فى ضرورة عودة السياسة إلى المدرسة والجامعة - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 5:55 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى ضرورة عودة السياسة إلى المدرسة والجامعة

نشر فى : الإثنين 29 أغسطس 2011 - 8:47 ص | آخر تحديث : الإثنين 29 أغسطس 2011 - 8:47 ص

 الكثير من منظمات وهيئات المجتمع المدنى والشبكات الأهلية تجتهد فى المرحلة الراهنة لتنفيذ برامج للتوعية تستهدف تمكين المواطنات والمواطنين من المشاركة الجادة فى الحياة السياسية كناخبين فى الاستفتاءات والانتخابات ومراقبين ومقيمين لأداء السلطات والأحزاب، معبرين عن مصالحهم وتفضيلاتهم بشأن هوية مصر دولة ومجتمع، إلا أن جهود المجتمع المدنى والشبكات الأهلية ستظل دوما قاصرة ما تعد السياسة إلى المدارس والجامعات.

فالتعليم المدرسى والجامعى هو الأداة الأساسية لإعداد وتأهيل المواطنين فى سن مناسبة للقيام بواجباتهم وتوعيتهم بحقوقهم، ولابد من إعادة النظر فى مناهج التعليم المدرسى والجامعى وإيجاد مساحة حقيقية للتناول النقدى لواجبات وحقوق المواطنين وللقضايا الوطنية والسياسية دون الوقوع فى فخ التنميط وخطأ الدعاية لنظام الحكم والحاكم، وهما صبغا المناهج المدرسية والجامعية خلال العقود الماضية (التربية القومية والتربية الوطنية وغيرهما).

عودة السياسة إلى المدرسة تعنى أيضا تمكين الطلاب فى المرحلتين الإعدادية والثانوية من تشكيل اتحاداتهم واختيار ممثليهم بحرية وإعطائهم بعض المهام فى إدارة الفصول والشئون التعليمية. فى العديد من المجتمعات، تنفتح إدارات المدارس الإعدادية والثانوية على عمليات تفاوض حقيقية مع الطلاب وتحدد بالشراكة معهم أهداف المناهج وطرق التعليم والتعلم. أهمية هذه الممارسة هى أنها تراكم لدى المواطنين وفى سن مبكرة خبرات التعبير الجماعى عن المصالح المشتركة والبحث عن توافق والتفاوض مع الإدارة وتحمل مسئولية الاختيار الجماعى والفردى. وجميعها خبرات وقيم تحتاجها المواطنة الواعية للمشاركة فى الحياة السياسية فيما بعد.

كذلك تعنى عودة السياسة إلى الجامعة تعميم الممارسات الانتخابية لتصبح القاعدة فى اختيار شاغلى المناصب الإدارية من الأساتذة الأكاديميين (رؤساء الجامعات والعمداء والوكلاء وغيرهم) وأساس اختيار اتحادات الطلاب وربما اتحادات العاملين بالجامعات. لن تعود السياسة إلى الجامعة بمجرد مناقشة حقوق وواجبات المواطنين وقضايا الساعة، بل لابد من أن تتحول الانتخابات إلى ظاهرة اعتيادية فى الجامعات شأنها فى ذلك شأن تغيير شاغلى المناصب الإدارية وممثلى الطلاب أو إبقائهم فى مواقعهم وفقا للأداء ومستويات النجاح والفشل.

علينا أيضا أن نسمح للأحزاب والتيارات السياسية المختلفة للتواجد العلنى فى الجامعة ووضع قواعد ضابطة. يمكن على سبيل المثال عقد منتديات دورية لمختلف الأحزاب السياسية دون تمييز بينها لعرض رؤاهم على الطلاب أو تنظيم مؤتمرات سنوية لقيادات الأحزاب وبرلمانييها بهدف الاستماع إلى قضايا الطلاب وهمومهم والتواصل معهم حول ما يتصورنه من حلول للقضايا الوطنية وقضايا الجامعة. فمرحلة التعليم الجامعى هى الأكثر إبداعا وحيوية فى مسيرة الإنسان المهنية والشخصية ولابد من الإفادة من ذلك للصالح العام.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات