جمال عيد يفتى فى مهنية الإعلام! - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 2:09 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جمال عيد يفتى فى مهنية الإعلام!

نشر فى : الخميس 29 سبتمبر 2016 - 9:40 م | آخر تحديث : الخميس 29 سبتمبر 2016 - 9:40 م
صباح السبت قبل الماضى نشرت بوابة «الشروق» خبرا كان عنوانه «وصول جمال عيد وممثلين عن الاتحاد الأوروبى لحضور النطق بالحكم فى قضية التمويل الأجنبى». وبعد نشر الخبر كتب جمال عيد على صفحته على الفيسبوك يقول: «بما أننى فاجومى، والحلو أقول له يا حلو فى عيونه، والمتواطئ أقول له أنت متواطئ فى وشه.. عايز أنصح الأستاذ عماد الدين حسين يتعلم المهنية لأنه نشر عنوان منحط اليوم بيقول: «وصول جمال عيد ووفد الاتحاد الأوروبى للمحكمة»، وكأننا كنا مع بعض أو جايين مع بعض، طبعا مش تنصل، بس عيب كمان الفبركة». وقال جمال عيد كلاما كثيرا خلاصته أننا فى «الشروق» ننشر عناوين تشبه الصحافة الصفراء.

من الممكن أن يفهم جمال عيد فى القانون باعتباره محاميا، لكن لا أعرف من الذى نصبه حكما ليصدر أحكاما على «المهنية فى الإعلام»؟!.

أولا: لا أدعى الحكمة أو الكمال، وأتعلم كل يوم فى المهنة، خصوصا من الذين يفهمون فيها، وعلى حد علمى فان جمال عيد ليس أحدهم!.

لم أضع العنوان بنفسى الذى يشكو منه جمال عيد، لأنه يصعب أن أضع كل العناوين للجريدة والموقع، وقرأته مثل الجميع، وهو عنوان صحيح «مليون فى المائة»، وأحيى الزميل الذى كتبه. وإذا كان جمال عيد يريد أن يتعلم المهنية فليعرض العنوان على من يشاء من خبراء المهنة الحقيقيين، ليقولوا له إنه عنوان محايد وموضوعى وليس «منحطا» كما جاء على لسانه ويصعب أن أرد عليه بنفس لغته.

بنفس القياس: هل يُفْهَم عندما أقول فى عنوان أن السيسى ونتنياهو وروحانى وأردوغان وصلوا إلى نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة أنهم وصلوا معًا؟!.

أم أن جمال عيد كان يريد أن نكتب له خبرا مستقلا ولوفد الاتحاد الأوروبى خبرا، ولهيئة المحكمة خبرا؟!.

لو أن جمال عيد يفهم فى المهنية لعرف أن خبر «الشروق» يتحدث عن معلومة محددة حدثت بالفعل وهى أنه وصل إلى مقر المحكمة، وكذلك وفد الاتحاد الأوروبى، وبالتالى لم نلوّن الخبر ولم نعطه أى إيحاءات لأننا ببساطة لا نفعل ذلك مع الجميع.

لو أن جمال عيد يفهم فى المهنية لعرف أن «الشروق» هى الأكثر مهنية على الإطلاق فى الصحافة المصرية الآن، خصوصا فى القضية المتهم فيها سيادته، وآخرون بالحصول على تمويل أجنبى بالمخالفة للقانون.

نحن فى «الشروق» الذين نشرنا كل جوانب القضية، بما فيها وجهة نظر سيادته أكثر من مرة وغالبية المتهمين فى القضية.

الأمر لا يتوقف على هذه القضية، فقبل نحو شهرين كتب أحد الزملاء فى «الشروق» مقالا للرأى قال فيه إن أحد أسباب معارضة جمال عيد وبعض النشطاء للحكومة أنها تحفظت على مركزه الحقوقى، فشن جمال هجوما حادا على الكاتب والجريدة ورئيس تحريرها. كنت أعتقد أن جمال عيد يحترم حق الجميع فى الاختلاف مادام يتحدث عن هذا الأمر ليل نهار ويشكو دائما من أن الحكومة لا تفعل ذلك. وأفهم أن يختلف مع أى رأى وهذا حقه، من دون أن يتهم الجريدة بأكملها. خصوصا أن عددا كبيرا من كتاب هذه الجريدة دافعوا عن حق جمال وغيره من الحقوقيين فى التعبير، واتهموا الحكومة بالتعسف فى قضية منظمات التمويل الأجنبى. ولا أعرف إذا كان عيد يهاجم «الشروق» لأن كاتبا انتقده، ألم يكن من الإنصاف وقتها أن يعتذر إذا كان آخرون يدافعون عنه؟!!.
لو أننا غير مهنيين لقمنا بتلوين الأخبار والمعلومات والصور، لكننا لم نفعل ليس حبا فى جمال وغيره، لكن انحيازا للمهنية. وتعرضنا لكثير من الانتقادات ثمنا لتمسكنا بهذه المهنية.

فى اليوم التالى للحكم الذى أيد التحفظ على أموال جمال عيد وعدد من نشطاء المراكز الحقوقية، كنا الصحيفة الوحيدة تقريبا التى تعاملت مع العناوين بصورة موضوعية تقريرية غير ملونة وفى الصفحة الأولى.

يا أستاذ جمال، لو جاز لى أن أنصحك، لقلت لك: رجاء ركز فى مهنتك وعملك، ولا تنشغل بمهنة الإعلام، فالمهنة «فيها إللى مكفيها». ثم هناك سؤال برىء فعلا: أليس وفد الاتحاد الأوروبى ذهب للمحكمة لكى يتضامن معك ومع بقية زملائك؟ لماذا تخجل وتتنصل من الأمر؟!.

نحن فعلا ــ وأقسم لك ــ لم يكن فى ذهننا هذا الربط الغريب، فلماذا تصر على لفت نظر الجميع إليه على طريقة «يكاد المريب يقول خذونى»؟!.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي