فاروق حسنى ليس المتهم - محمد موسى - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 2:11 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فاروق حسنى ليس المتهم

نشر فى : الأحد 29 أغسطس 2010 - 2:12 م | آخر تحديث : الأحد 29 أغسطس 2010 - 2:12 م

 لا أحد فى مصر يتذكر اسم وزير الثقافة السابق لفاروق حسنى حتى لو استعان بصديق. جوجل نفسه لم يقدم لى الإجابة إلا بعد 5 محاولات، وسبحان الله القدير، يؤتى الملك من يشاء، وينزعه بحكمته عمن يشاء.

سجن مؤبد دخلته ثقافة مصر مع الرجل الذى يلقبه حبايبه بالفنان، ويحتفظ له الأعداء بقائمة طويلة من ألقاب لا يصلح معظمها للنشر. يجلس على قلبنا منذ أكتوبر 1987، متأخرا بعدة سنوات عن جلوس الرئيس، وفى عهده المديد لم يترك الفنان بلاطة فى ساحة الثقافة المصرية إلا ومد إليها يديه بالتدمير والهدم والإهمال.

كل ما يتمناه أعداء مصر لوزارة ثقافتها نفذه الرجل بمساعدة فوقية وتحتية منقطعة النظير، من الفساد المالى والإدارى وإهدار المال العام، إلى فضائح السرقات وتراجع دور مصر وانهيار معرض الكتاب، الذى تحول من ظاهرة ثقافية عالمية، إلى بوتيكات تبيع شعر البنات والهامبرجر، كما دخلت أرض الحضارة الأولى إلى أزهى عصور بيع وتهريب الآثار.

الوزير المشغول بعرض أحدث بدلاته وكرافتاته على مصورى مجلات ربع الدنيا وكل العالم، أغرق المتاحف فى الظلام، وترك كل مشروع للوزارة مرتعا للفساد والإنفاق بلا رقيب، وكله فى حب مصر.
انظر القائمة التى حصلت على أحكام نهائية بالسجن والغرامة فى قضية واحدة من إنجازات الفنان: مدير مكتبه، وكبار موظفى الوزارة، فى قضية استيلاء على الأموال المملوكة لجهة عملهم، وتقاضى وإعطاء رشاوى مقابل إسناد مشروعات الوزارة.

وظهور فضائح الوزير المالية للعلن لا يعنى أنه «طاهر يحب المتطهرين»، أو أن النظام السياسى يتعقب مافيا المال العام. بالعكس، أبسوليوتلى. إنه صراع تكسير عظام مع جهات وأفراد أخرى، داخل وخارج مملكة فاروق حسنى.

الفارس المغوار الذى أعلن عن استعداده لحرق الكتب الإسرائيلية إرضاء لنواب غاضبين، هو المرتعش الذى اعتذر عن «عرضه» بالحرق، وأبدى استعدادا ذليلا لزيارة إسرائيل. لحظتها كان الشوق يهزه لموقع الأمين العام لليونسكو، وفشل حسنى فى المعركتين، فلم يحتفظ باحترام بنى وطنه، ولا كسب معركة اليونسكو. تساءلت لوموند: «كيف ننتخب رجلا تحتل بلده المرتبة 146 من أصل 173 دولة فى حرية الصحافة؟».
كلود لانزمان وبرنارد هنرى ليفى كاتبا المقال وصلا إلى أصل الداء، وهو أن فاروق المسكين ضحية النظام الذى يحكم. الوزير برىء مما يحدث فى بلد اختطفه الفساد منذ 30 عاما، واختفت زهوره المحتملة تحت وطأة الطغيان والحكم بالشرطة والطوارئ. فاروق حسنى سيواصل دوره فى وزارة السوء التى ورثها لأنه «حتة من عين النظام»، فنان مهمل فاسد جاثم على قلبنا إلى الأبد، فلا تحزنوا على زهرة الخشخاش.

محمد موسى  صحفي مصري