أخيرًا.. إنصاف الجنزورى فى توشكى - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 6:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أخيرًا.. إنصاف الجنزورى فى توشكى

نشر فى : الثلاثاء 29 يوليه 2014 - 8:50 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 29 يوليه 2014 - 8:50 ص

سؤال مهم: كيف نضمن أن المشروعات الكبرى التى ينوى الرئيس عبدالفتاح السيسى تنفيذها خلال أيام لن تلقى المصير الذى واجه مشروع توشكى؟.

الأب الروحى للمشروع هو الدكتور كمال الجنزورى عندما كان رئيسا للوزراء، حيث افتتحه حسنى مبارك فى 9 يناير 1997، وتكلف نحو 6.4 مليار جنيه، وراهن الكثيرون على أنه سيكون أحد المشروعات الكبرى التى تُخرِج مصر من أزمتها الغذائية، لكن وبعد أن خرج الدكتور الجنزورى من الحكومة عام 1999، تم دفن المشروع مع سبق الإصرار والترصد.

المنطقى أن إدارة مبارك درست المشروع جيدا قبل أن تبدأ فيه، وبالتالى فإن ما حدث لاحقا يعد من قبيل الخيانة العظمى.

الذين تآمروا على توشكى معظمهم موجود داخل السجون الآن، والجنزورى الذى فرض عليه مبارك ما يشبه الإقامة الجبرية أنصفته الأقدار، وتم رد اعتباره على جميع المستويات فى السنوات الثلاث الماضية وعاش ليرى إرادة الله تنصفه.

قبل أيام طلب الرئيس السيسى من المهندس إبراهيم محلب أن يتفقد مشروع توشكى على أرض الواقع ليتم اتخاذ قرار نهائى بشأن المشروع، وبالفعل تمت الجولة يوم الخميس الماضى، وخلالها تحدث محلب بأسى وحزن عن الآلات التى صارت كهنة والإهمال الذى ضرب بعض جوانب المشروع.

لست خبيرا زراعيا ولا أفهم كثيرا فى استصلاح الأراضى والرى، لكن الدولة أنفقت أكثر من ستة مليارات جنيه وكان يفترض أن تبدأ فى عام 1997 فى استصلاح واستزراع 450 ألف فدان فى جنوب الوادى الجديد بعد إقامة محطة رفع عملاقة جنوب بحيرة ناصر إلى قناة الشيخ زايد طولها 250 كيلو مترا.

كان المفترض أن ينتهى المشروع فى عام 2017،،لكن التآمر والإهمال والتسيب والفساد أهدر على مصر فرصة ذهبية أن تقيم مجتمعا زراعيا تنمويا عمرانيا حقيقيا، خاصة أن المشروع يعتمد على مياه النيل وليس المياه الجوفية وبطرق رى حديثة لا تزيد على 30٪ مما يتم استخدامه من مياه فى الدلتا.

إذن أين هى المشكلة؟!

هى باختصار تتمثل فى أننا سنضطر إلى دفع مليارات الجنيهات الأخرى لاستكمال المشروع بسبب التأخير، ولو كنا قد بدأنا بجدية فربما كان هذا المشروع تحول إلى نموذج يقتدى به.

لنختلف أو نتفق مع توشكى، لكن المؤكد أنه لا حل لمشكلة مصر إلا بالخروج من هذا الوادى الضيق، وتلك هى الفلسفة التى قادت كمال الجنزورى للتفكير فى هذا المشروع ومشروعات أخرى عملاقة جرى نحرها مثل شرق التفريعة وشمال غرب السويس والعين السخنة وغيرها.

وجهة نظر الجنزورى الجوهرية ووجهة نظر اى عاقل يحب هذا البلد أن القاهرة ستتحول إلى جراج كبير بسبب التكدس السكانى الرهيب خلال سنوات قليلة ولن تستطيع السيارات أن تتحرك داخلها.

ما نريده للمستقبل هو حد أدنى من ضمانات بحيث لا يأتى أى حاكم أو مسئول «ليمسح بأستيكة» مشروعات سلفه بحجة أنها كانت فاشلة.

نريد ضمانات أن تكون هذه المشروعات قومية بجد، أى تستوفى دراسات الجدوى وتخضع لنقاش مجتمعى حقيقى.

نتمنى أن نرى توشكى تزدهر ونرى بجانبها ألف توشكى جديدة.

والفرصة الآن متاحة امام اى رجل اعمال جاد فى العمل لاستصلاح الارض وزراعتها، بدلا من مهرجانات النفاق والأونطة التى نراها من كثير منهم فى المؤتمرات والفنادق والفضائيات هذه الايام

عماد الدين حسين  كاتب صحفي