هل سيصبح تنظيم الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا أكثر تطرفًا؟ - العالم يفكر - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:08 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل سيصبح تنظيم الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا أكثر تطرفًا؟

نشر فى : الخميس 29 نوفمبر 2018 - 10:45 م | آخر تحديث : الخميس 29 نوفمبر 2018 - 10:45 م

نشرت مؤسسة Institute for Security Studies مقالا للباحث Omar S Mahmood عن مستقبل تنظيم الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا وعلاقته بتنظيم الدولة الإسلامية (التنظيم الأم) جاء فيه:
أثارت الأنشطة الأخيرة التى قام بها تنظيم الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا العديد من التساؤلات بشأن موقفها، وهل ستصبح أكثر تطرفا؟.. كما أن بعض التطورات الرئيسية المتعلقة بالقيادة والعمليات تشير إلى التحول فى النظرة إلى التنظيم حيث أصبح يشكل تهديدا متزايدا فى منطقة حوض بحيرة تشاد. فمن الجدير بالذكر أن جماعة بوكو حرام النيجيرية أعلنت مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية بعد سلسلة مواجهات دامية مع قوات أمنية أفريقية، وأعلن زعيم الجماعة أبو بكر شيكاو مبايعته زعيم داعش أبوبكر البغدادى.
على الرغم من أن الخبر لم يتم تأكيده رسميا، فإننا نستطيع تقبل خبر أن القائد الرئيسى لتنظيم الدولة الإسلامية فى شرق إفريقيا «مامان نور» قد قتل فى شهر أغسطس الماضى من قبل قادته.. إذ يعتبر الكثيرون أن «مامان نور» هو بمثابة القوة الحقيقية فى التنظيم؛ نظرا لكونه جهاديا مخضرما له الكثير من العلاقات الخارجية.
ويشير أحد التفسيرات حول اغتيال «مامان نور» إلى السخط الداخلى من سياساته. ومن بين القرارات التى اتخدها أنه أطلق سراح نحو 100 تلميذة خطفن من منطقة دابشى ــ الواقعة فى شمال شرق نيجيريا ــ فى وقت سابق من هذا العام، على الرغم من أن المجموعة كانت تضم طالبة مسيحية.
وقد صرحت الحكومة النيجيرية بأن الإفراج جاء كجزء من المفاوضات المستمرة مع ذلك التنظيم، غير أن تلك المفاوضات لم تسفر عن أى مؤشرات واضحة على حدوث تقدم. ومن ثم، فقد يُنظر إلى «مامان نور» على أنه شخص معتدل نسبيا، أو أكثر رغبة فى التعامل مع الحكومة النيجيرية من القادة الآخرين فى التنظيم.
وبالتالى، فإن هذا يثير أسئلة رئيسية حول وضع أبو مصعب البرناوى وهو والى البغدادى على غرب إفريقيا. فضلا عن إثارة العديد من التساؤلات المتعلقة بعلاقة تنظيم الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا بتنظيم الدولة الإسلامية (التنظيم الأم).
***
تبدو أن هناك روابط وثيقة بين تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا خاصة فيما يتعلق بالرسائل. فلقد ازدادت بالفعل رسائل تنظيم الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا على وسائل التواصل الاجتماعى الخاصة بالتنظيم الأم منذ إعلان وفاة «مامان نور».
منذ شهر أغسطس الماضى، قام تنظيم الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا بتنفيذ عمليات إرهابية قد تصل إلى 23 هجوما إرهابيا منذ شهر أغسطس، وهو ما أدى إلى قيام تنظيم الدولة الإسلامية بالترويج لرسائله من خلال قنوات تابعة له مثل قناة أعماق الإخبارية. وعلى النقيض من أنماط الرسائل قبل عام 2018 تبدو هذه الرسائل أكثر دهشة، حيث تم الترويج لأربع تهديدات بشن هجمات قبل شهر يوليو. لقد سبقت التحولات فى المراسلات السابقة التغييرات الكبيرة التى حدثت داخل التنظيم، لقد أثبتت الدعاية المتزايدة لأنشطة تنظيم الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا أن هناك علاقات افتراضية مع التنظيم الأم ولم تنقطع بوفاة «مامان نور».
لقد تضمنت التهديدات بالهجوم سلسلة من الحوادث التى تستهدف القواعد العسكرية النيجيرية فى ولاية بورنو الشمالية. وقد أسفرت العديد من الهجمات عن فرار أفراد الأمن، على الأقل حتى وصول التعزيزات أو استخدام القوة الجوية. هذه الهجمات أكدت أنه ليس هناك أى مؤشرات على تراجع التنظيم، والدليل على ذلك الاعتداء الذى وقع الأسبوع الماضى فى ميتيل والآخر الذى وقق فى كانجاراوا بعد أيام قليلة.
وقد وضعت الهجمات تنظيم الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا تحت هجوم متزايد، وهو ما سمح للمسلحين بنهب الأسلحة أثناء الغارات. فى حين أن التنظيم لم يحتل أيا من المناطق لفترة طويلة، إلا أن الحفاظ على استمرار الحرب هو مؤشر مقلق على قدراتهم فى هذا الجزء من ولاية بورنو، وهذا يشير إلى أن ذلك التنظيم لم يضعف بعد وفاة «مامان نور».
***
لقد أظهر تنظيم الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا العديد من التغيرات فى موقفه تجاه الرهائن. ففى السابق، كانت نتائج التعامل مع ضحايا الاختطاف إيجابية، حيث تم إطلاق سراح فريق من الجيولوجيين المختطفين منذ يوليو 2017 فى فبراير الماضى، وكذلك تم إطلاق سراح جميع تلميذات دابشى باستثناء واحدة.
لكن فى الآونة الأخيرة، كان تنظيم الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا أقل صبرا فيما يتعلق بمفاوضات الرهائن. ففى منتصف سبتمبر 2018، قام التنظيم بإعدام واحدة من ثلاث عاملات فى مجال الإغاثة مدعين أن الحكومة النيجيرية قد تجاهلت مطالبهم أثناء المهلة التى وضعها التنظيم وتقدر بـ30 يوما وهو ما أدى إلى تنفيذ أمر الإعدام.
وقد قام التنظيم بتبرير هذه الإعدامات بهذه الطريقة التى لم تكن موجودة مع الرهائن السابقين على النحو التالى: كانت العاملات فى مجال الإغاثة اللاتى تم إعدامهن من الإناث المسلمات، ولكن بعد موتهن دارت الروايات حول كيفية اعتبارهن من المرتدات بأنهم تخلوا عن الإسلام من خلال العمل مع المنظمة الدولية للصليب الأحمر.
فى حين أن تلميذات «دابشى» لم يكن قد تم إدانتهن بهذه الطريقة، على الرغم من ذهابهن إلى مدرسة كانت تديرها الحكومة وتم إطلاق سراحهن مقابل عدم استكمال تعليمهن. كما تم التعامل مع الجيولوجيين المختطفين بشكل مختلف على الرغم من العمل مع جامعة مايدوجورى والسفر فى قافلة عسكرية محمية، إلا أنهم بعد أن أطلقوا سراحهم لم يمنعوهم من استئناف عملهم. ومن ثم، أظهر النهج العملياتى الذى تتبعه «تنظيم الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا» إزاء الرهائن تحولات خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو ما أدى إلى نتائج أشد تطرفا.
***
من الجدير بالذكر أن إعلان وفاة «مامان نور»، وزيادة الترويج لأنشطة التنظيم من خلال رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعى للتنظيم الأم، وتواتر الهجمات على المواقع العسكرية فى شمال ولاية بورنو واختلاف طريقة التعامل مع الرهائن ــ تشير إلى توقعات بأن تنظيم الدولة الإسلامية فى غرب أفريقيا سيكون أكثر تطرفا. وبالنظر إلى عنصر الزمن، يبدو أن هذا مرتبط بوفاة «مامان نور».
كما تثير هذه التحولات تساؤلات حول علاقة تنظيم الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا بفصيل شيكاو. ففى حين قام تنظيم الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا بزيادة وتيرة هجماته، قام فصيل شيكاو بالعكس ــ على الأقل من خلال هجمات انتحارية مثيرة للجدل على أهداف مدنية.
فى وقت سابق من العمليات المميزة، جاء آخر هجوم ناجح فى منتصف أغسطس على الرغم من أن هناك تقارير عن محاولات أخرى، حيث ألقى الجيش النيجيرى القبض على انتحارية فى نوفمبر.
ومن الجدير بالذكر أن الحديث عن أى نوع من المصالحة سيكون صعبا، نظرا لأن رسالة البرناوى تندد بأيديولوجية شيكاو فى الآونة الأخيرة. ومع ذلك، فإن وضع البرناوى داخل فصائله غير واضح بعد وفاة «مامان نور». ومن المحتمل أن تظهر مجموعة جديدة من المقاتلين الذين يحتفظون بعلاقاتهم بالدولة الإسلامية، لكنهم يختلفون عن نهج «مامان نور» الأقل تصادمية.
ختاما، يضيف الكاتب أنه على الرغم من أن ديناميكيات القيادة لا تزال غير مؤكدة، إلا أن ما هو واضح أن التمرد فى منطقة حوض بحيرة تشاد قد خضع لبعض التحولات الدقيقة التى قد تنذر بمرحلة جديدة. وقد كانت التداعيات حتى الآن دراماتيكية، حيث تمكن تنظيم الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا من بناء قدراته إلى الحد الذى أصبح فيه ارتداد قوات الأمن فى شمال ولاية بورنو أمرا روتينيا. قد تكون ديناميكيات القيادة الداخلية هى نقطة التحول بين الاحتواء النسبى للتهديد الإقليمى مثل تنظيم الدولة الإسلامية فى غرب إفريقيا، وموجة جديدة من الإرهاب فيما كان بالفعل حربا طويلة فى منطقة بحيرة تشاد.

إعداد: زينب حسنى عزالدين
النص الأصلى:

التعليقات