غزة...انتصار المقاومة استراتيجيًا - نادر بكار - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 7:35 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

غزة...انتصار المقاومة استراتيجيًا

نشر فى : الثلاثاء 29 يوليه 2014 - 8:45 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 29 يوليه 2014 - 10:05 ص

المحصلة النهائية بعد قرابة شهر من بدء العدوان ؛ أن اسرائيل فشلت في تحقيق أي قدر من النجاح الاستراتيجي فاستعاضت عنه بأكبر قدر ٍممكن من التدمير العشوائي كسياسة عقابية لكل القطاع من ناحية ولشغل حماس بجهود إعادة الإعمار من ناحية أخرى بعد انتهاء العملية وللتضليل على الرأي العام الداخلي من ناحية أخرى بصنع انتصارات زائفة .

كلما زاد عدد القتلى من الجانب الفلسطيني كلما ازدادت قدرة حماس ونفوذها على قطاع غزة وقل معها نفوذ سلطة رام الله وهو ما لا تفهمه إسرائيل ؛ وعلى العكس تماما ًكلما زاد عدد القتلى من الجانب الإسرائيلي كلما ازداد موقف الحكومة حرجا ًوزاد الضغط الداخلي عليها .

وخسائر إسرائيل ليست في عدد من سقطوا من العسكريين وإن كان رقمهم كبيرا ًجدا ًمقارنة بعمليات سابقة ؛ وإنما في حجم معاناة الدولة اقتصاديا ًومعاناة الشعب معنويا ًعلى مدار أسابيع الحرب .

وعلى سبيل المثال فإن إعلان حماس عن توقيت إطلاق دفعة من صواريخها قبل التنفيذ ( التاسعة مساء ) مثل انتصارا ًاستراتيجيا ًعلى صعيدين هامين ؛ أولهما صعيد الحرب النفسية ؛ لأنه وبغض النظر عن القدرة التدميرية الواهية لتلك الصواريخ لكن خطوة ًكهذه حملت ثلاث رسائل واضحة : حماس قادرة على انتزاع زمام المبادرة ووضع الخصم في خانة المنتظر ؛ إسرائيل فشلت في تحديد أماكن إطلاق الصواريخ رغم معرفة توقيت إطلاقها مسبقا ًورغم امتلاكها عمليا ًلسماء الميدان بطائرات استطلاع تغطي قطاع غزة على مدار اليوم ؛ بالإضافة إلى فشل إسرائيل استخباراتيا ًفي تحديد مواقع إطلاق الصواريخ أو حتى في استهداف أبرز القادة الميدانيين باستثناء حالات نادرة .

وعلى صعيد آخر فإن حجم التعاطف الشعبي العالمي مع القضية الفلسطينية وبخاصة الغربي منها تضاعف بشكل ٍغير مسبوق ؛ المظاهرات التي اجتاحت عددا من عواصم العالم الغربي ؛ ورغم محاولات الآلة الإعلامية الغربية الانحياز إلى الجانب الإسرائيلي لكن ما نقلته من صور فظيعة للضحايا على الجانب الفلسطيني ؛ مع محدودية للأضرار الناجمة عن سقوط صواريخ حماس ضاعف من حجم هذا التعاطف .