالما كانت فى إطار المقبول، ولم تصل إلى حد الإيذاء البدنى أو النفسى.. هذا صحيح، وهو ما فعله صلاح بالتأكيد، حيث لم يظهر غضبه أو كراهيته لتصرف الجمهور، لكنه تقبله، حتى ولو لم يكن راضيا عنه.

هذه رسالة واضحة إلى الكثير من الشخصيات العامة التى يجب عليها تقبل رد فعل الجمهور تجاهها، سواء بالحب والتقدير، أو بالنقد والرفض.. فهذا حق الناس عليها، طالما كان رد الفعل هذا لم يتجاوز حدود الأدب أو الأخلاق أو القانون.

التعليقات