التصويت الصينى والروسى على قرار اليونسكو - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:17 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التصويت الصينى والروسى على قرار اليونسكو

نشر فى : السبت 29 أكتوبر 2016 - 9:25 م | آخر تحديث : السبت 29 أكتوبر 2016 - 9:25 م
إن تبريرات اليونسكو للقرار الذى لا يعترف بوجود علاقة بين اليهود وجبل الهيكل منافية للمنطق والحقيقة التاريخية، بحيث من الصعب تخيل أنها تشكل جزءا من قرارات هذه المنظمة الدولية المحترمة.

تبرز دولتان من بين الدول التى صوتت على القرار أسلوب تصويتهما مثير للاهتمام ومهم، هما الصين وروسيا. الأولى قوة اقتصادية صاعدة عالميا تحاول أن تصبح منافسة للولايات المتحدة. والثانية وريثة الاتحاد السوفيتى وتحاول الخروج من الزاوية التى حُشرت فيها بعد تفكك الامبراطورية الشيوعية.

تنتهج الدولتان سياسة نشطة تهدف إلى «الضغط» على الولايات المتحدة فى نقاط مختلفة. هذا ما تفعله الصين فى بحر الصين الجنوبى والشرقى، وهذا ما تفعله روسيا فى شرق أوروبا وفى الشرق الأوسط. وجاء تصويت الدولتين فى اليونسكو بخلاف تصويت الولايات المتحدة، لكنه كان نابعا من ضعف وليس من قوة.

كثيرون فى إسرائيل يفكرون فى هذا التصويت من منطلق مفاهيم «العداء للسامية»، لكن يبدو أن هذا لا ينطبق على ما نحن بصدده. صحيح أنه يوجد فى روسيا تقليد طويل من العداء للسامية، ويمكن رؤية مؤشرات على استمراره أحيانا فى تصريحات مسئولين كبار، لكن الرئيس بوتين تحديدا بعيد عن ذلك. لذا سيكون من الخطأ إلقاء التهمة فى هذا الشأن على العداء للسامية التى لم يكن له أبدا أى شأن فى الصين.

فى أحد أحاديثى مع خبراء صينيين بالشرق الأوسط سألتهم لماذا توجد هوة كبيرة بين الرغبة فى تحسين العلاقات مع إسرائيل والتعلم من «ابتكاراتها» والاستعانة بها فى الاختراعات الحديثة وبين السلوك السياسى فى الساحة الدولية؟. ولو عدنا إلى تصويت الصين فى المؤسسات الدولية لوجدنا أنه لم يتغير شىء فى علاقة الصين بإسرائيل فى السنوات الـ40 الأخيرة: فالصين تصوت تلقائيا إلى جانب العرب ولم تصوت قط إلى جانب إسرائيل.

ليس هناك ما يدفع الصين إلى الوقوف ضد إسرائيل، وهى معنية بتحسين علاقاتها معها على جميع الصعد، لكنها لا تستطيع تجاهل قوة كتلة الدول الإسلامية فى الأمم المتحدة. لذا لن تغير الصين طريقة تصويتها فى الساحة الدولية، وليس لذلك صلة بالعلاقات بين الدولتين.

هناك فجوة كبيرة بين التأييد الواسع الذى تحظى به إسرائيل فى أوساط الجيل الشاب فى الصين وبين مواقف الجيل القديم الذى لم يتحرر من صور قديمة لإسرائيل ومن التزامات تاريخية لم يعد لها أى صلة بالواقع الحالى. وعندما سيتبدل الجيل الذى يحكم الصين ستتحسن كثيرا مكانة إسرائيل، وستتغير السياسة الصينية إزاءها فى المحافل الدولية.

لدى الصين وروسيا مخاوف كثيرة من التطرف الإسلامى ومن المهم بالنسبة إليهما عدم إضافة ثقل سلبى على علاقاتهما مع الدول الإسلامية. وهذه هى العوامل الأساسية التى تؤثر فى بيجين وموسكو اللتين لا تستطيعان تغيير تقليد عمره سنوات طويلة.

إن الإسرائيليين الذين يحلمون من دون أساس واقعى باستبدال التحالف مع الولايات المتحدة بتحالف مع الصين وروسيا، يجب أن يتعلموا جيدا الدرس مما حدث. تنتهج الصين وروسيا سياسة مكوناتها الأخلاقية أقل أهمية لديهما مما هى عليه بالنسبة إلى الولايات المتحدة. ومن هنا، فإن فرص تحالفهما مع إسرائيل على أساس قيمى قادر على الصمود لمدة طويلة ضئيلة جدا.

من الطبيعى بالنسبة إلى إسرائيل قيام علاقة عميقة مع دولة مثل الولايات المتحدة أوثق من العلاقة مع دولتين مثل روسيا والصين، اللتين ما تزالان أسيرتى الماضى، على الأقل فى كل ما يتعلق بمواقفهما فى المحافل الدولية.

يعقوب عميدرور
يسرائيل هَيوم
التعليقات