كُـتب مهرجان الإسكندرية - كمال رمزي - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 8:49 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كُـتب مهرجان الإسكندرية

نشر فى : الثلاثاء 29 سبتمبر 2015 - 8:20 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 29 سبتمبر 2015 - 8:20 ص

مشكورا، أهدانى الصديق الأمير أباظة، بناء على طلبى، مجموعة الكتب التى أصدرها مهرجان الاسكندرية، فى دورته الأخيرة.. الكتب، بإنصاف، تعتبر إنجازا ثقافيا مهما، ذلك أنها، بموضوعاتها، ذات البعد التاريخى، تثبت أن الذاكرة المصرية، لاتزال تنبض بالحياة.

كتب المهرجانات، فى بلادنا، تطورت تطورا كبيرا من ناحية، ولاتزال على تخلفها من ناحية ثانية.

منذ أكثر من ربع قرن، أخذ «المهرجان القومى للسينما المصرية»، على عاتقه مسئولية إصدار أربعة كتب، كل عام، عن أربعة من الفنانين الأحياء، يتم تكريمهم على خشبة المسرح، بحضور وزير الثقافة أو من ينوب عنه، وتسليمهم شهادة إشادة، وميدالية لامعة، فالصو، وسط تصفيق النظارة.. وفى إحدى الدورات، قالت نجمتنا المحترفة، ذات التاريخ المشرف، نادية لطفى، للناقد الكبير، على أبوشادى، مدير المهرجان، أيامها: أليس من الأوفق أن يترجم هذا التكريم بمبلغ مالى، خاصة أن المكرمين من كبار السن، توقفوا عن العمل منذ فترة ليست قصيرة، لكن لابأس، فصدور كتاب عن المكرم، يعد اعترافا له شأنه، بدور المكرم.

مع توالى وتراكم الخبرات، تطورت الكتب تطورا ملحوظا.. بعد أن كان الكتاب أقرب للكراسة الصغيرة، قليلة الصفحات، مكتوبة على عجل، تكاد تكون نظرة طائر، لا ترى التفاصيل ولا تنفذ للعمق، أصبح الكتاب مرجعا مهما، يجمع بين التحليل والتفسير والتقييم والتوثيق.. يتعرض لمشوار المكرم، فنيا، ويبرز إضافاته فى مجاله، سواء فى التمثيل أو الإخراج أو التصوير أو المونتاج، أو الموسيقى المصاحبة، فضلا عن بيان، أقرب للدقة، عن الأعمال التى شارك فيها وأنجزها، بالإضافة لتقييمات الآخرين، المواكبة لإنتاجات المكرم.

هذه الكتب، بالضرورة، طورت الدراسات والأبحاث المتعلقة بالسينما، وأضحت مرجعا له شأنه، عند الأكاديميين، وعشاق الفن السابع.

لكن، بعض الآفات، القديمة والجديدة، ظلت باقية، فى هذه الكتب.. منها ملازم الصور الفوتوغرافية المقررة فى كل كتاب.. صحيح، لا يوجد فى معظم بلاد العالم، مجلات أو كتب، تتعرض للفن السابع، من دون صور، لكن ثمة مواصفات لهذه الصور، أهمها أن تكون واضحة، وهو الشرط الذى لم يتوافر عندنا ـ أكاد أقول بتاتا ـ ذلك أنها، فى كتبنا، تأتى بالأبيض المترب والأسود الغطيس، تتبينها بصعوبة، لأن الخدوش تملؤها، والقدم مع عدم تصحيحها أو تجويدها، يجعلها مشوشة، باهتة، غير قابلة للمشاهدة.

فى البدايات، كانت «الفيلموجرفيا» أو قائمة الأفلام التى شارك فيها المكرم، تكتفى بكتابة عنوان العمل، وتاريخ إنتاجه، ومع المطالبة بأن تكون البيانات أكثر اكتمالا، وبفضل باحثين مدققين، مثل محمد عبدالفتاح، وأشرف غريب، وغيرهما، أصبحت البيانات تتضمن أسماء الكومبارس، ومساعد المخرج، ومساعد المصور، وكل من هو مكتوب فى التترات.. لكن هذه «الحنشصة» ـ والتعبير لعمنا الكبير يحيى حقى ـ أدت إلى التهام البيانات لربع، أو ثلث الكتاب.. أظن أن هذه المسألة تحتاج لإعادة النظر.

نقطة سلبية أخيرة، ترجع مسئوليتها علينا، نحن النقاد، تتعلق بالخلط بين التكريم والنقد الموضوعى، فالبعض منا، يميل إلى التركيز على الإنجازات الإيجاية للمكرم، والتغاضى عن سلبيات قد تكون متوافرة فى بعض أعماله، فيأتى الكتاب وكأنه دفاع عمن لا يحتاج لدفاع.
بعيدا عن هذا كله، تأتى مجموعة الكتب التى أصدرها مهرجان الاسكندرية، من خلال عددها، وعناوينها، وتقليب أوراقها، على درجة كبيرة من الأهمية تستحق قراءة متأنية.. عددها ثمانية.. إلا إذا كان الأمير أباظة لم يتحفنى بها كاملة.. وهو عدد محترم فعلا.

تتجاوز الكتب تكريم فرسان عالم الأطياف إلى إثارة موضوعات وقضايا مهمة، مثل «ظواهر التمرد فى السينما المصرية»، للباحث الجاد الذى قرأت له دراسات مهمة من قبل، الدكتور أحمد شوقى عبدالفتاح.. وذكريات الناقد المخضرم، الدكتور صبحى شفيق ـ لا أحب كلمة دكتور ـ عن «الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما»، ومهرجان الاسكندرية، وكمال الملاخ.. و«سحر الموسيقى فى أفلام صلاح أبوسيف»، للدكتورة أيضا، رانيا يحيى.

طبعا، لابد أن أقرأ ما كتبه ناقدنا الصادق، الصارم، المشاكس، طارق الشناوى عن «سوسن بدر.. سمراء من الجنوب»، و«عمر الشريف.. اسكندرية ـ هوليوود» للدكتور وليد سيف، الباحث المدقق، الذى لم يكتف بلقب «د» وأضاف قبل الحرف، حرف «أ»، ما يعنى أنه الأستاذ الدكتور.. وثمة كتاب نادر عدلى عن المخرج «محمد عبدالعزيز.. فارس الكوميديا».. وكتاب أشرف غريب عن «محمود ياسين.. رحلة الشقاء والحب».

يبقى ما أثلج صدرى فعلا، وهو كتاب «فاتن حمامة» العصر الذهبى للسينما، ليس لأنى من دراويش فاتن حمامة، ولكن لأن كاتبه، الناقد الكبير، المنسى، عبدالنور خليل، المتابع الدءوب للأفلام المصرية والأجنبية، خلال الستينيات وما قبلها، وبعدها.. كم تمنيت أن تجمع مقالاته، لتصدر فى كتاب، هو وغيره من نقاد، لهم كتب ومقالات تستحق إعادة النشر، مثل سعد الدين توفيق، صاحب الكتابين الرائدين «تاريخ السينما المصرية»، و«صلاح أبوسيف، فنان الشعب»، والذى أثرى النقد السينمائى بمئات المقالات التى كتبها فى مجلة المصور.. وعثمان العنتبلى، وكتابه المهم عن «نجيب الريحانى»، ومحمد السيد شوشة، وكتابه عن «كاميليا» التى كان صديقها الأثير، وغيرهم، ممن يستحقون إعادة الاكتشاف، فى ثقافة عالم الأطياف.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات