اختبار جديد لقوة الرياض - نادر بكار - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:44 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اختبار جديد لقوة الرياض

نشر فى : الثلاثاء 29 سبتمبر 2015 - 8:10 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 29 سبتمبر 2015 - 8:15 ص

تدرك طهران قبل غيرها أن محاولتها تدويل حادث تدافع منى لن تذهب أبعد من مجرد التشغيب على الرياض عالميا ودفع تلك الأخيرة فى أسوأ الاحتمالات إلى الاضطرار لخوض معركة دبلوماسية وسياسية جديدة بعيدا عن الساحة الرئيسية ــ بل هى ساحات ــ فى اليمن أو فى سوريا.

وطوال عقدين من الزمان أو أكثر كان الحرمان الشريفان شاهدين على بلطجة إيرانية متكررة ومتصاعدة موسميا تأخذ طابعا منظما ينفذه رجال ونساء ما كان لهم أن يدخلوا أطهر بقاع العالم وآمنها إلا شاهدين على أنفسهم بتأدية شعائر أو إتمام نسك، وعلى هذا العهد تسمح لهم المملكة بالدخول.. ولهذا العهد كانوا دوما ناكثين!

المسألة ليست فى تحمل مسئولية الخطأ البشرى على الرغم من فداحته التى لا ينكرها عاقل، وإلا فإن صخب الإيرانيين ــ وكاد الأتراك أن يلحقوا بهم ــ قد غطى على بدء تحقيق فورى ستسفر الأيام القادمة عن نتائجه.. إنما المسألة فى حرص طهران على استخدام كل وسيلة بغض النظر عن مشروعيتها للطعن فى الجسد السنى بلا هوادة.. وإنما يُسأل عن الطائفية من ابتدعها وأراق الدماء باسمها ومزق الجسد الواحد تحت رايتها، ولا يُسأل عنها من يدفع عن نفسه وأهله وحرماته الأذى ويرد الاعتداء!

قدرة الرياض على تنظيم العدد الهائل من الحجيج وما يفوقهم عددا من المعتمرين على مدى العام دون يوم واحد للراحة لا يُقارن بارتباك كل دول أوروبا وهى تستقبل ما يزيد عن المائة ألف لاجئ بقليل.. توسعة الحرمين بكل ناحية وصوب ممكن لاستيعاب الملايين لا يمكن إلا للجاحد الموتور التغافل عنه.

سقط ألف قتيل فى حادث تدافع شهير بالعراق فى العام ٢٠٠٦ داستهم الأرجل فى غياب كامل للتنظيم، والعراق يومها وإلى الآن ليس إلا محافظة إيرانية كبيرة، فلم يطلب التحقيق الدولى أحد! هؤلاء قضوا بغير عمد.. أما الذين سفكت دماءهم طهران ولاتزال فمئات الألوف.. فى العراق وسوريا واليمن.. وتمزق الجسد اللبنانى، وتخرب على البحرين حياة أهلها، وتسكب الوقود على نار اليمن بل هى من أشعلها.. من يحاسبكم على كل هذا؟ بل من يستطيع فقط وقفكم عن التمادى فيه؟

الحق أن عاصفة الحزم العربية السنية قد آن لها أن تتعاظم أكثر وأكثر لتصبح إعصارا عاتيا.. إعصارا سياسيا واقتصاديا وعسكريا يفرض كل ما لديه من أوراق وما أكثرها.. ويعصف بكل ما لديهم من أوراق وما أوهنها!